آثر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان يلعب دور الدبلوماسي خلال تفجر للخلاف بينه وبين وزير خارجيته افجيدور ليبرمان في محاولة لابقاء ائتلافه الحاكم قائما قبل تصويت هذا الاسبوع على الميزانية الاسرائيلية.
واتهم المعلقون نتنياهو بالخضوع للقومي المتطرف ليبرمان على حساب صورة اسرائيل على الساحة الدولية لكنهم اتفقوا على انه قد جرى تجنب ازمة في الائتلاف الحاكم وعلى ان الميزانية سيجري اقرارها.
وفي تصريحات علنية حادة يوم الاحد قال ليبرمان ان اسرائيل لن تعتذر لتركيا على مقتل تسعة اتراك على يد قوات خاصة اسرائيلية خلال غارة على سفينة تركية كانت تحاول كسر الحصار المفروض على غزة.
وراح ليبرمان ينتقد عملية السلام المتوقفة مع الفلسطينيين خلال اجتماع مع دبلوماسيين اسرائيليين ابلغهم خلاله ان اتفاق سلام دائم امر مستحيل وان الخيار الافضل هو "خطة بديلة" تتمثل في توقيع اتفاق طويل الاجل مع الفلسطينيين.
وتتناقض تلك التصريحات فيما يبدو مع الرغبة المعلنة لنتنياهو باصلاح العلاقات مع تركيا ومع الجهود الامريكية لاستمرار مسعى للسلام تعثر بسبب رفضه تمديد تجميد جزئي للبناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وبعد ساعات من تصريحات ليبرمان اصدر مكتب نتنياهو بيانا اكد فيه على ان "موقف الحكومة الاسرائيلية على وجه الحصر هو ما يعبر عنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويظهر في قرارات مجلس الوزراء."
وفي اليوم التالي ومع اقتراب التصويت على الميزانية يوم الاربعاء ردد نتنياهو في مقابلة نادرة مع محطة تلفزيونية اسرائيلية موقف ليبرمان متعهدا بعدم الاعتذار لتركيا وقائلا انه لا يمكن استبعاد اتفاق سلام مؤقت.
وقال معلق الشؤون السياسية يوسي فيرتر في صحيفة هاأرتس "ليبرمان يعرف ان عشية التصويت لن يجرؤ احد على الاختلاف معه حتى لو اتهم نتنياهو علنا بسرقة اسماك في سوق في الهواء الطلق."
واضاف "هو لا يريد ان يفكك الحكومة لكنه يريد ان يثبت لنتنياهو من هو الزعيم."
وينص القانون الاسرائيلي على اجراء انتخابات جديدة في حال الفشل في اقرار الميزانية بحلول مارس اذار.
وقال بن كاسبيت كاتب العمود الشهير بصحيفة معاريف ان نتنياهو حريص على ابقاء ليبرمان في الائتلاف حتى لو اضطر لاتباع نهجه.
وكتب كاسبيت "نتنياهو يواصل السير على درب ليبرمان. كلمات اليوم لليبرمان هي افكار الغد لنتنياهو. نتنياهو لا يريد ان يخسر ليبرمان في الانتخابات المقبلة -- فهذا كابوس بالنسبة له."
