أعلن «المجلس الثقافي البريطاني» بالإمارات على هامش «معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2012»، أسماء الفائزين بالمسابقة الإبداعية التي اجتذبت مبدعين بالدولة استلهموا تجربة الروائي الإنجليزي الشهير تشارلز ديكنز (1812 - 1870) في إبراز خصوصية وجمالية مُدنهم.
وأظهر المشاركون بالمسابقة حماساً لافتاً في تعريف الآخرين بخصوصية مُدنهم، حسب رؤيتهم، مستلهمين براعة تشارلز ديكنز الذي عُرف بعينه الثاقبة في رصد التحوّلات التي شهدتها المُدن الإنجليزية في عصره، حيث أكدت المسابقة أن الرؤية الإبداعية الملهمة لا تعرف أو تعترف بحدود ثقافية أو جغرافية أو لغوية.
وعلى سبيل المثال، اختارت الطالبة والفنانة الإماراتية أمل زينل الخاجة، الفائزة بجائزة رسوم المدن الإبداعية عن الفئة العمرية 18 عاماً فأكبر، مترو دبي لإبراز رؤيتها للمدينة. وقالت أمل: «أردت أن أجتاز براعة الهندسة المعمارية لمترو دبي لأرصد ما هو أعمق من ذلك بكثير، أردت أن أرصد الناس في حركاتهم وسَكناتهم وحواراتهم».
وقال الفنان والمؤلف وكاتب المجلات الكوميدية إليا، ضيف شرف «المجلس الثقافي البريطاني» بـ«معرض أبوظبي للكتاب» الذي قام بتحكيم فئة رسوم المدن الإبداعية من المسابقة: «تستحق أمل الجائزة، لأنها رصدت بعين فاحصة البشر العاديين وهم يتنقلون بمترو دبي، مستعينة بألوان زاهية للمترو ونوافذه المطلة، ودامجة المدينة بسكانها».
كما فاز الطبيب الهندي آشفين بيلاي بجائزة الكتابة الإبداعية عن الفئة العمرية 18 عاماً فأكبر (اللغة الإنجليزية)، مستلهماً آخر ما قاله ديكنز عن الطبيعة والفن. وقال الدكتور آشفين: «المدينة كما أراها هي بوتقة مشاعر القاطنين بها، ومن بين تلك المشاعر حاولت أن أرصد الحنين إلى الوطن الذي يستحوذ على أفكار كثيرين في غربتهم». وقال فيليب آرداغ، المؤلف البريطاني وضيف شرف «المجلس الثقافي البريطاني» بـ«معرض أبوظبي للكتاب» الذي حكّم هذه الفئة من المسابقة: «تمثل مشاركة الدكتور آشفين إنجازاً فذاً، لأنه استطاع أن ينقلنا بطريقة عفوية مقنعة إلى عالمه، وأن يسرد في الوقت نفسه قصة إنسانية مؤثرة بطريقة موجزة».
وفازت الكاتبة الإماراتية وخرّيجة الصحافة، منى خليفة عبيد محمد حمودي، بجائزة الكتابة الإبداعية عن الفئة العمرية 18 عاماً فأكبر (اللغة العربية). وقالت منى: «وصفت في العمل الفائز بالجائزة مدينة دبا الفجيرة التي تُعدّ إحدى المدن التاريخية بشبه الجزيرة العربية، وأهم ما يلفت الأنظار بدبا الفجيرة أنها تجمع بين الحداثة والعراقة معاً، كما أنها تحفل بالشواهد التاريخية والأثرية، وهي معروفة أيضاً ببساطة وطيبة أهلها، وطبيعتها الخلابة».
وتعليقاً على فوز منى بالجائزة، قال الشاعر المصري أحمد يماني: «أظهرت منى قدرة فذة على وصف يوم كامل في مدينتها، متوقفة عند التفاصيل العابرة، ومستفيضة في وصف دبا الفجيرة بطبيعتها وتاريخها وأصالتها، دون أن تغفل عن رصد الحياة اليومية للقاطنين بها بدقة وبراعة».
وكان «المجلس الثقافي البريطاني» قد دعا المؤلفين والرسامين الواعدين بالدولة للمقاربة بين أعمال ديكنز التي رصد من خلالها التحوّلات التي شهدتها المدن الإنجليزية إبان العصر الفيكتوري، وبين التغيرات والتحولات التي شهدتها المُدن التي يعيشون بها، وذلك في إطار الاحتفالية العالمية بمرور قرنين على ميلاد تشارلز ديكنز المقامة تحت عنوان «ديكنز 2012».
وقال ميشال بشارة، مدير المشاريع في «المجلس الثقافي البريطاني»: «معظم الأعمال المشاركة بالمسابقة التي تلقيناها من مبدعين في أنحاء الدولة مذهلة، وتنمّ عن براعة لافتة، وهي تؤكد القدرات الفنية والإبداعية الهائلة بدولة الإمارات، ونفخر اليوم بإعلان أسماء هذه الثلة من المبدعين الفائزين بفئات المسابقة المختلفة».
يُذكر أن تشارلز ديكنز بدأ رحلته مع الكتابة في عام ،1836 منتقياً لنفسه الاسم المستعار «بوز»، إذ عُرف عنه حينئذ التجوّل في أنحاء لندن، بأحيائها وأزقتها، ليدوّن كل ما شاهده في قصص قصيرة.
كما أعلن «المجلس الثقافي البريطاني» أسماء الفائزين بالفئات الأخرى من المسابقة، وهم:
الفئة العمرية 14-17 عاماً: كتابة إبداعية وصف المدينة التي يعيش بها المتقدّم باللغة الإنجليزية: شاندي بسيث.
الفئة العمرية 14-17 عاماً: رسوم المدن الإبداعية فنون غرافيكية أو رسومات أو لوحات: خليفة السعيدي.
اختيار الجمهور (171 «معجباً» على موقع فيس بوك).
الفئة العمرية 14-17 عاماً: كتابة إبداعية وصف المدينة التي يعيش بها المتقدّم: آية الله يحيى.