الجامعة الأميركية في بيروت تطلق برنامجاً جديداً في الدراسات العليا للسياسات العامة والشؤون الدولية

تجاوباً مع تزايد الطلب في المنطقة على فهم وتحليل ودعم رسم أجندات السياسة في لبنان والمنطقة والعالم، أطلقت الجامعة الأميركية في بيروت برنامجاً جديداً في الدراسات العليا يحمل اسم برنامج السياسات العامة والشؤون الدولية Public Policy and International Affairs (PPIA)
ويُعتبر البرنامج الجديد الذراع الأكاديمية لمعهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة، ومقرّه هو في مبنى المعهد الجديد الذي صمّمته زها حديد والذي يقع في حرم الجامعة العلوي.
ولبرنامج PPIA الجديد هدفان رئيسيان:
توفير الامكانية للطلاب لتعميق معرفتهم المبدئية والحيوية والعملية يالسياسات العامة والشؤون الدولية، مع التركيز بشكل خاص على التحديات التي تواجه المنطقة العربية.
- تزويد طلاب البرنامج بما يلزم من المهارات المهنية، والأدوات، والتواصل لتسلّم وظائف في الشؤون العامة.
ويهدف البرنامج الجديد أيضاً إلى تطوير وتحفيز البحوث التجريبية الجديدة بالتعاون مع المعهد من خلال التفاعل بين الأعضاء الحاليين والجدد في هيئة التدريس في المعهد، وطلاب الدراسات العليا فيه، والمنظمات من خارج الجامعة الأميركية في بيروت.
وقال البروفسور كريم المقدسي الذي يشرف على البرنامج الجديد، وهو أستاذ مشارك في السياسة الدولية في الجامعة:
"إن أعضاء هيئة التدريس في البرنامج وأولئك الذين ساهموا في إنشائه طوال السنتين أو السنوات الثلاث المنصرمة مغتبطون جداً بإمكاناته الهائلة، وهي إمكانات فريدة من نوعها وتلبّي بالتأكيد احتياجات مهمة في لبنان والمنطقة. هناك حاجة ملحة لبناء القدرات في مجال السياسات العامة والدولية، وفي الوقت نفسه هناك حاجة إلى ربط بناء القدرات هذا بإنتاج وترجمة ونقد المعرفة في هذه المجالات والممارسات".
وبحسب الموقع الالكتروني لبرنامج PPIA ، فإن هذا البرنامج يقوم على الرغبة الدولية والمحلية المتنامية لدراسة العالم العربي. وسيسعى لزيادة التفاعل وانتاج المعارف حول العالم العربي من داخل العالم العربي، وهو ما ينقصنا إلى حد كبير في المنطقة العربية.
وسيتمكن خريجو البرنامج من المشاركة في العملية السياسية في المنطقة العربية ومن تشريحها، ومن رفع الوعي حول السياسات العامة والمشاكل الدولية، ودعم الجهات العامة الفاعلة من حيث القدرة، والمساءلة، والاستجابة، وتعزيز السياسات العامة السليمة التي ترتكز قدر الإمكان على الأدلة.
والبرنامج مصمم بحيث يزوّد خريجي الجامعات من مختلف الخلفيات والمهنيين أصحاب الخبرات بالقدرة على فهم عمليات صنع السياسات وادراك القضايا في الشؤون الدولية. كما يوفر لهم المهارات المهنية اللازمة، والأدوات، وشبكات التواصل لتأدية الوظائف في هذه المجالات.
ويرد أيضاً في الموقع الالكتروني للبرنامج أنه يبني تفوقه على الزاد العلمي الذي يحمله أساتذة الجامعات في مختلف الاختصاصات. ويقصدُ البرنامج طلاب من مختلف أنحاء العالم وقد انضم إليه مؤخّراً عشرة طلاب دراسات عليا من لبنان، واليمن، وتركيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، وغيرها، ويُتوقع انضمام المزيد من الطلاب في الفصول القادمة.
وتستمر دورة البرنامج لمدة عامين، ويتطلب 36 ساعة معتمدة من الدورات الدراسية، وأطروحة بقيمة ست وحدات دراسية أو التدريب بالإضافة إلى مشروع، ويحصل المتخرج من البرنامج على شهادة الماجيستر في السياسات العامة والشؤون الدولية.
وقالت يارا دمج، المتخرجة من الجامعة الأميركية في بيروت والطالبة الجديدة في البرنامج: "كنت أحلم دائما بالحصول على شهادة في الدراسات العليا في حقل يخوّلني امتلاك تأثير مباشر على سياسات قصيرة الأمد وطويلة الأمد، على أرض الواقع. وما جذبني إلى هذا البرنامج مزجه للسياسات العامة والشؤون الدولية وإعطاؤه الفرصة لنكون على اتصال مع العلماء البارزين واكتساب الخبرة العملية التي لا توفرها برامج الدراسات العليا الأُخرى."
وقال فارع المسلمي، وهو خريج يمني من الجامعة الأميركية في بيروت وطالب جديد في البرنامج أنه انجذب إليه لأنه لم يصمم مثل برامج الدراسات العليا التقليدية. وأضاف: "إن تنوّع المسلك الدراسية في البرنامج، والتواصل مع أساتذة ممتازين ممارسة وأكاديمياً، وموقع البرنامج في الجامعة الأميركية في بيروت قلب المنطقة العربية، تشكل كلها العوامل الرئيسية التي تسهم في التصميم الناجح للبرنامج الذي يزاوج السياسات العامة والشؤون الدولية".
والجدير بالذكر أن مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت وافق على برنامج PPIA للدراسات العليا في آذار من العام 2014. ويمكن تقديم طلبات الانتساب اليه أونلاين لفصل الربيع حتى 2 تشرين الثاني.
ويستفيد البرنامج من خبرات عدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، بينهم أساتذة جُدُد مثل الدكتور نيكولاس كوزماتوبولوس، الأستاذ المساعد في الشؤون الدولية، والدكتور شربل نحاس، الأستاذ المقيم للسياسات العامة، وهما سيدرّسان المقررات الأساسية في البرنامج وسيساهمان في دعمه، بالإضافة إلى ريما الراسي، التي تخدم كمديرة لبرنامج PPIA.
تأسست الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1866 وتعتمد النظام التعليمي الأميركي الليبرالي للتعليم العالي كنموذج لفلسفتها التعليمية ومعاييرها وممارساتها. والجامعة هي جامعة بحثية تدريسية، تضم هيئة تعليمية من أكثر من 700 أعضاء وجسماً طلابياً من حوالي8000 طالب وطالبة. تقدّم الجامعة حالياً ما يناهز مائة برنامج للحصول على البكالوريوس، والماجيستر، والدكتوراه، والدكتوراه في الطب. كما توفّر تعليماً طبياً وتدريباً في مركزها الطبي الذي يضم مستشفىً فيه 420 سريراً.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.