لماذا يريد الإنجليز مدرباً محلياً؟

اتخذ الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قراراً بالبحث عن مدرب جديد لمنتخب إنجلترا بعد نهاية بطولة يورو 2012 المزمع أن تنظم في بولندا وأوكرانيا.

وقال رئيس الاتحاد الإنجليزي ديفيد برنشتاين أن قرار الاتحاد جاء بالاتفاق مع المدرب الإيطالي فابيو كابيلو وبالأساليب الودية والقانونية من دون أن يتحمل أي طرف تبعات ضد الآخر.

إنك حين تقرأ مثل هذه الأخبار تصل إلى قناعة تامة بأن الحوار الرياضي الذي يسود الدول الاوروبية والاتحادات فيها يعكس قمة الحضارة في الأخذ والرد، فالمدرب كابيلو مقتنع تماماً بأنه لن يتمكن من تحقيق أية نتيجة تبهر الكرة الإنجليزية وعشاقها في الداخل والخارج لأنه يفكر بطريقة إيطالية في فلسفة التدريب بينما المنتخب الإنجليزي لا يفكر بالطريقة الإنجليزية وحسب بل هو أصلاً لايمتلك الشخصية الواحدة كون الدوري الإنجليزي الحالي يضم العديد من الأساليب الفكرية والتكتيكية وبالتالي صار من الصعب على كابيلو أن يحقق أو يغرس أفكاره في رؤوس اللاعبين الإنجليز لأنه يصطدم بأشياء تتناقض وأفكاره.

كابيلو رجل صارم ومنظم إلى أبعد الحدود لكنه لا يجيد التعامل مع الكرة الإنجليزية، ففي الدوري نشهد الكثير من الأهداف التي تحرز لكن المنتخب الإنجليزي يعجز عن إحراز الأهداف الكثيرة كون أسلوب كابيلو هو التنظيم الدفاعي أولاً ثم الانطلاق نحو الهجوم وفق استراتيجية محددة لا يدرك كنهها اللاعبون الإنجليز لذلك تجد الكرة الإنجليزية على مستوى المنتخب متخلفة أصلاً والمنتخب الإنجليزي صار من المنتخبات العادية عكس ما هو عليه اليوم المنتخب الإسباني في أوروبا والألماني الآخذ في التطور والتألق.

إن فكر الاتحاد الإنجليزي في مدرب غير إنجليزي سيرتكب نفس الخطأ عندما تعاقد مع كابيلو وبالتالي فإن الكرة الإنجليزية لا تحتاج إلى مدربين من الخارج لأن وفرة المدربين الإنجليز لديها يُغنها عن المغامرات، ومن طبيعة الكرة الإنجليزية على مستوى المنتخب أن تتطور على يد مدرب إنجليزي.

وعلينا أن نتذكر بطولة كأس العالم عام 1966، وهي البطولة الوحيدة التي فازت بها إنجلترا منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم بإشراف المدرب الإنجليزي وليس غيره، ويمكن القول أن الإنجليز الذين كانوا كما يقولون رواد كرة القدم وجدوا أنفسهم اليوم تحت قبضة المدربين الأجانب، وبالفعل صارت الكرة الإنجليزية منذ الستينيات وحتى اليوم على مستوى المنتخب بعيدة عن بطولات كأس العالم لأسباب كثيرة طرحناها في هذا المقال.

إننا بصفتنا متابعين لكرة القدم الإنجليزية نأمل أن تسترد إنجلترا ذاتها ونشاهد المدرب الإنجليزي يقود منتخب بلاده لأنه الأفضل من حيث الدرس الذهني والسلوكي لكل اللاعبين.

لمتابعة أحدث أخبارنا عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.