هتف عشرات المصريين ضد رئيسهم حسني مبارك خلال احتجاج في القاهرة دعا اليه نشطاء الانترنت واطلقوا عليه اسم "يوم الغضب" مستلهمين في ذلك النموذج التونسي.
وتمت الدعوة الى الاحتجاج على الفقر والقمع في يوم عطلة رسمي بمناسبة عيد الشرطة.
وهتف المتظاهرون أمام دار القضاء العالي قائلين "يسقط يسقط حسني مبارك" وكان يحيط بهم طوق من أفراد الشرطة. وتم تشديد الاجراءات الامنية في أنحاء القاهرة حتى لا تجتذب أي احتجاجات أعدادا كبيرة.
وهتفوا قائلين "يا جمال قول لابوك كل الشعب بيكرهوك" في اشارة الى جمال مبارك النجل الاصغر للرئيس المصري حسني مبارك والذي يعتقدون انه يجري اعداده لتولي الرئاسة خلفا لوالده البالغ من العمر 82 عاما.
وستكون مظاهرات يوم الثلاثاء اختبارا لما اذا كان بامكان النشطاء تحويل رسالتهم عبر الانترنت الى واقع في الشوارع.
واستعدت الشرطة المصرية ووضعت حواجز معدنية في مناطق من المتوقع أن تقوم فيها الاحتجاجات كما كانت هناك سيارات اطفاء على جوانب الطرق منذ الساعات الاولى من الصباح. وتمت الدعوة للاحتجاج في يوم عطلة رسمي بمناسبة عيد الشرطة.
ودعا نشطاء الانترنت الى الاحتجاج يوم الثلاثاء على الفقر والقمع. وستكون مظاهرات يوم الثلاثاء اختبارا لما اذا كان بامكانهم تحويل رسالتهم عبر الانترنت الى واقع في الشوارع.
ودعت مجموعات على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي ونشطاء سياسيون المتظاهرين للتجمع اعتبارا من ظهر يوم الثلاثاء في عدة نقاط بوسط القاهرة بما في ذلك أمام وزارة الداخلية ودار القضاء العالي وقصر عابدين وهو أحد القصور الرئاسية.
وحذرت وزارة الداخلية المحتجين من احتمال اعتقالهم اذا مضوا في المظاهرات. وتحظر مصر الاحتجاجات دون تصريح مسبق وتقول جماعات معارضة انه تم رفض منحهم تصاريح مما يعني أن المتظاهرين ربما يلقى القبض عليهم.
وكتب مستخدم للفيسبوك على مجموعة اجتذبت 87 ألف مؤيد يقول انه سينطلق الى الشوارع يوم 25 يناير لان هذا البلد بلده وأقسم أنه مستعد للتضحية بحياته من أجل البلاد.
وفي العادة لا تجتذب الاحتجاجات في مصر أكبر الدول العربية سكانا كثيرا من المشاركين وعادة ما تتمكن الشرطة سريعا من اخمادها.
وكتب اسكندر العمراني في مدونته (أرابيست دوت نت) (arabist.net) "اذا حصلتم على عشر الثمانين ألفا أو ما يعادل ذلك من المؤيدين على الانترنت فسيكون هذا نجاحا."
وأطاحت احتجاجات الشوارع في تونس بالرئيس بن علي مما كان له صدى في أنحاء العالم العربي. وتواجه الكثير من الشعوب العربية المشكلات ذاتها التي دفعت التونسيين الى الانتفاضة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والبطالة والحكم الشمولي.
كما أن أحزاب المعارضة الرسمية في مصر تتسم بالضعف والتفكك. ولم تدع جماعة الاخوان المسلمين التي تتمتع بأكبر شبكة شعبية في مصر أعضاءها الى المشاركة لكنها قالت ان الافراد بامكانهم المشاركة بصفاتهم الشخصية.
وسبب عدم مشاركة جماعة الاخوان في الدعوة الى الاحتجاجات احباطا لدى بعض من الاعضاء الشبان الذين يعارضون النهج الاكثر حذرا للجيل الاقدم في الجماعة.
وأصدر وزير الداخلية حبيب العادلي أوامر "باعتقال من يخرجون على الشرعية."
وفي مقابلة مع صحيفة الاهرام قال العادلي "هؤلاء مجموعة من الشباب غير الواعي وليس لهم تأثير.. الامن قادر على ردع أي خروج أو مساس بأمن المواطن ولن يتهاون على الاطلاق في حالة المساس بالممتلكات أو الاخلال بالامن لكن الشرطة ستقوم بتأمينهم وحمايتهم في حالة اذا كانت تلك الوقفات للتعبير عن الرأي."
وحثت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الانسان السلطات المصرية على " السماح بالاحتجاجات السلمية".