بيوبنك يختتم دورته التدريبية الصيفية حول مشروع "جينوم قطر"

أعلن قطر بيوبنك، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن اختتام دورته التدريبية الصيفية الخاصة بمشروع "جينوم قطر"، والتي امتدت على مدار الشهر الماضي بمشاركة 5 متدربات من طالبات وخريجات جامعة قطر وجامعة وايل كورنيل في الولايات المتحدة الأمريكية.
فبعد عملية اختيار دقيقة شملت 22 متقدماً، تم اختيار 3 طالبات يتابعن دراسة تخصص العلوم الطبية الحيوية في جامعة قطر، وهن مريم ياسر علي، وتالا حسين اسماعيل، وتنزيلا زينت، إلى جانب تسنيم فاضل التي تخرجت بنفس الاختصاص من جامعة قطر، ونجود النعمة (خريجة جامعة وايل كورنيل في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعمل حالياً في مركز السدرة للطب والبحوث).
ويعمل قطر بيوبنك على دعم رسالة مؤسسة قطر الهادفة إلى تعزيز الابتكار من خلال إجراء الأبحاث الطبية حول المشكلات الصحية السائدة في الدولة، بالإضافة إلى دعم إلتزام المؤسسة بتعزيز أنماط الحياة الصحية في المجتمع المحلي..وتسمح العينات الحيوية والمعلومات التي يجمعها قطر بيوبنك حول صحة ونمط حياة السكان للعلماء بإجراء بحوث طبية قيّمة تعود بالنفع على دولة قطر والعالم بأسره.
وأوضحت الدكتورة أسماء آل ثاني، نائب رئيس مجلس أمناء قطر بيوبنك ونائب رئيس مجلس أمناء جامعة قطر، بالقول: "تمثل هذه الدورة انطلاقة سلسلة التدريب الصيفي في قطر بيوبنك التي تقدم فرصاً متنوعة لطلاب التخصصات المختلفة، حيث سيشتمل برنامج التدريب الصيفي في المستقبل على مجالات متنوعة مثل العلوم والقانون والمعلوماتية".
وأتاحت هذه الفترة التدريبية الأولى من نوعها، الفرصة للمتدربات للعمل في مشروع "جينوم قطر" الرائد، الذي يشارك فيه قطر بيوبنك، في إطار عضويته باللجنة الوطنية للجينوم البشري. وأشرف على برنامج التدريب الصيفي نخبة من الأساتذة والباحثين، على رأسهم الدكتور خالد فخرو، باحث رئيسي في علم الجينوم البشري في مركز السدرة للطب والبحوث والأستاذ المساعد في كلية طب وايل كورنيل في قطر، والدكتورة نهلة عفيفي، مديرة إدارة العلوم والتعليم في قطر بيوبنك.
وأشارت الدكتورة عفيفي إلى أن: "قطر بيوبنك يهدف، في الأساس، إلى خدمة المواطن القطري، من خلال العمل على اكتشاف كيفية تأثير نمط الحياة والبيئة والجينات الوراثية على الصحة في البلاد. ومن شأن هذه المعرفة أن تساعد في تطوير وسائل العلاج الطبي وسبل الوقاية من الأمراض، بما يعود بالفائدة على صحة أجيال المستقبل في دولة قطر". وأضافت بالقول: "من ضمن جهوده، يواصل قطر بيوبنك العمل لوضع خارطة طريق لمستقبل العلاج من خلال الطب الشخصي، عبر دعم مشروع جينوم قطر الذي يمثل مستقبل العلوم. لذلك، ارتأينا تقديم هذا البرنامج التدريبي، الذي نتيح من خلاله لمجموعة من الطلاب والخريجين فرصة العمل فيه ليكونوا جزءاً من هذا المستقبل".
ويسعى مشروع جينوم قطر، الذي أعلنت عنه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، خلال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية لعام 2013، إلى رسم خريطة الجينوم القطري ودراسة الجينات ووظائفها، ويبشر بتغيير كبير في مستقبل العلاج المخصص من خلال الرعاية الصحية الشخصية.
وعن دافعها للتقدم والمشاركة في هذه الفترة التدريبية تقول نجود النعمة: "السبب الرئيسي الذي شجعني على التقدم هو كونها تجربة جديدة كلياً تتمحور حول مشروع مهم ومؤثر جداً، هو "جينوم قطر" الذي يعمل عليه "قطر بيوبنك"، مما يوفر فرصة لا تفوت لأي شخص يخوض هذا المجال".
وخلال الفترة التدريبية، أتيحت للمتدربات فرصة المشاركة في الأبحاث حول إدراك المجتمع القطري وفهمه لمشروع جينوم قطر، وبحث الجوانب الأخلاقية والقانونية التي يجب إطلاع المشاركين في المشروع عليها. كما عملن على رصد وتحليل مشاريع الجينوم حول العالم، للتعرف على التجارب المماثلة وكيفية فهم المجتمعات لها، بالإضافة إلى بحث أفضل وسائل التواصل التي يمكن اعتمادها في سبيل إيضاح ماهية هذا المشروع للمجتمع القطري بجميع مكوناته بأفضل شكل ممكن.
من جهتها، تشرح مريم ياسر علي الإفادة المكتسبة من مشاركتها في هذه الدورة التدريبية بالقول: "حققت لي هذه المشاركة استفادة فاقت ما كنت أتوقعه، في الكثير من الجوانب. فالبحث لم يقتصر فقط على مجال دراستنا العلمية، بل طال أيضاً النظرة القانونية والأخلاقية للموضوع، ما عرّفنا على جوانب إضافية لم تكن لتتاح لنا من دون هذا البحث".
واعتبرت تالا اسماعيل، الطالبة بالسنة الثالثة في مجال الطب الحيوي أن "كوننا جزءاً من هذا المشروع هو بحد ذاته فكرة جريئة لم نكن لنتوقعها، وهو ما أثرى تجربتنا وزاد من حماسنا لمناقشة الأبحاث والمواضيع التي نعمل عليها".
وخلال التدريب، تابعت المشاركات محاضرات من الدكاترة المشرفين حول "أخلاقيات الجينوم"، و"العلم وراء الجينوم" و"تاريخ الجينوم البشري"، و"الطب الشخصي"، إلى جانب تعريفهن بمنهجية عمل قطر بيوبنك وإطلاعهن على أحدث التقنيات والبروتوكولات المستخدمة في مشروع الجينوم.
وعلّق الدكتور فخرو قائلاً: "نعيش اليوم في عصر الجينوم، حيث أن التقدم والتطور التكنولوجي أتاحا لنا فرصة نادرة لقراءة تسلسل الجينوم البشري بشكل مباشر. وسوف تسفر هذه النهضة التقنية عن مرحلة جديدة في الطب المعروف بالطب الشخصي، حيث سنشهد تشخيص الأمراض بأسبابها الجينية بدلاً من أعراضها فقط، مما قد يساهم في تحسين وسائل العلاج والوقاية من الأمراض الوراثية في المستقبل".
وستسهم نتائج الأبحاث التي عملت عليها المتدربات في إنشاء بنك أسئلة ليستفيد منه الباحثون والمشاركون في المشروع. وتمكّن المعرفة والمعلومات التي جمعها قطر بيوبنك العلماء من معرفة وفهم أسباب إصابة 17% من سكان قطر البالغين بالنوع الثاني من مرض السكري، وتخصيص العلاج الذي يلائم السمات الوراثية لكل شخص على حدة خلال السنوات المقبلة.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.