إدارة متاحف الشارقة تستقبل الدكتور ستيفان ودي كارو

استقبلت إدارة متاحف الشارقة الدكتور ستيفان ودي كارو المدير الجديد للمركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية يرافقه الدكتور زكي أصلان مدير المركز الإقليمي لبرنامج الحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة العربية برنامج آثار في الشارقة التابع لمنظمة ايكروم، وقد كان في استقباله في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة وأمينة المتحف وعدد من الإداريين والمسؤولين، وتم الترحيب بهم واصطحابهم في جولة متحفية في المتحف وفي متحف الشارقة للآثار ومتحف الشارقة البحري أيضاً.
ويذكر أن المركز الإقليمي لبرنامج الحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة العربية برنامج آثار في الشارقة التابع لمنظمة ايكروم كان قد أمر صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشائه مؤخرا في حرم المدينة الجامعية في الشارقة ومن المقرر افتتاحه في شهر أكتوبر من العام الجاري .
جاءت هذه الزيارة على هامش الإجتماع الأول للدكتور كارو مع صاحب السموالشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتعينه كمدير جديد للمركز الدولي لدراسة حفظ و ترميم الممتلكات الثقافية ، والتي رافقته بها منال عطايا كذلك، وتناولت عدداً من الموضوعات المتعلقة بأهمية المركز ودوره في حماية التراث الثقافي الطبيعي في إمارة الشارقة بصفة خاصة وفي المنطقة العربية بصفة عامة. كما تأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من الأنشطة المشتركة بين المركز وإدارة متاحف الشارقة.
ومن جانبها عبرت منال عطايا عن أهمية زيارة الدكتور كارو للمتاحف وقالت: "إن تعاوننا مع المركز الإقليمي لبرنامج الحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة العربية قد بدأ منذ زمن، حيث تلتقي أهدافنا والرؤية التي نحملها، ونحن نجد أن المدير الجديد يجب أن يتعرف على الأنشطة والفعاليات التي تم تنظيمها في الفترة السابقة، كما ستكون هذه الزيارة فرصة لتكريس سبل التعاون فيما كل ما يخص المركز من خطط مستقبلية وأنشطة وبرامج تدريبية مختلفة.
وأضافت عطايا: نحن نؤكد التزامنا في إدارة متاحف الشارقة تجاه رؤية حكومتنا الرشيدة في إمارة الشارقة وسعيها الدؤوب للمحافظة على الثقافة والتراث، وسوف نعمل على تنظيم العديد من الأنشطة مع ايكروم، بهدف الإسهام في نقل المعرفة إلى أصحاب الاختصاص، والمشاركة في توفير المنصة اللازمة لتبادل الخبرات، كما سنعمل دوماً على تعزيز دورنا تجاه الشارقة كمركز الثقافة التراثية العربية والإسلامية، ونحن نعتبر هذا المركز الذي يحظى برعاية ودعم صاحب السمو الكريمة منصة هامة جداً تتيح للمهتمين بالشؤون التراثية والتاريخية والثقافية من كافة أرجاء المنطقة الاستفادة وتعزيز المعارف والعلوم والخبرات والتي نعتبرها إحدى المجالات الرئيسية التي ترتكز عليها خدمات المتاحف وإدارتها.
وضمن جولته في متحف الشارقة للحضارة الاسلامية، اعتبر الدكتور كارو المتحف معلما حضاريا هاما في المنطقة، وتعرف على سياسة المتحف في تبني رسالة ورؤية صاحب السمو من خلال عرض مقتنيات المتحف والتعريف بها وإجراء الأبحاث عليها وتطويرها بهدف تشجيع الجمهور من سكان الشارقة وزوارها على طلب المعرفة وتقدير الفن الإسلامي والاستمتاع بالتاريخ والعلوم والثقافة الإسلامية.
وشاهد الدكتور كارو المجموعة الفريدة والمهمة من الأعمال الإسلامية والعربية كالمخطوطات الإسلامية والأدوات العلمية والنماذج المختلفة من أعمال الخزف والمعادن والعملات والمنسوجات ذات الطابع الإسلامي الفريد. وتجول الدكتور في الصالات السبع التي تعرض أكثر من 5000 قطعة أثرية وعمل فني من مختلف بقاع العالم الإسلامي وتعود إلى عصور إسلامية مختلفة منذ 1400 عام حتى الحقبة المعاصرة.
وفي زيارته لمتحف الشارقة للآثار، اعتبر الدكتور كارو المتحف مؤسسة رائدة في خدمة العلم وأشاد بالأرشيف الدائم للآثار المكتشفة في الإمارة منذ بدء التنقيبات الأثرية عام 1972م وحتى الآن، كما شاهد القطع الأثرية المكتشفة المعروضة بالمتحف والتي تعود لما يقرب من 125000 عام على الأقل، واعتبرها الأرضية العلمية التي تمكن الباحثين من التعرف على تاريخها الحقيقي وأسرار أصحابها الأصليين. كما تعرف الدكتور كارو على سياسة المتحف التي تتماشى مع توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي السامية والتي تهدف إلى حفظ وتوثيق القطع الأثرية للشارقة والاهتمام بالسجلات المتعلقة بها على أعلى المستويات، كما اطلع على الأبحاث التي تجرى حول المقتنيات باستخدام المكتبة الأكاديمية. كما شاهد مقبرة البحيص التي يعود تاريخها قبل 7000 سنة ، و ورشة البيت المدفون، ومختبر ومعمل الترميم، والآلاف من اللقى والقطع الاثرية المكتشفة من سطح أرض مليحة.
كما أشاد الدكتور كارو بالمجموعة الملكية التي قدمها سمو الشيخ سلطان لمتحف الآثار والتي تضم عدد من المشغولات، والأواني المعدنية وخواتم وتماثيل صغيرة لأشكال حيوانات، بالاضافة إلى متدليات معدنية على شكل أقدام، واعتبر هذا الاهتمام العالي من قبل سموه بالتراث الثقافي العربي أمراً يشار إلية بالبنان من قبل حاكم هذه الإمارة التي تعتبر عاصمة للثقافة العربية والثقافة الاسلامية، وأكد أن توجيهات سموه ودعمه للتراث الثقافي بشكل عام وللمركز بشكل خاص سيكون لهما أكبر الأثر علي مسيرة العمل في هذا المركز الذي سيخدم التراث والتاريخ والثقافة في العالم العربي .
ومن ثم انطلق الدكتور إلى متحف الشارقة البحري، وتم تعريفه في الجولة المتحفية على روائع التراث من خلال العودة ل 7000 آلاف سنة، وشاهد أكثر من 670 قطعة تراثية مختلفه، وتعرف على روائع ومعالم التراث البحري والتي من أبرزها نماذج السفن المختلفة وطريقة بنائها .
أما من جانبه، قال الدكتور زكي أصلان، مدير برنامج آثار في منظمة ايكروم ومدير المركز الإقليمي في الشارقة: " إن الدعم الذي نحظى به من صاحب السمو حاكم الشارقة، ومن حكومة الشارقة وإدارة متاحف الشارقة في هذه المرحلة الأولية من تأسيس المركز الإقليمي أمراً في غاية الأهمية، ونحن نتطلع إلى استمرار هذا التعاون وتعزيز مثل هذه الشراكات الاستراتيجية، والتي يظهر جلياً مدى أهميتها وانعكاساتها الإيجابية في متاحف الشارقة."
وأضاف الدكتور أصلان: "إن الخطوة التي اتخذها صاحب السمو حاكم الشارقة وقراره بدعم ورعاية تأسيس المركز الإقليمي في الشارقة ليس بأمر غريب على سموه، حيث تعلمنا منه حب التراث الثقافي في المنطقة العربية، كما نجد أن كبار المسؤولين في الشارقة لديهم نفس الإحساس والتوجهات بنشر المعرفة والتاريخ الثقافي العربي على كافة المستويات المحلية والعربية."
علماً بأن الدكتور ستيفانو دي كارو ليس جديدا على منظمة آيكروم حيث كان يمثل الحكومة الايطالية في مجلس آيكروم من عام 2008-2011 ، وكذالك من خلال مشاركته في المجلس الاستشاري العلمي لمشروع الحفاظ على الثقافة ، وهي منظمة شريكة.
و لديه أكثر من 250 مطبوعة باسمه حول مواضيع كثيرة تتراوح بين علم الآثار اليونانية والرومانية في المحافظة على المراكز التاريخية، والمناظر الطبيعية الثقافية والتراث غير المادي. وهو أيضا عضو في العديد من الجمعيات الثقافية الفنية في ايطاليا والخارج.
خلفية عامة
إدارة متاحف الشارقة
تم تأسيس هيئة الشارقة للمتاحف (إدارة متاحف الشارقة - سابقاً) عام 2006 برعاية سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى - حاكم الشارقة، كدائرة حكومية مستقلة.
تتضمن هيئة الشارقة للمتاحف 15 موقع في الإمارة تغطي مختلف أنواع الفنون والثقافة الإسلامية وعلم الآثار والتراث والعلوم والأحياء المائية وتاريخ إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.