أكاديمية قطر – مشيرب تطلق مبادرة تعليمية لترسيخ الوعي البيئي

أطلقت أكاديمية قطر – مشيرب، جزء من التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، بالتعاون مع شركة مشيرب العقارية، مشروع شجرة "ليكويد 3"، الذي يهدف إلى تمكين الطلاب من توظيف معارفهم الأكاديمية في إيجاد حلول بيئية عملية تعكس التزام المدرسة الراسخ بالاستدامة والابتكار.
يوفّر مشروع شجرة "ليكويد 3" تجربة تعلّم متعددة، تجمع بين العلوم البيئية، والتكنولوجيا، والمشاركة المجتمعية، مما يُسهم في تطوير مهارات التفكير الناقد، والبحث العلمي، والعمل الجماعي لدى الطلاب، إلى جانب تعزيز الوعي بدور هم كصنّاع للتغيير في مجتمعاتهم.
وفي تعليقها على المشروع، صرّحت لينا عثمان، معلمة الإبداع والابتكار في أكاديمية قطر – مشيرب:
"نؤمن في الأكاديمية بأن الاستدامة ليست مجرد مفهوم نظري، بل هي ممارسة عملية يجب أن يعيشها الطلاب بأنفسهم.
وتابعت: "مشروع شجرة ’ليكويد 3‘ يُجسد هذا التوجّه، حيث يتيح للطلاب تحويل أبحاثهم العلمية إلى حلول عملية تُسهم في تحسين بيئتهم."
منذ انطلاق المشروع، شارك الطلاب في جميع مراحله، بدءًا من تحديد المعايير البيئية، مرورًا بجمع البيانات وتحليلها، وصولًا إلى تحديد الموقع الأنسب لتركيب شجرة "ليكويد 3" داخل الحرم المدرسي. وقد شملت بحوثهم مراقبة أنماط تعرض الحرم المدرسي لأشعة الشمس، حركة المشاة والمركبات، إلى جانب توثيق الأدلة البصرية على التلوث، مثل تراكم السخام واصفرار أوراق الأشجار.
وحول أثر المشروع على الطلاب، أضافت عثمان: "لقد لاحظنا تطورًا ملحوظًا في وعي الطلاب البيئي، إذ أصبحوا أكثر إدراكًا لمدى تأثير تصميم المساحات الحضرية على جودة الهواء وصحة النظام البيئي. وأردفت بالقول: "ليس هذا فحسب، بل عبّر العديد من الطلاب عن شعورهم بالفخر والتمكين لرؤية نتائج أبحاثهم تُسهم بشكل مباشر في تحسين البيئة المدرسية"
وأشارت عثمان إلى أن المشروع عزّز كذلك مفهوم التعلّم المستمر لدى الطلاب، حيث تم تركيب جهاز متقدم لقياس مستويات ثاني أكسيد الكربون بجوار شجرة "ليكويد 3"، مما أتاح للطلبة مراقبة جودة الهواء في الوقت الفعلي، وأصبح هذا الجهاز جزءًا من الأدوات التعليمية الدائمة في المدرسة، دعمًا لمشاريع الاستدامة التي يقودها الطلاب، ومبادرات التوعية المجتمعية التي تنظمها الأكاديمية.
وتابعت عثمان: "من خلال هذه التجارب، نُحوّل الطلاب من متلقين إلى فاعلين، فهم اليوم ليسوا فقط طلابًا في صف العلوم، بل أصبحوا سفراء للاستدامة داخل مجتمع المدرسة وخارجه.
وأوضحت: "لقد بادروا بدعوة الطلاب من مدارس أخرى للتعرف على المشروع، وزيادة الوعي ونشر المعرفة حول تلوث الهواء، وتحفيز مزيد من المبادرات البيئية."
كما أكدت أن المشروع ساعد الطلاب على تطوير مجموعة من المهارات الأساسية، من بينها، مهارات البحث والتحليل من خلال جمع وتحليل البيانات البيئية، والتفكير الناقد، قائلة: "مثل هذه المشاريع تُسهم في تنمية عقلية فضولية وهادفة لدى الطلاب. نحن نطمح إلى تخريج جيل من المواطنين العالميين، الواعين بيئيًا، والقادرين على المساهمة الفعّالة في تحقيق أهداف الاستدامة ضمن رؤية قطر الوطنية 2030."
واختتمت عثمان بالقول: "حين يرى الطلاب أن أفكارهم وأبحاثهم تُسهم في إحداث تغيير ملموس في محيطهم، يتعزز إيمانهم بقدرتهم على صناعة المستقبل. وهذا هو جوهر رسالتنا في أكاديمية قطر – مشيرب."
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.