جامعة نورثويسترن في قطر تستضيف المؤسس المشارك لوكالة أنباء بلومبيرج

استضافت جامعة نورثويسترن في قطر لقاءً حواريًا مع ماثيو وينكلنر، المؤسس المشارك لوكالة أنباء بلومبيرج ورئيس تحريرها الفخري، اطلع خلاله الحضور من طلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس على الدور الذي لعبته الصدفة والعلاقة الذي جمعته مع مايكل بلومبيرج، أحد أبرز قادة الأعمال في العالم، في تأسيس واحدة من أبرز المؤسسات الصحفية المتخصصة في أخبار المال والأعمال على مستوى العالم وهي وكالة أنباء بلومبيرج. 

واستعرَض وينكلنز مسيرته الشخصية الناجحة منذ أن كان صحفيًا في جريدة "وول ستريت جورنال" حتى اللحظة التي تلقى فيها مكالمة هاتفية من مؤسس وكالة بلومبيرج، مايكل بلومبيرج، طالبًا منه أن يساعده في تأسيس الذراع الإعلامي لمؤسسته المالية.

 وتعليقًا على هذا اللقاء، قال إيفرت دينيس، عميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي:

"إنه لشرف لنا أن نستقبل رجلًا طموحًا مثل وينكلر، لقد نجح في صُنع بصمة بارزة يشهد لها العالم. ومن حسن حظنا أن تتاح لنا الفرصة للاستماع منه شخصيًا عن قصة إنشاء وكالة بلومبيرج ورؤيتها المستقبلية".

في عام 1989، نشر وينكلر مقالًا في جريدة "وول ستريت جورنال" حول مستقبل البيانات المالية وتكنولوجيا المعلومات، موضحًا قدرتهما على إحداث تغيير شامل في العالم. وبعد عدة أشهر، تلقى اتصالًا من مايكل بلومبيرج غير حياته بالكامل.

قال وينكلنر: "كنت أقول حينها أن التكنولوجيا ستتيح للناس الوصول الفوري إلى البيانات، وبالتالي ستحدث ثورة في طريقة الحصول على المعلومات. وفي ذلك الوقت، كانت مؤسسة بلومبيرج تنفذ شيئًا لم يخطر ببال شركات الأخبار الأخرى، وهو نقل المعلومات من سجلاتها وتخزينها على أجهزة الحاسوب".

وأوضح وينكلر التحديات التي واجهته هو وفريق عمله الصغير مع بداية العمل في الوكالة، حيث تعيّن عليه حينها التنافس مع منظمات إعلامية يعمل بها مئات الصحفيين وتتمتع بسمعة مرموقة في مجال الصحافة. ولكن ما لا حظه وينكلر أن المؤسسات الصحفية في هذا التوقيت كان تنقسم إلى قسمين أحدهما متخصص في تقديم الأخبار العاجلة فقط والأخر يقدم تحقيقات مفصّلة، فقرر أن يسد هذه الفجوة عبر الجمع بين تقديم الأخبار العاجلة والتقارير المفصّلة.

وحول هذا قال وينكلر: "كنا نؤدي مهمة الإنترنت قبل ظهوره، لأننا كنا نقدم على مدار الساعة الأخبار القصيرة والطويلة".

وأرجعَ وينكلر سبب المكانة المرموقة التي تحظى بها وكالة بلومبيرج إلى خمسة أشياء يراعيها الصحفيون عند كتابة الاخبار وهي "السَبق، والسرعة، والمصداقية، والقول الفصل، واستشراف المستقبل".  

تمثل الهدف الأسمى لوكالة بلومبيرج في أن تصبح مصدرًا لا غنى عنه في أخبار المال والأعمال، وتزويد القراء بأحدث ما يهمهم من أخبار وقتما احتاجوا إليها.

أضاف وينكلر: "كنا نقدم أخبارًا تتناول الأحداث الجارية في السوق، وأخرى تتناول أخبار الشركة، إلى جانب جميع الأخبار الواردة في الصحف الأخرى".

كما جاوبَ وينكلر على مجموعة من الأسئلة التي وجهها له الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة نورثويسترن في قطر تطرقت إلى ظاهرة انتشار الأخبار المزيفة، وصحافة المواطن، والتحديات التي يمكن أن نتوقعها في هذا العصر الذي تنتشر فيه منصات الأخبار الاجتماعية والرقمية بصورة سريعة.

اختتم وينكلر قائلًا: "نحن نتعامل مع أشياء لم يسبق أن تعاملنا معها من قبل. اليوم يمكن أن ينتشر أي خبر في غضون لحظات في جميع أنحاء العالم فيُحدِث تأثيرًا إيجابيًا أو سلبيًا. إن فحص الأخبار والتأكد من صحتها أمر بالغ الأهمية في وقتنا الحالي، وأؤكد على ضرورة وجود مؤسسات إعلامية ذات مصداقية لتقديم الحقائق والأخبار بشكل عادل ونزيه".