دائرة الشؤون البلدية تبحث مع وفد من برنامج الموئل التابع للأمم المتحدة أواصر التعاون بين النظام البلدي والبرنامج الأممي في مجال التنمية المستدامة

استقبل معالي ماجد علي المنصوري رئيس دائرة الشؤون البلدية وفدا من برنامج الموئل التابع للأمم المتحدة يضم كلا من الدكتور مصطفى مدبولي مدير المكتب الإقليمي في القاهرة والسيد دان لويس رئيس وحدة الحد من المخاطر في المناطق الحضرية.

وبحث الجانبان في اجتماع حضره كل من سعادة المهندس أحمد محمد الشريف وكيل دائرة الشؤون البلدية، وسعادة خليفة محمد المزروعي مدير عام بلدية مدينة أبوظبي وعدد من المديرين التنفيذيين والمسؤولين في النظام البلدي، سبل تعزيز أواصر التعاون المشترك في مجال التخطيط الحضري والتنمية المستدامة ومرافق البنى التحتية والخدمات التي توفرها المدن.

ويأتي هذا الاجتماع في إطار حرص برنامج الموئل على تعزيز التعاون مع الإمارات والاطلاع على تجربتها الرائدة في ظل التقدم الكبير الذي أحرزته في مجال التنمية الاقتصادية المستدامة لا سيما أن برنامج الموئل معني مباشرة بدعم التخطيط الحضري المستدام في الدول الأعضاء وإرساء السياسات الهادفة إلى تحقيق التقدم والازدهار لشعوب العالم.

وفي هذا السياق قال معالي ماجد علي المنصوري رئيس دائرة الشؤون البلدية إن دولة الإمارات بلغت موقعا رياديا على مستوى العالم في مجال التنمية الحضرية المستدامة يستند إلى السياسات التنموية والمشروعات الكبيرة التي أرستها حكومتنا الرشيدة في هذا المجال، وتلك التي تُنفذ حاليا في إطار الاقتصاد الأخضر والتي ترتبط بشكل وثيق بالتنمية المستدامة وتسهم في تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وتدعم جهود الدولة لتحقيق الأهداف الإنمائية التي وضعتها الأمم المتحدة.

من ناحيته قدم وفد برنامج الموئل عرضا مفصلا عن البرنامج وأهدافه ومساهمته في دعم التنمية الحضرية المستدامة، وسياساته الحضرية التي تسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتعزز من قدرات المدن على مقاومة الأزمات و الكوارث الطبيعية. ويعتبر برنامج الموئل الوكالة التنسيقية المعنية داخل منظومة الأمم المتحدة فيما يختص بشؤون المدن وقضايا الإسكان والتنمية الحضرية، ويشكل محورا رئيسا لمنظومة الأمم المتحدة فيما يتعلق بالتعاون مع السلطات والأجهزة المحلية في الدول الأعضاء والمساهمة في تنفيذ البرامج والمشروعات المرتبطة بتنفيذ أهداف التنمية للألفية الجديدة.

واستعرض البرنامج أوجه التعاون وتبادل الخبرات مع النظام البلدي في مجالات عدة من بينها بناء القدرات والمعرفة في مجالات التنمية المستدامة، وتعزيز قدرات البلديات في مجابهة أي مخاطر بيئية أو كوارث طبيعية من خلال وضع الاطار المؤسسي وبرامج التأهيل المناسبة، وبناء الخبرات الدولية للشباب الاماراتي في مجال التنمية المستدامة من خلال دعم تعيين عدد من هؤلاء الشباب في برنامج الموئل بالمكتب الاقليمي للدول العربية. كما تشمل آفاق التعاون المحتملة بين الجانبين إنشاء مركز اقليمي دولي للتميز في أبوظبي بالتعاون مع برنامج الموئل يسهم في تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في أحد مجالات عمل الموئل المرتبطة بالتنمية المستدامة، وتنظيم بعض الأحداث الدولية المرتبطة بأجندة الموئل في إمارة أبوظبي.

في أثناء ذلك، أشاد برنامج الموئل بمسيرة التنمية المستدامة في الإمارات مؤكدا على رغبته في تعزيز التعاون المشترك بينما يسعى جاهدا إلى التعامل مع التحديات العالمية المرافقة للنمو الحضري، خاصة في ظل التوقعات التي تشير إلى أن المدن ستستوعب نحو 70% من إجمالي الكثافة السكانية العالمية بحلول عام 2050، الأمر الذي يفرض تحديات تنموية كبيرة أمام الدول ويستدعي إعادة النظر في سياسات التخطيط والإدارة الحضرية الخاصة بها وتدعيمها بالسبل الكفيلة بتحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمستويات المعيشة ونوعية الحياة العامة للسكان في التجمعات الحضرية.

وبهدف تعزيز قدراته على التعامل مع التحديات المستقبلية، حدد برنامج الموئل استراتيجية ترتكز على نموذج جديد للتنمية الحضرية، يهدف من خلاله إلى التعامل مع التحديات الديموغرافية للتحضر السريع والنسبة العالية للشباب في مدن دول الجنوب وتعدد الثقافات داخل المدن، وإرساء مدن ذكية مدعومة بكودات ومعايير بيئية مستدامة وتعتمد بشكل رئيس على تنمية القدرات البشرية وإرساء الأسس الاقتصادية التي تزيد من تنافسية المدينة وتعزز قدرتها على جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل للشباب.