أعضاء هيئة التدريس وطلاب جامعة نورثويسترن في قطر يشاركون في عرض المسرحية الإغريقية ميديا Medea بمتحف قطر الأولمبي والرياضي، في إطار معرض الأولمبياد: الماضي والحاضر

أعضاء هيئة التدريس وطلاب جامعة نورثويسترن في قطر يشاركون هذا الأسبوع في عرض المسرحية الإغريقية ميديا Medea بالتعاون مع متحف قطر الأولمبي والرياضي، وفرقة الشباب. وتأتي المسرحية في إطار برنامج الفعاليات بمعرض "الأولمبياد: الماضي والحاضر".

وقد أعرب الدكتور إيفيرت دينيس عميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي عن سعادته بالتعاون مع متحف قطر الأولمبي والرياضي، "باعتباره خطوة سباقة نحو توطيد أواصر العلاقة بين الجامعة والمؤسسات الثقافية في البلاد، كما أن عرض تلك المسرحية الكلاسيكية يعبر عن تقدير المؤسسات القطرية الرسمية للمسرح والتمثيل المسرحي".

أما الدكتور كريستيان واكر، مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي، فينظر إلى هذا التعاون باعتباره تجانساً مثالياً، وهو ما أعرب عنه بقوله: "ما كان للألعاب الأولمبية الحديثة أن تخرج للنور لولا اكتشاف الأوليمبيا القديمة والتراث الثقافي اليوناني. إذ كان اليونانيون القدماء يعتبرون التنافس جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، ولم يكن التنافس قاصراً على الأنشطة الرياضية وحسب، بل امتد لمجالات مثل الفلسفة والعروض المسرحية. ومن ثم، يبدو لي من المنطقي للغاية استضافة وعرض المسرحية التراثية ميديا في إطار البرنامج الثقافي لمعرض الأولمبياد: الماضي والحاضر.

يشار إلى أن مسرحية يوربيديس التي تعتبر من كلاسيكيات المسرح اليوناني ستفتتح يوم الخميس الموافق 11 أبريل الجاري ويستمر عرضها لمدة ثلاثة أيام متتالية، وهي من إخراج آن وودورث الأستاذ بجامعة نورثويسترن في قطر، التي درّست الإخراج لثلاثين عاماً في الجامعة الأم بمدينة إيفانستون. وتحترف وودورث التمثيل الإخراج والتدريس في الولايات المتحدة وخارجها، حيث عملت مع الفرقة الوطنية بالعاصمة الفنزويلية كاراكاس، وفي أكاديمية الدراما البريطانية الأمريكية في أكسفورد بإنجلترا.

تقول وودورث إن الكثيرين قد سألوني حينما قبلت دعوة متحف قطر الأولمبي الرياضي لإخراج مسرحية يونانية في الدوحة، قائلين لي "لماذا أقبل بمهمة ثقيلة كتلك؟ وكنت أقول لهم إن بعض طلاب التمثيل الذين أدرس لهم بجامعة نورثويسترن في قطر قد نبهوني إلى أن تلك تعتبر بمثابة فرصة لرفع الوعي بدور المسرح هنا، وهو الشيء الذي نؤمن به جميعاً. وعندئذٍ اكتشفت أن طلاباً آخرين وأعضاء هيئة تدريس وموظفين ومواطني الدوحة يشاركوننا نفس الحماس".

واستطردت وودورث، قائلة: "لقد اخترت مسرحية ميديا للكاتب الإغريقي يوربيديس لأنه سبق لطلابي أن درسوها، ولا يزال صدى القصة بكل معانيها يتردد في عالمنا المعاصر؛ حيث لا تركز المسرحيات الإغريقية على السلوكيات الغريبة والمرعبة للناس وحسب، ولكنها تحاول أيضاً تحليل الأسباب التي تدعوهم إلى التصرف على ذلك النحو".

جدير بالذكر أن المسرحية مستوحاة من قصة قديمة لامرأة تدعى ميديا كانت أماً لصبيين، هجرها زوجها جاسون ليتزوج من أخرى. وبدافع من روح الانتقام تدبر ميديا مكيدة للقضاء على كل عزيز وغالي على نفس جاسون في يوم زفافه. والمسرحية جزء من سلسلة أحداث تقام بمعرض متحف قطر الأولمبي والرياضي، الذي يعرض ماضي وحاضر الألعاب الأولمبية ويروي تاريخ الأولمبياد منذ نشأتها في اليونان القديمة وحتى العصر الحالي.

وقد تم إجراء اختبارات عامة على أداء عدد من الأدوار المختلفة في المسرحية، ووقع الاختيار على العديد من طلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة نورثويسترن في قطر، ومنها دور البطولة شخصية ميديا الذي فازت به القطرية مريم مسراوه – الطالبة بالسنة النهائية في برنامج التواصل الإعلامي بجامعة نورثويسترن في قطر والتي تدرس المسرح كتخصص ثانوي، كما أنها ممثلة وصانعة أفلام طموحة. وكانت مريم قد شاركت في مشروع رتشارد رامباج بمؤسسة كيفين سييسي، لتؤدي أدواراً في حفل غداء المؤسسة بنيويورك، ومسرحية جامعة نورثويسترن في قطر الربيع العربي بالدوحة وشيكاغو عام 2012.

يقول دينيس: "لقد سررت شخصياً برؤية التعاون الواسع في هذا الإنتاج بين أعضاء هيئة التدريس وموظفي وطلاب جامعتنا والمجتمع الأكبر – من متخصصين وهواة. وكلي ثقة في أن المسرحية ستعطي الجمهور القطري فكرة عن التقاليد الثقافية والأحاسيس والعادات والضغوط السائدة في المجتمع الإغريقي القديم والتي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا".

ومن جانبها علقت آية أبو عيسى – الرئيس التنفيذي بالإنابة لفرقة الشباب، والتي ساندت عرض المسرحية – على الحدث، قائلة: "نحرص الفرقة دوماً على مساندة المبادرات الرائدة والمبتكرة في البلاد، لاسيما تلك التي تضم الموهوبين الشبان. وتتشرف فرقة الشباب بمساندة متحف قطر الأولمبي والرياضي وجامعة نورثويسترن في قطر لتنفيذ هذا المشروع وضمان المشاركة الفعالة من جانب الأجيال الشابة".

يشار إلى أن معرض الأولمبياد – الماضي والحاضر سيظل مفتوحاً أمام الجماهير بقاعة الرواق الدوحة للمعارض الفنية الدوحة حتى 30 يونيو 2013، وهو المعرض الأول من نوعه الذي يضم بين جنباته ما يقرب من  1200 قطعة أصلية من مجموعة متحف قطر الأولمبي والرياضي بالإضافة إلى قطع تراثية من كل من اليونان وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. كما أن جناح المعروضات التراثية أوليمبيا: الأسطورة – العقيدة – الألعاب يأخذ الزائر في رحلة عبر تاريخ الألعاب الأولمبية القديمة، أما الجناح الحديث الأولمبياد: القيم – المنافسات – والأحداث الكبرى فيلقي الضوء على اكتشاف العصور القديمة خلال عصر النهضة، وهو الاكتشاف الذي أدى إلى إعادة تدشين دورات الألعاب الأولمبية. ويشهد المعرض أيضاً عرض أفلام وصور أصلية لكل الألعاب الأولمبية ويسلط الضوء على مشاركة الرياضيين القطريين في تلك الدورات من خلال سلسلة من اللقاءات مع أولمبيين وبارالمبيين قطريين سابقين واحاليين.