الآلاف يحتفلون بمهرجان ليلة القرنقعوه التراثية في مؤسسة قطر

شارك آلاف الأطفال مع عائلاتهم في مهرجان ليلة القرنقعوه التراثية الذي نظمته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في الشقب، مساء الإثنين 29 يونيو، في أجواء عائلية جمعت بين إحياء التراث والثقافة القطرية والأنشطة التعليمية المتميزة المسلية للأطفال لتعريفهم بتاريخ أجدادهم وحضارتهم الأصيلة.
وتنصب احتفالات ليلة القرنقعوه التي تنظمها مؤسسة قطر ضمن جهود المؤسسة الرامية لإحياء التراث، والحفاظ على التقاليد والهوية القطرية الأصيلة، انعكاساً لرسالتها الرامية لتنمية مجتمع يعتز بجذوره ومبادئه الإسلامية العريقة، بينما يمضي قدماً في مسيرته نحو المستقبل.
تجتذب ليلة القرنقعوه بمؤسسة قطر المجتمع القطري بجميع أطيافه، فتتيح للجميع التشارك بأجمل العادات والتقاليد القطرية مع المواطنين والمقيمين وعائلاتهم. وما كان لمؤسسة قطر أن تستضيف هذه الفعالية بهذا النجاح لولا التعاون الوطيد بين جميع ومختلف مراكز وإدارات مؤسسة قطر التي تسعى جميعها لتقديم الدعم الكامل لرؤية المؤسسة للحفاظ على تراث دولة قطر من أجل الأجيال الصاعدة.
وتواصلت فعاليات ليلة القرنقعوه بمؤسسة قطر من الساعة الثامنة مساءً حتى منتصف الليل، فشملت سوقاً شعبية واستراحات للزائرين في مجلس تقليدي، حيث تم تقديم المأكولات والمشروبات القطرية التقليدية مثل الهريس، واللقيمات، والجريش والكرك، كما تم نقديم باقة من الأنشطة والفعاليات المميزة للصغار التي تشاركت فيها مختلف مراكز وإدارات مؤسسة قطر. وعلى مدى ساعات الفعالية الأربع، تم جمع عائدات تزيد عن 15 ألف ريال قطري، سيتم التبرع بها لصالح مؤسسة "أيادي الخير نحو آسيا" (روتا)، عضو مؤسسة قطر.
واجتذبت الأنشطة التي قدمتها الشقب عدد غفيراً من الزوار، ومن بينها برامج تعليم ركوب الخيل، وحصان البوني، والحصان الآلي. كما استمتع الأطفال أيضاً برواية القصص التي قدمتها مكتبة قطر الوطنية، والرسم على الوجوه، وتعلّم الحِرَف، وزخرفة الحناء، والألعاب التقليدية مثل القيس والدحروي والطاقية، وغيرها من الأنشطة الممتعة لجميع أفراد العائلة.
وأشاد السيد علي عطا الشمري، الذي حضر مع أبنائه إلى مهرجان القرنقعوه بجهود مؤسسة قطر لإحياء هذه الليلة التراثية المميزة، وقال: "ما تتميز به تجربة القرنقعوه في مؤسسة قطر هو الطابع التعليمي والإطار العصري لتقديم المعلومات المتعلقة بالعادات والتقاليد القطرية الأصيلة. ولمهرجان القرقنعوه معانٍ جميلة تدل على كرم أهل البلد وتماسكهم وتعاطفهم مع بعضهم البعض. إن هذه الفعالية رائعة حقاً لأنها مليئة بالأفكار الممتازة لإحياء التراث. فهنا يتعرف الأطفال على عادات وتقاليد آبائهم وأجدادهم، لأنه في هذا الزمن أصبح تعريف الصغار بها صعباً نظراً لاختلاف نمط الحياة في المجتمع والتقدم التكنولوجي. وبالطبع توفر هذه الفعاليات الأجواء المشجعة على خروج الناس للاحتفال بهذه المناسبة التقليدية التي هي أيضاً فرحة كبيرة للأطفال".
كما أشار السيد ياسين زين العابدين الذي حضر مع أفراد عائلته وأكثرهم من الأطفال، إلى أهمية الحفاظ على تقليد إحياء ليلة القرنقعوه، لما تعنيه للمجتمع القطري بالقول: "تمثل القرنقعوه مناسبة أحببناها في الصغر، ورغم تغيّر طبيعته اليوم بالنسبة للصغار إلا أنه من الجميل رؤية الناس يخرجون للاحتفال معاً بهذه المناسبة لإحياء التراث والثقافة التي تتميز بها دولة قطر. وأعتقد أن مؤسسة قطر تقوم بجهود ممتازة للحفاظ على هوية المجتمع القطري من خلال ترسيخ الشعور بالانتماء لدى الأطفال. وخير مثال على ذلك هو تعريف الأطفال على الفروسية والخيول ضمن فعاليات القرنقعوه".
من جانبه، قال السيد محمد عقيل الكواري: "لقد استمتعت بالتنظيم الرائع للفعالية والأنشطة المتميزة التي قدمتها مؤسسة قطر خلال العام الحالي. وقد لفت نظري للغاية التواجد المتميز لمكتبة قطر الوطنية من خلال خيمتها التي حرصت على رواية القصص الشيقة للأطفال بهدف تنمية مهاراتهم الثقافية. كما استمتع أبنائي بأنشطة ركوب الخيل والألعاب الشعبية التقليدية".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.