قلة النوم يمكن أن تجعل منك شخصاً مغامراً! نتائج أظهرتها أحدث دراسات جامعة ديوك

دراسة جديدة أجراها علماء الأعصاب في أثنين من كليات الطب في جامعة ديوك تؤكد أن الأفراد الذين لا يحصلون على قسط كافي من النوم يقبلون علىالجهر بقرارات شديدة التفاؤل، وهو ما يعرضهم إلى الدخول في إطار المغامرة الخطرة. ولقد ركزت الدراسة الأولى على تأثير قلة النوم على قدرة العقل في إتخاذ القرارات المالية بدلاً من تأثير قلة النوم على القدرة على التركيز.  

وخلافاً عن الإعتقاد الشائع بأن قلة النوم قد تؤثر بالسلب على قدر إتخاذ القرارات وهو ما يؤثر بالتالي على التركيز والذاكرة.إلا أن هذه الدراسة جاءت لتؤكد عدم صحة هذه النظرية، واستخدم العلماء في جامعة ديوك التصوير بالرنين المغناطيسي لإثبات أن عدم الحصول على قسط كافي من النوم يؤدي إلي زيادة نشاط  في جزء من عقل الإنسان مما يسفر عنه نتائج إيجابية وفي نفس الوقت يقل النشاط في مناطق أخرى من العقل وهو ما يؤدي إلى نتائج سلبية.  

وطبقاً لهذه النتائج، أقرت الدراسة  أن الأفراد الذين يحصلون على قسط قليل من النوم معرضون لإتخاذ القرارات المتعلقة بالمزيد من المكاسب المادية ولكنهم لا يستطعون اتخاذ القرارات التي التي تقلل من الخسائر أو تتجنبها.  

وصرح المؤلف المشارك مايكل تشى، الطبيب والمؤلف من كبار واستاذ جامعة ديوك في برنامج اضطرابات السلوك العصبي ، بجامعة سنغافورة الوطنية في سنغافورة قائلاً: " حتى إذا اتخذ أحد الأفراد قرارات مالية تعد خطيرة بعد حصولة على قسط كافي من النوم في الليلة السابقة، فلا يوجد ما يؤكد أن نفس الفرد لن يقوم باستخاذ قرارات قد تعرضه للخطر في حالة عدم حصولة على القسط الكافي من النوم. وأنا أعتقد أنة بات حتمياً أن تبدأ المجتمعات في إعادة النظر في مواصلة أعمالهم بنفس الطرق القديمة. وأعلم تماماً أن العادات القديمة تموت بصعوبة ولكن هناك بعض منها يجب القضاء عليه  نهائياً".  

كما أشار الكاتب المساعد الدكتور سكوت هوتيل، وهو أستاذ مساعد علم نفس وعلوم الأعصاب ومدير مركز جامعة ديوك المتخصص في علوم القرارات، إلى الأدلة الإيجابية لهذه الدراسة، فإذا نظرنا إلى الكازينوهات التي تشجع الأفراد على اتباع السلوكيات الخكرة وذلك من خلال توفير المناخ المناسب مثل  تقديم المشروبات الكحولية المجانية واستخدام الأضواء المبهرة والأصوات الصاخبة  واستخدام النقود من خلال أدوات مجردة مثل الشرائح الإلكرتونية وبطاقات الإئتمان.  

وأكد هوتيل قائلاً: "إن الحرمان من النوم بالتأكيد يجعل الأفراد أكثر مغامرة"، وقال فينود فينكاترامان، المؤلف الرئيسي وهو حاصل على الدراسات العليا في علم النفس وعلم الأعصاب من جامعة ديوك: "يتعارك الأفراد القامرون في نهاية الليلة أكثر من الأفراد العاديين الذين يستخدمون ماكينة المقامرة ، وذلك لأنهم يحاربون نزعة القتال في الدماغ بسبب قلة النوم ، في حين تقل القدرة على إدارك الخسائر التي يمكن أن تحدث من أثر هذا العراك".  

وأضاف "إن التدابير المضادة التي يمكن أن تساعد على تقليل التعب وتحسن درجة التنبة غالباً ما تكون غير كافية للتغلب على هذه القرارات".  

أقام الباحثون هذه الدراسة على عينة من 29 شاب يتمتعون بصحة جيدة وتتراوح أعمالهم بين 22 عاماً، وقد تم تمويل هذه الدراسة من المنح المقدمة من وكالة علوم الدفاع والتكنولوجيا في سنغافورة والمجلس الطبي القومي للبحوث في سنغافورة.كما شارك في الدراسة مجموعة أخرى من المؤلفيين وهم ليزا ي.م. شواه من جامعة سنغافورة الوطنية وجون دابليو باين من كلية فيوكوا للأعملا بجامعة ديوك.