عمان - البوابة - وسام نصرالله
فرضت الأحداث السياسية ومايشهده العالم العربي من حركات إحتجاج شعبية نفسها على وقائع المؤتمرات الصحفية التي عقدها نجوم الغناء العربي والفرق الفنية الرئيسية المشاركة ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي إنطلقت فعالياته في العشرين من الشهر الماضي.
وتفاوتت ردود فعل الفنانين في إجاباتهم على أسئلة الإعلاميين مابين الصراحة وإعلان موقفهم بشكل واضح وبين البحث عن أجوبة ديبلوماسية تخرجهم من مأزق ربما يضعون أنفسهم به.
وانقسم الإعلاميون فيما بينهم حول طبيعة الأسئلة المثارة في المؤتمرات الصحفية، فمنهم من ارتأى الإبتعاد عن الأسئلة السياسية خوفا على الفنانين من الإنزلاق بما لايحمد عقباه، ومنهم من كان يصر على أسئلته باعتبار أن ذلك يدخل ضمن إطار حرية الرأي والتعبير.
وسوف: أؤيد الأسد
وكان اكثر الفنانين جرأة في إعلان موقفه السياسي بوضوح هو الفنان السوري جورج وسوف الذي أكد تأييده للنظام الحاكم في بلاده والرئيس بشار الأسد، قائلا "أنا مع بلدي ورئيسي، وإن لم أكن كذلك سأكون شخصا بلا شرف".
هذا الموقف الذي أثار حفيظة كتاب من المعارضة السورية وعلى رأسهم الناقد صبحي حديدي الذي كتب مقالا تحت عنوان "رغم أنف جورج وسوف" يقول فيه " لقد اعتبر وسوف ملايين السوريين الذين تظاهروا طيلة خمسة أشهر من عمر الانتفاضة، أناس بلا شرف".
ويضيف حديدي " إن وسوف حر بالوقوف مع رئيسه، وليهنأ احدهما بالآخر؛ لكنّ الانتفاضة السورية تواصل تأسيس حال الشرف التي تعتق المواطن الحــرّ من ذلّ الإنحناء عند قدم رامي مخلوف، كما فعل وسّوف مؤخراً، في شريط فيديو صار الآن محطّ زائري الـ'يوتيوب' ".
يذكر أن جورج وسوف قد تعرض لحملات مناهضة له على عدد من مواقع التواصل الإجتماعي بسبب آرائه المؤيدة للنظام السوري والمعارضة للإحتجاجات في بلده، حيث أدرجه موقع الثورة السورية في قائمة "العار"، كما طالبت حملة "مصرية – سورية" بمقاطعة جميع أعماله الغنائية لغنائه أغنية "ياغالي يا ابن الغالي" للرئيس بشار الأسد.
بركات: الثورات موضة
وفي تصريحات مثيرة للجدل اعتبر الموسيقار والفنان اللبناني ملحم بركات أن مايحدث في العالم العربي من ثورات وتحديدا في سوريا وليبيا واليمن عبارة عن تقليد أعمى لما حدث في تونس ومصر.
ويستمر بركات بالإثارة عندما يصف تلك الثورات "بالموضة" وبأنها غير منظمة مستدلا على ذلك بحالة الفوضى التي تعيشها تلك البلدان.
ونفى بركات أن تكون تلك الثورات نتاج لمواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر، مبينا أنها كان مخططا لها من تحت الطاولة -على حد تعبيره- وتهدف لزعزعة إستقرار المجتمعات العربية.
وعن غنائه سابقا أغنية للنظام الليبي قبل سنوات، أكّد بركات أنّ لا علاقة له في شخصية "القذافي"، ولو دعي حاليا للمشاركة في مهرجان ليبي سيرفض الدعوة المقدمة إليه.
شعيل: كاظم حبيبي
وفي حديثه عن الثورات العربية قال الفنان الكويتي نبيل شعيل "إن الفن له علاقة بالسياسة وهو جزء من المكون الاجتماعي في كل الأوطان، ولا بد أن يتأثر الفن بشكل مباشر بنتاج تلك الثورات في مختلف الدول".
واعتبر الفنان الكويتي أن الخلاف الذي تناولته الصحافة بينه وبين الفنان العراقي كاظم الساهر "غير موجود"، مؤكدا أنّ الساهر "فنان قدير له جمهوره الكبير". وقال إنّه يحبُّ سماع أغنياته.
وردا على سؤال صحافي حول زيارته للعراق، أكّد أنه يزورها باستمرار وبشكل رسمي، معتبرا أنّ أخذ الموضوع بحساسية يُعتبر "إثارة" في الصحافة.
وقال بلبل الخليج كما يحب جمهوره أن يلقبه "إنّي فنان ولست مغرماً بالسياسة، وليس صاحب قرار"، مستدركاً أنّ الزمن كفيل بسد الهوة بين مختلف المجتمعات والجهات المختلفة في وجهات النظر.
كرم: مع الحريات والإصلاحات
وفي ردها على أسئلة الصحفيين حول الإنتفاضات الجماهيرية في العالم العربي إبتعدت الفنانة نجوى كرم عن أخذ موقف محدد وواضح مما يجري ففي الوقت الذي أكدت فيه أنها مع الحريات ومع سلطة الشعب وخياراته، إلا أنها بنفس الوقت تدعم الإصلاحات التي يقوم بها أي نظام لتحسين واقع شعبه.
خيرت: تفاؤل بعد الثورة
وفيما يتعلق بالمرحلة التي تعيشها مصر مابعد الثورة واثر ذلك على الإنتاج والأعمال الفنية والموسيقية أكد الموسيقار المصري عمر خيرت تفاؤله بالمستقبل، وقال "الفن يؤثر ويتأثر بالاحداث والظروف التي تعيشها مجتمعاتنا، وأنه لايمكن الفصل بين الفن ومايحدث من تغييرات عميقة داخل بنية المجتمع، خاصة وأن الفن مرآة المجتمع".
واضاف خيرت "إن الوقت لم يحن بعد بالنسبه إلي لتقديم عمل موسيقي عن الثورة، خاصة وأن هذا الأمر يتطلب رؤية شاملة للموقف والعمل على تقديم شيء ليس بشكل سريع وإنما متأني، بعيدا عن الإنفعالات اللحظية التي من الممكن أن تفسد قيمة العمل الإبداعي".
العاشقين: حق العودة مقدس
وفي المؤتمر الصحفي لفرقة العاشقين الفلسطينية المقيمة في مخيم اليرموك بدمشق اكد أعضاؤها أن الفرقة سفيرة فلسطين للعالم، وأن أعضاءها الذين يحمل جلهم وثائق اللجوء الفلسطينية لن يحيدوا عن مبادىء الثورة الأولى، مشددين على حق العودة إلى فلسطين، وأنهم لن يتنازلوا عن مواقفهم السياسية تحت أي ضغط كان.
وأشار هؤلاء إلى أن الزي الرسمي للفرقة وهو العسكري يحمل الكثير من المعاني والدلالات الرمزية التي تؤكد على روح الثورة والمقاومة وعدم التنازل عن الثوابت.
وشدد مدير الفرقة طارق الجابي أن الخط السياسي للفرقة واضح وأنه لاأحد يستطيع المزاودة عليها في مواقفها الوطنية، وأن الفرقة تعبير عن الحالة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
كما أكد الجابي أن الفرقة تنشط حاليا وعبر حفلاتها التي قدمتها وستقدمها بمختلف الدول لدعم التوجه الفلسطيني دوليا للإعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة خلال شهر سبتمبر المقبل، وان ذلك يشكل تحديا ليس سهلا للفرقة التي تدعم توجهات القيادة الفلسطينية بهذا الشأن.
جبران: تمسك بالارض
وأعلنت فرقة "جبران" التي يقودها الأخوة سمير ووسام وعدنان جبران من فلسطين "48" أن موقفها السياسي واضح بتحدي سياسات السلطات الإسرائيلية القمعية والتمييزية بحقهم كابناء للشعب الفلسطيني بقو على ارضهم وقت النكبة عام 1948.
وقالوا إنهم يتمسكون بحقهم الثابت كفلسطينيين، مشيرين بذات الوقت أن مواقفهم السياسية عرضتهم لكثير من المضايقات من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حيث منعوا سابقا من إقامة حفل لهم في إحدى مدن فلسطين "48" تحت تهديد الجنود الإسرائيليين والدبابات.