منح فورد البيئية تعزز جهود حماية الشعاب المرجانية في شبه جزيرة مسندم

بيان صحفي
تاريخ النشر: 07 أغسطس 2011 - 07:26 GMT

من أعمال فورد في شبه جزيرة مسندم
من أعمال فورد في شبه جزيرة مسندم

عندما حصل الدكتور ماتياس هامر على منحة من شركة "فورد موتور كومباني"، تعهد ببذل كل ما بوسعه لحماية مياه شبه جزيرة مسندم. ويقوم الدكتور هامر، مؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة "بيوسفير إكسبيديشنز"، المنظمة الدولية التي تتلخص مهمتها في حماية الحياة البرية، بجمع كم هائل من المعلومات التي يمكن أن تساعده هو وفريقه في إيصال قضيتهم إلى الجهات المعنية على أمل أن تتحقق أمنيتهم في أن يتم الموافقة على إقامة محمية بحرية في محافظة مسندم.

ووفقاً للدكتور هامر فإن هذا ليس بالأمر السهل بالنظر إلى الحاجة إلى الوقت والدعم والأموال اللازمة لحماية هذه المنطقة التي تواجه خطراً يتمثل في صيد الأسماك الجائر وغيرها من التهديدات التي تسبب ضرراً للشعاب المرجانية والحياة البحرية التي توجد فيها. وفي هذا الصدد، قال عالم الأحياء الألماني: "هنالك الكثير من الأمور الواجب القيام بها لإقناع صناع القرار بضرورة حماية هذه المنطقة الهامة. ولكن مع حصولنا على منحة من فورد بقيمة 10 آلاف دولار، أصبحت لدي ثقة بأن مؤسسة ’بيوسفير إكسبيديشنز‘ وشركاءها سيكونون قادرين على بذل كل ما هو ممكن لدعم قضيتهم بخصوص شبه جزيرة مسندم".

ويعد تعزيز الوعي من بين أهم الجوانب التي سيتم توظيف هذا المبلغ فيها. كما سيتيح توفر سيولة إضافية  لفريق "بيوسفير إكسبيديشنز" إعداد منشورات من شأنها أن تزود سكان شبه جزيرة مسندم بمعلومات حول أهمية الموارد البحرية وكيفية حمايتها ومصادر الدخل المرتبطة بالبيئة البحرية.

وبالرغم من التحديات القادمة، لا يزال الدكتور هامر ينظر إلى الأمور بشكل واقعي، حيث يقول: "هناك عبارة يرددها علماء الأحياء دائماً، ألا وهي ’كل ما يعود بفائدة مادية يستحق الحفاظ عليه وحمايته‘. وباعتباري قادم من بلد أوروبي، لا أستطيع أن أجبر أحداً من سكان شبه جزيرة مسندم على التوقف عن الصيد بداعي أنه يدمر الشعاب المرجانية. بالتأكيد إذا طلبت منه ذلك سيبرر موقفه بأن لديه عائلة كبيرة يجب عليه تأمين قوت يومها وأن الصيد يشكل مصدر الدخل الوحيد بالنسبة له".

وأوضح هامر أنه من خلال الحفاظ على الشعاب المرجانية، فإنها ستواصل الإنتاج، ومن خلال بقائها سليمة، ستستمر المنطقة في اجتذاب السياح بغرض الغوص، ما سيعود بمردود مالي على الاقتصاد المحلي. وقال: "بهذه الطريقة سيكون الناس على وعي أكبر بأهمية حماية بيئتهم التي ستكون بمثابة استثمار مستقبلي بالنسبة لهم وبالتالي سيوفر لهم المكان، أو بالأحرى هذه البيئة البحرية الجميلة، أكثر من مجرد مصدر واحد للرزق".

وكان اكتشاف هذا المشروع الجديد من قبل الدكتور هامر بمحض الصدفة، إذ قام في عام 2003 بزيارة جبال شبه جزيرة مسندم لإجراء دراسة حول النمر العربي المهدد بالانقراض، وقرر أن يغتنم فرصة تواجده في ذلك المكان لأخذ قسط من الراحة بالذهاب إلى الغوص. ولم يخطر في بال الدكتور هامر أن هناك عالماً جميلاً أسفل مياه مسندم. ومنذ ذلك الوقت وهو يكرس وقته وموارده لحماية الشعاب المرجانية الوفيرة التي دهش بتواجدها في تلك المنطقة.

ويتابع قائلاً: "عندما ذهبت للغوص أدهشني ما رأيت وسألت نفسي وقتها هل سبق لأحد أن أجرى بحثاً هنا؟ وقمت بعمل استقصاء بسيط بنفسي اكتشفت من خلاله أن آخر دراسة أجريت في هذا المكان كانت في أوائل السبعينات، وهو ما أقنعني بأن هناك الكثير من الجهود الواجب بذلها في هذه المنطقة".

ومنذ ذلك الوقت تتعاون حملة "بيوسفير إكسبيديشنز" مع شركاء محليين وإقليميين مثل "جمعية الإمارات للغوص"، التي تتخذ من دبي مقراً لها، حيث اكتشفت أن الغطاء المرجاني يتمتع بحالة جيدة في المياه المحيطة بشبه جزيرة مسندم، لا سيما عند مقارنتها بالأماكن المجاورة مثل دبي والتي لم تبقي فيها مشاريع التطوير العمراني بالكاد على أيٍ من هذه الشعاب. ويقول الدكتور هامر: "تعتبر الشعاب المرجانية التي شاهدتها في شبه جزيرة مسندم من بين أفضل الشعاب التي رأيتها في العالم. وتتميز هذه الشعاب بمقاومتها لنسب الملوحة العالية التي تتسم بها مياه البحر في هذه المنطقة، الأمر الذي ساعدها على الاحتفاظ بشكل رائع".

ويعتبر هذا العمل من أكثر المجالات التي تستهوي الدكتور هامر، الذي درس علم الأحياء في جامعة "أكسفورد" واستكمل دراسته إلى أن حصل على شهادة الدكتواره في علم الأحياء من جامعة "كامبريدج" في المملكة المتحدة. وخلال فترة دراسته، أمضى بعض الوقت في تنظيم الحملات التي تهدف إلى المحافظة على البيئة، والمشاركة في رحلات تسلق الجبال. ولم يكن يرغب قضاء حياته كطالب أكاديمي محض لذا قرر الجمع بين شغفه في علم الأحياء الميداني ومجال الأعمال، لذا عمل على تسخير مهاراته الريادية لتأسيس مؤسسة غير ربحية تهدف إلى إتاحة الفرصة أمام الناس الراغبين بالمشاركة في الحملات البحثية. ويقول معلقاً على ذلك: "نعمل على تلبية احتياجات أولئك الذين يرغبون بقضاء عطلتهم بممارسة أنشطة من شأنها المساهمة في الحفاظ على كوكبهم، بدلاً من الاستلقاء على الشاطئ. وباعتبارنا مؤسسة غير ربحية، فإننا نقوم بإنفاق ثلثي الدخل الذي نحصل عليه من المشاركين في حملاتنا، بشكل مباشر على المشروع الذي يتم تطويره".

وترتكز حملة "بيوسفير إكسبيدشنز" بشكل كبير على الموارد التي تأتي من خلال المنح والمتطوعين. ويحق لأي شخص حجز مكان له في أحد مشاريع "بيوسفير إكسبيدشنز" حول العالم والمشاركة في الأعمال البيئية غير الربحية التي تقوم بها المؤسسة سواء مشروع تعقب النمر العربي المهدد بالانقراض في عُمان أو مشروع تصوير الحيتان الزرقاء في جزر الأزور ومشروع حماية الشعاب المرجانية في شبه جزيرة مسندم. وعبر هذه الطريقة، تقوم الحملة بجمع القوى العاملة للمشاركة في المشاريع الحيوية التي تهدف لحماية كوكب الأرض وتعزيز مستوى الوعي لمنع المزيد من الأضرار على البيئة.

وستسهم منحة فورد في دعم ميزانية حملة "بيوسفير إكسبيدشنز"، ما سيمكنها من تقديم منح دراسية مجانية للأفراد الراغبين بالمشاركة في المشروع والمساهمة في رفع مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على شبه جزيرة مسندم. ويقول الدكتور هامر "أجمل ما في الأمر أن جزءاً كبيراً من علم الأحياء يستند أساساً على جمع النماذج والعينات. وليس لدينا تقنية يمكن استخدامها للقيام بهذا العمل، كل ما نحتاجه هو أناس يقومون بتتبع المسارات أو إجراء الدراسات حول الشعاب المرجانية. ولا يمكن إنجاز أي شيء دون أن يكون هناك استعدد لدى الناس لتقديم المساعدة".

وأضاف الدكتور هامر قائلاً: "إلى جانب الأبحاث الأساسية التي نقوم بإجرائها بالتعاون مع المتطوعين، ستتيح لنا الأموال الإضافية التي نجمعها من المنح المالية مثل منحة ’فورد‘ القيام بأعمال أكثر وتطوير القدرات في البلدان التي نعمل فيها. وتعد المنحة الدراسية مثالاً جيداً في هذا الإطار، ونحن نشجع السكان المحليين لزيارة الموقع الإلكتروني www.biosphere-expeditions.org/scholarships وتقديم طلباتهم للتطوع في مشروع حماية الشعاب المرجانية في شبه جزيرة مسندم".

وتعد المنحة التي فازت بها حملة "بيوسفير إكسبيدشنز" واحدة من بين العديد من المنح المالية التي يقدمها برنامج فورد لمنح المحافظة على البيئة سنوياً للأفراد والمنظمات غير الربحية التي تسعى إلى حماية البيئة. وقدمت "فورد" منذ عام 2000 أكثر من 2 مليون دولار أمريكي كمنح لأكثر من 300 مشروع في كافة أنحاء العالم.

وقدم برنامج منح فورد للمحافظة على البيئة حتى اليوم 1.1 مليون دولار لدعم ما يزيد عن 130 مشروعاً بيئياً في دول مجلس التعاون الخليجي ودول المشرق العربي. وتُخصص المنح للمشاريع البيئية المتميزة التي تظهر مستوى عالي من التفاني والتطبيق العملي والإبداع من أجل إحداث التأثير اللازم على البيئة وقاطنيها.

وتضمنت قائمة الفائزين في آخر نسخة من برنامج منح فورد البيئية، كلاً من مركز البادية البيئي التعليمي في الأردن، والصندوق الدولي للرفق بالحيوان في الإمارات، ومركز التعرف على الحياة البرية والمحافظة عليها (Animal Encounter) في لبنان، إلى جانب حملة "بيوسفير إكسبيدشنز"، حيث حصلوا على دعم كبير من "فورد" عن مشاريعهم المتميزة التي قدموها.

ولولا الجهود التي تبذلها هذه  المنظمات غير الربحية لما تم اكتشاف الكثير من الثروات طبيعية الجميلة في المنطقة، ولبقيت غير محمية ومعرضة للاندثار. وفي ظل ما تشهده منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وبلاد المشرق العربي من تطور عمراني متسارع، تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى حماية الكثير من الأنواع النادرة من الحيوانات والنباتات والمواقع الطبيعية باهرة الجمال التي تزخر بها هذه المنطقة. وبفضل العمل الكبير الذي تقوم به حملات مثل "بيوسفير إكسبيدشنز" والدعم المالي الإضافي الذي توفره شركات مثل "فورد"، ستكون هناك فرصة أفضل لحماية العديد من المناطق ذات القيمة البيئية الكبيرة مثل شبه جزيرة مسندم، من الأخطار التي قد تنجم عن التطور العمراني والسياحة والنقص العام في المعرفة والوعي بالأمور الواجب القيام بها على هذا الصعيد.

خلفية عامة

فورد موتور

إنّ فورد موتور هي شركة سيارات رائدة عالمياً مقرّها الرئيسي في ديربورن، ولاية ميشيغان، وتتولّى تصنيع أو توزيع السيارات في أرجاء القارات الستّ.

كما تعتبر شركة فورد الشرق الأوسط من الشركات الرائدة في مجال المواطنة المؤسسية في المنطقة من خلال برنامج "هبات المحافظة على البيئة وحمايتها" Conservation & Environmental Grants المحلّي الذي ساعد في إطلاق أكثر من 120 مبادرة بيئية شرق أوسطية من خلال مساعدات مالية بلغت مليون دولار منذ العام 2000. 

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن