نظرياً: لا يوجد بطالة في السعودية

تاريخ النشر: 04 مارس 2012 - 01:45 GMT
على الورق، المفترض أنه لا يوجد عندنا بطالة.. فما الحل؟
على الورق، المفترض أنه لا يوجد عندنا بطالة.. فما الحل؟

نظرياً لا يوجد لدينا بطالة. هذه المعلومة تؤكدها معطيات عدة، لدينا موقع الهيئة العامة للاستثمار مثلا، فيما يخص المدن الاقتصادية، الأرقام تؤكد أننا نحتاج إلى مئات الآلاف لشغل الوظائف، ولن يكون لدينا بطالة. مثلا مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ، هيئة الاستثمارات العامة في موقعها تقول إن عدد الوظائف المتاحة في المدينة سيصل إلى مليون، وعدد السكان مليونان. أما مدينة جازان الاقتصادية فتوفر 100 ألف فرصة وظيفية. بينما مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد في حائل تتيح 30 ألف وظيفة. وتوفر مدينة المعرفة الاقتصادية 20 ألف وظيفة.

الحقيقة أنه ليست فقط الهيئة العامة للاستثمار التي تبشرنا بأن البطالة غير موجودة لدينا، حتى وزارة الزراعة في دراستها التي طرح جانبا منها الزميلان حبيب الشمري وخلف الخميسي في ''الاقتصادية'' أمس الأول تقول إن الثروة السمكية سوف توفر 400 ألف وظيفة. واقع الحال يقول إن هناك 251 ألف مستفيد جديد انضموا هذا الشهر إلى برنامج إعانة ''حافز''. أي أن عدد المستفيدين من ''حافز'' ارتفع إلى 816 ألف مستفيد.

الشهر الماضي، كان هناك لقاء مفتوح لعدد من كتاب الصحف، وكان هناك تساؤل حول عدم تفاعل الناس مع بعض الأرقام التي يتم الإعلان عنها، وهي يفترض أنها ضخمة ومؤثرة بشكل فاعل على واقعهم. في رأيي أن الإشكالية ليست في مثل هذه الأرقام، إذ إن أثرها ملموس، سواء فيما يخص المشروعات الاجتماعية أو سواها من مشروعات يتم تلمس أثرها بشكل مباشر، كما هو حال ''حافز'' حاليا على سبيل المثال.

الإشكالية في تسويق أرقام افتراضية، وتصدرها لعناوين المشروعات التي يبشر بها بعض المسؤولين الناس، لكنهم على صعيد الواقع لا يرون شيئا. هذا الأمر ينسحب على بعض المشروعات التي يقرر مسؤول ما أن يبشر بها الناس حتى قبل أن يعرضها على صاحب القرار ويأخذ الموافقة عليها، على غرار الحزام الصحي في الشمال، إذ سرعان ما اتضح أنه لا يوجد أي حزام، كانت مجرد فكرة استقبلها الناس باعتبارها حقيقة لا مجرد وعد أو دراسة. واقعيا الهيئة العامة للاستثمار قالت إن هناك أكثر من مليون ومائتي ألف وظيفة.

السؤال هل تحقق ربع هذا الوعد، ولا نقول نصفه أو ثلثيه؟ لا أحد يقول لك متى ستحقق كل هذا، وبالتالي من السهل أن تقول إن مشروعا ما سوف يوظف هذا العدد، لكن واقعيا المتحدثون قد ينسون هذه الكلمات، بمجرد انتهاء الحفلة. المحتاج هو الذي يتذكر هذه الوعود، وهو لا يرحم من يكتشف أنه يضحك عليه. على الورق، المفترض أنه لا يوجد عندنا بطالة.. ما الحل؟