باحث من وايل كورنيل يحذّر من مغبة الأخطاء التشخيصية لتلف الأعصاب بين مرضى السكري

بيان صحفي
تاريخ النشر: 19 ديسمبر 2017 - 11:11 GMT

الدكتور رياز مالك، أستاذ الطب في وايل كورنيل للطب - قطر
الدكتور رياز مالك، أستاذ الطب في وايل كورنيل للطب - قطر

نشر أحد أبرز الباحثين في وايل كورنيل للطب - قطر ورقة بحثية تطرّق فيها لمخاطر الأخطاء التشخيصية لمرض الاعتلال العصبي السكري الذي يُعدُّ من بين المضاعفات الشائعة والمعروفة لمرض السكري.

وأوضح الدكتور رياز مالك، أستاذ الطب في وايل كورنيل للطب - قطر، أن الاعتلال العصبي السكري أو تلف الأعصاب، يشبه إلى حدّ بعيد في أعراضه أمراضاً أخرى تصيب الجهاز العصبي، لا سيما الاعتلال العصبي الالتهابي المزمن المزيل للنخاعين، أو ما يُعرف اختصاراً باللغة الإنجليزية باسم CIDP.

وشدّد الدكتور مالك على الأهمية البالغة للتمييز بين المرضَيْن، فالاعتلال العصبي السكري لا يمكن الشفاء منه، وفي المقابل فإن مرض الاعتلال العصبي الالتهابي المزمن المزيل للنخاعين يمكن في العادة علاجه بفعالية عالية ومن ثم الحؤول دون تفاقُم المرض والإصابة بأعراض مضنية مثل فقدان القدرة الحسية والألم والوهن مع إعاقة في الحركة.

وفي هذا السياق، قال الدكتور مالك: "عندما يُصاب مرضى السكري باعتلالات عصبية فإنه من المفهوم أن يردّ الطبيب ذلك إلى اعتلال عصبي سكري بصفته أحد المضاعفات الأكثر شيوعاً. غير أن دراستنا البحثية أظهرت أن قلة لا يُستهان بها من الذين يُشخَّصون بأنهم يعانون اعتلالاً عصبياً سكرياً يتبيّن فعلياً أنهم مصابون بالاعتلال العصبي الالتهابي المزمن المزيل للنخاعين، وهو مرض يتسم بقابلية علاجية عالية ومن ثم نتيجة علاجية أفضل بكثير. لذا نعتقد أنه هناك حُجة قوية للتدقيق في النهج الإكلينيكي بما يحُول دون أخطاء تشخيصية ومن ثم تحسين النتيجة العلاجية للمريض".

يُعرف الاعتلال العصبي السكري بأنه مرض تَتلف فيه الأعصاب الطرفية بسبب مستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم وعوامل الاختطار المرتبطة بالأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم والليبيدات (الدهنيات) إلى جانب البدانة. وتقوم المنهجية العلاجية على وصف عقاقير دوائية وتغيير الحمية الغذائية للتحكم بمستويات الجلوكوز في الدم وارتفاع ضغط الدم والليبيدات. وفي المقابل، يُرَدّ تلف الأعصاب الناجم عن الاعتلال العصبي الالتهابي المزمن المزيل للنخاعين إلى قيام جهاز مناعة الجسم بمهاجمة غمد النخاعين (الميَالين)، وهي مادة دهنية عازلة تكسو الأعصاب والمحاور العصبية. ورغم استحالة الشفاء من تلف الأعصاب في الحالتين أو المرضَين المذكورين، غير أنه يمكن التحكم في الاعتلال العصبي الالتهابي المزمن المزيل للنخاعين بشكل فعال باستخدام العقاقير المثبطة أو الكابتة للمناعة.

ويضيف الدكتور مالك قائلاً: "في الوقت الحاضر لا يمكن الشفاء من تلف الأعصاب بين مرضى الاعتلال العصبي السكري، لذا من الأهمية بمكان التوصل إلى تشخيص دقيق لمرضى الاعتلال العصبي الالتهابي المزمن المزيل للنخاعين وعلاجهم دون إبطاء للحدّ من تلف الأعصاب في الأمد البعيد".

ونشر الدكتور مالك وفريق الباحثين ورقة بحثية استعراضية بعنوان "الاعتلال العصبي الالتهابي المزمن المزيل للنخاعين وسائر الأمراض العصبية الالتهابية بين مرضى السكري – تشخيصها وإدارتها" في الدورية الطبية المعروفة Nature Reviews Neurology تضمّنت ما توصلت إليه دراستهم البحثية. وأسهم في الورقة البحثية أيضاً باحثون من جامعة آستون بالمملكة المتحدة وآخرون من مستشفى جامعة إيسن وجامعة هاينرش-هاينه بألمانيا.

وكان الدكتور مالك قد نشر مؤخراً دراسة بحثية ريادية عن الأسس الجينية لنوع آخر من الاعتلالات العصبية يُعرف باسم "الحكّة العصبية العائلية المزمنة" وقد تبيّن أن هذا الاعتلال على صلة بالجينة COL6A5، وهي الجينة التي تشفّر البروتين المسؤول عن تصنيع كولاجين الأنسجة الضامة. وبعد تحليلات جينية لأفراد ثلاث أُسر متعددة الأجيال، تمكّن الدكتور مالك وفريق الباحثين من تحديد متغيّرين نادرين للجينة COL6A5 يبدو أنهما على صلة بالتسبّب في الحكة. وبذلك استدلّ الباحثون إلى أن شعور الحكة المزمنة الذي يعانيه المريض لم يكن بسبب اختلال في نظام المناعة، بل بسبب مشكلة في الكولاجين المحيط بالأعصاب.

كذلك توصلت الدراسة إلى أن مضادات الهستامين التي تُوصف كثيراً لعلاج الحكة غير فعالة في مثل هذه الحالات لأن الحكة غير ناتجة في الأصل عن حساسية. وبدلاً من ذلك هناك فئة من العقاقير الدوائية الأكثر فعالية في هذه الحالة تُعرف باسم "غابابنتين" وهي مثبطة لناقلات الأعصاب. ونُشرت الدراسة في الدورية الطبية المتخصصة Brain: a Journal of Neurology الصادرة عن دار جامعة أكسفورد للنشر.

وقال الدكتور خالد مشاقة، العميد المشارك لشؤون البحوث في وايل كورنيل للطب - قطر: "يحقق الدكتور مالك من خلال دراساته وبحوثه المنشورة في دوريات عالمية تأثيراً استثنائياً وواسعاً، من حيث الكشف عن طفرات وراثية مسبّبة للأمراض وأيضاً من حيث وضع مبادئ توجيهية دولية لتشخيص الاعتلال العصبي السكري وعلاجه. وينسجم هذا مع رؤية ورسالة مؤسسة قطر المتمثلة في التوصل إلى اكتشافات وابتكارات طبية مهمة بما يسهم في الارتقاء بمعايير الصحة والرعاية الصحية في قطر".

خلفية عامة

وايل كورنيل للطب - قطر

 

تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء. 

 

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن