طالب رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس بان يختار "بين السلام مع اسرائيل او مع حماس" عقب ابرام اتفاق الحركة الاسلامية وحركة فتح، فيما استقبلت واشنطن الاتفاق بفتور.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه "تعقيبا على تصريحات نتانياهو نقول ان المصالحة الفلسطينية والاتفاق الذي وقع اليوم في القاهرة شأن فلسطيني داخلي".
واعلنت حركتا فتح وحماس الاربعاء انهما توصلتا الى اتفاق شامل للمصالحة يقضي بتشكيل حكومة انتقالية تتولى الاعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية في غضون عام على الاكثر، فيما اعلنت القاهرة ان كافة الفصائل الفلسطينية ستدعى لتوقيع "اتفاقية الوفاق الوطني خلال الايام القليلة المقبلة".
وفور الاعلان عن هذا الاتفاق، صرح بنيامين نتانياهو ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يجب ان "يختار بين السلام مع اسرائيل او السلام مع حماس".
وقال نتنياهو بعد اعلان حماس وفتح أنهما تجاوزتا خلافاتهما "على السلطة الفلسطينية أن تختار اما السلام مع اسرائيل أو السلام مع حماس. ليس من الممكن قيام سلام مع الاثنين."
ومن المتوقع أن يلقي نتنياهو كلمة أمام اجتماع مشترك لمجلسي الكونجرس الامريكي خلال زيارة لواشنطن الشهر القادم حيث يعتزم شرح خطته لاستئناف محادثات السلام المتوقفة مع السلطة الفلسطينية التي يقودها عباس والتي تسيطر على الضفة الغربية.
وكانت المحادثات قد بدأت في سبتمبر ايلول الماضي بهدف التوصل الى اتفاق في غضون عام لكنها سرعان ما انهارت بعدما رفض نتنياهو تجديد تجميد جزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية.
وفي بيانه الذي بثه التلفزيون قال نتنياهو ان اسرائيل لا يمكن أن تقبل حماس كشريك في المفاوضات لانها "تسعى لتدمير اسرائيل .. تقول ذلك علانية وتطلق صواريخ على مدننا ... على أطفالنا."
وأضاف أن الاعلان المفاجيء عن اتفاق المصالحة "يكشف ضعف السلطة الفلسطينية ويثير تساؤلات بشأن ما اذا كانت ستسيطر على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) مثلما سيطرت على قطاع غزة."
واضاف نتنياهو في بيانه الصادر باللغة العبرية ان الامر يرجع الى حكومة عباس لتحديد خطواتها القادمة.
وقال "امل أن تتخذ السلطة الفلسطينية القرار السليم بأن تختار السلام مع اسرائيل. الخيار بين يديها."
وردا على بيان نتانياهو، طالب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه نتانياهو ب"ان يختار بين السلام والاستيطان" موضحا "اننا ملتزمون بعملية سلام جادة وعادلة تؤدي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف".
من جانبها، استقبلت الولايات المتحدة المصالحة بين حركتي فتح وحماس بفتور فوصفت حماس بأنها منظمة " ارهابية" وقالت ان أي حكومة فلسطينية لا بد أن تنبذ العنف.
وكررت ادارة الرئيس باراك أوباما مطالب اللجنة الرباعية للوساطة في عملية السلام في الشرق الاوسط والتي من المرجح الا تقبلها حماس ومن بينها أن تحترم أي حكومة اتفاقات السلام السابقة وتعترف بحق اسرائيل في الوجود.
ويعتبر اقرار الوحدة الوطنية الفلسطينية ضروريا لاحياء أي أمل في اقامة دولة فلسطينية مستقلة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ 2007 والضفة الغربية التي تهيمن عليها فتح.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض تومي فيتور في بيان "الولايات المتحدة تؤيد المصالحة الفلسطينية على اساس ما يعزز قضية السلام. ولكن حماس منظمة ارهابية تستهدف المدنيين."
وتابع "لكي تقوم أي حكومة فلسطينية بدور بناء في تحقيق السلام فعليها أن تقبل مبادئ اللجنة الرباعية وتنبذ العنف وتلتزم بالاتفاقات السابقة وتعترف بحق اسرائيل في الوجود."
وتضم اللجنة الرباعية الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والولايات المتحدة.
وقال متحدثون باسم البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية انهم يسعون للحصول على مزيد من المعلومات بشأن الاتفاق بين حركتي حماس وفتح.
وترفض القوى الغربية التعامل مع حماس بسبب رفضها التخلي عن العنف والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود.