يستضيف بوروسيا دورتموند حامل لقب الدوري الألماني ومتصدر ترتيب البطولة هذا الموسم العملاق بايرن ميونخ اليوم الأربعاء في مباراة قمة البوندسليغا التي تستحوذ على اهتمام ألمانيا كلها.
وبإمكان دورتموند توسيع فارق صدارته لترتيب الدوري المحلي إلى ست نقاط بحال فوزه اليوم، ولكنه في الوقت نفسه سيهبط إلى المركز الثاني خلف بايرن بفارق الأهداف إذا خسر المباراة.
وفي الوقت الذي مازال ميونخ يأسف فيه على قراري ماريو غوتزه وماركو رويس بعدم الانضمام إليه، اعترف النادي البافاري العملاق بأن دورتموند ربما يصبح نداً حقيقياً له على المستوى المحلي لسنوات طويلة مقبلة.
وقال أولي هونيس رئيس بايرن الأسبوع الماضي: "لقد لاحظنا الأمر ونعتقد أنه من الرائع أن يبدأ نادٍ آخر في منافستنا على نفس المستوى لمدة أطول".
وأضاف: "لقد حاول العديد من الأندية أن ينافسونا بالمستوى نفسه خلال الـ 20 عاماً الماضية، ولكن غالبيتهم تراجعوا أمامنا من جديد، أما دورتموند فأعتقد أنه قادر أن يكون ندا حقيقيا لنا لسنوات طويلة".
ونجحت العديد من الأندية الأخرى مثل بوروسيا مونشنغلادباخ وفيردر بريمن وهامبورغ وشتوتغارت في إحراز لقب البوندسليغا خلال العقود الماضية.
ولكن لم ينجح أي من هذه الأندية في أن يتخذ لنفسه مكاناً مميزاً إلى جانب بايرن على قمة الكرة الألمانية لفترة طويلة منذ أن أحرز مونشنغلادباخ لقب الدوري الألماني خمس مرات فيما بين عامي 1970 و1977.
وفي حال تحول المنافسة الحالية بين بايرن ودورتموند إلى ندية طويلة الأمد، كما هو الحال بين ريال مدريد وبرشلونة مثلاً في إسبانيا، فسيسفر هذا الأمر عن قدر كبير من المكاسب سواء للأندية الألمانية أو لكرة القدم في البلاد بشكل عام حيث ستزيد الإثارة في الملاعب من ناحية وسيزيد الدخل المادي من ناحية أخرى نتيجة لزيادة القدرة التسويقية.
ووصل كل من بايرن ودورتموند إلى مكانتهما الحالية من اتجاهين متناقضين، فقد جاءت بداية بايرن كبيرة بشكلٍ ما منذ انضمامه إلى مسابقة البوندسليغا عام 1965 حيث قاد جيل بايرن الذهبي الذي ضم فرانتز بيكنباور وغيرد مولر وآخرين فريقهم لتحقيق نجاحات عظيمة كان أهمها لقب بطل أوروبا ثلاث مرات فيما بين عامي 1974 و1976.
وفي مدينة ميونخ، شيد الملعب الأولمبي الذي يسع 70 ألف متفرج لاستضافة فعاليات دورة الألعاب الأولمبية لعام 1972 في وقت كان الحضور الجماهيري بالاستادات يمثل مصدر دخل كبير للأندية، وبعدها أصبح الجناح السابق ببايرن هونيس مديراً للنادي في فترة السبعينيات.
وبعد 30 عاماً، تكدست ثروة بايرن في ولاية بافاريا الغنية، تحت قيادة هونيس، كما أحرز النادي لقب البوندسليغا 21 مرة خلال 43 عاماً منذ نجاحه الأول في عام 1969.
من جهته جاء تجديد عقد اللاعب غوتزه حتى عام 2016 وضم اللاعب رويس من ناحية أخرى ليثبتا أن دورتموند عاد ليصبح من أكبر الأندية الجاذبة للاعبين في الدوري الألماني من جديد.
وربما لا يكون غريباً أن يعود رويس المولود في دورتموند، إلى جذوره من جديد الصيف المقبل، ولكن المثير للاهتمام أنه هو وغوتزه قررا ربط مستقبليهما بعقود طويلة الأمد بدلاً من انتظار فرصة للانضمام إلى البافاري بكل ما يتمتع به من مكانة وثروات.
وهذا الأمر يبعث بأكثر من رسالة مهمة.