الجامعة الأميركية في بيروت تنعي العضو الفخري في مجلس أمنائها عبد المحسن القطان

نعى رئيس مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) الدكتور فيليب خوري ورئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، مع كافة أفراد أسرة الجامعة، العضو الفخري في مجلس أمناء الجامعة عبد المحسن القطان، الذي توفي في 4 كانون الأول الجاري في لندن.
وُلد الراحل عبد المحسن القطان في مدينة يافا بفلسطين في العام 1928 وأُجبر مع أسرته على مغادرة بلده خلال النكبة الفلسطينية في العام 1948. وعلى الرغم من أنه كان معدماً تقريباً بعد مغادرته فلسطين، أصبح القطّان رجل أعمال عالمي ناجح ومُحسن شغوف. وظل طوال حياته مكرّساً لوطنه وملتزماً بتعزيز التعليم في العالم العربي.
درس القطان في الجامعة الأميركية في بيروت العلوم السياسية والاقتصاد، ولكن بعد ذلك تحوّل إلى دراسة الأعمال التجارية وحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال في العام 1951 وفيما بعد، بين العامين 1995 و2003، عيّن عضوا في مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت ، وبعد ذلك عضواً فخرياً في مجلس الأمناء. ودرست ابنته الكبرى نجوى في الجامعة الأميركية في بيروت أيضاً وتخرجت مع بكالوريوس في الفلسفة في العام 1977.
عمل القطان بعد تخرجه من الجامعة الأميركية في بيروت مدرّساً في الأردن ثم انتقل إلى الكويت حيث شغل منصب المراقب العام لوزارة المياه والكهرباء. وفي العام 1963 أسّس شركة الهاني للبناء والتجارة. وقد نَمَت هذه الشركة لتصبح واحدة من أكبر شركات البناء في الكويت. وبعد ذلك أسّس وأدار عدة شركات ناجحة عاملة في الشرق الأوسط وأوروبا.
كان القطان ملتزماً بعمق بالتعليم وبدعم الشعب الفلسطيني بشراً وثقافة. وفي العام 1993 أنشأ مؤسسة عبد المحسن القطان (لندن ورام الله وغزة) لتوفير التمويل للمشاريع التعليمية والثقافية في العالم العربي، وخاصة فلسطين. وهذه المؤسسة اليوم هي واحدة من المؤسسات الخيرية الرائدة في العالم العربي وتركز جهودها الإنمائية على الأطفال والمعلمين والفنانين الشباب. وكمؤمن بقدرة التعليم على التغيير والترقّي، دعم القطان جامعة بيرزيت من خلال التبرع لمكتبتها والمساهمة في تطوير مرافقها. كما قدّم بسخاء لجامعته الأم، الجامعة الأميركية في بيروت، حيث أقام منحة دراسية ودعم إعادة تشييد مبنى كولدج هول، بالإضافة إلى مساهمات أخرى عديدة.
وعلق الدكتور فيليب خوري، رئيس مجلس أمناء الجامعة، على الميراث الذي تركه عبد المحسن القطان في الجامعة وخارجها، فقال: "إضافة إلى خدمته لوطنه، كان ابو هاني من ابرز الأعضاء والأعضاء الفخريين في مجلس أمناء الجامعة الاميركية في بيروت، وستفتقده أسرة الجامعة كثيراً". وأشاد بالتزام القطان وكرمه الفائقين تجاه شعب فلسطين، والعالم العربي الأوسع، والجامعة الأميركية في بيروت.
وتحدث الرئيس فضلو خوري عن القطان قائلا: "صيتُه كان يسبقه دائماً كخادم لا يكلّ للشعوب العربية، ولا سيما إخوته في فلسطين المحتلة وفي الشتات الفلسطيني الذي أُجبر على اللحاق به خلال دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت . قدّم عبد المحسن خدمات ومؤازرة كبيرة لجامعته الأم، وووفّر لها دعماً ساطعاً لمهمتها الأكاديمية من بين العديد من عطاءاته الخيرية الأخرى".
وبالإضافة إلى دعم التعليم، كان القطان نشطا للغاية في العديد من المنظمات، بما في ذلك معهد الدراسات الفلسطينية (لبنان)، والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (الكويت)، ومنتدى الفكر العربي (الأردن)، و مركز دراسات الوحدة العربية (لبنان). كما شارك في تأسيس جمعية الرعاية في جنيف.
يرحل القطان عن هذه الدنيا، لكن ميراثه باقٍ من خلال اعماله الخيرة وأولاده الأربعة: نجوى، وهاني، ولينا، وعمر.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.