هدد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سلفان شالوم صباح الأربعاء بعملية واسعة في قطاع غزة، معتبرا انه لا يوجد خيار الا عملية واسعة لوقف اطلاق الصواريخ والقذائف في حال استمرت حماس في سياستها التصعيدية، خاصة أن صفارات الانذار انطلقت يوم امس في العديد من المدن الاسرائيلية، حيث سمعت صفارات الانذار في مدينة اسدود وعسقلان واليوم مدينة بئر السبع.
بدوره طالب رئيس بلدية بئر السبع الحكومة الاسرائيلية برد قاس في اعقاب سقوط صاروخ غراد فجر الأربعاء على المدينة والذي ادى الى اصابة اسرائيلي، مؤكدا أن هذا الوضع غير مقبول ولا يمكن المرور على تهديدات صواريخ حماس، خاصة أن البلدية اقدمت على اغلاق كافة المؤسسات التعليمية نتيجة لسقوط الصاروخ، وفق قوله.
واعلن ناطق بلسان الجيش الاسرائيلي عن اطلاق سبع قذائف هاون باتجاه منطقة النقب الغربي واطلقت من قطاع عزة قبل قليل دون وقوع اصابات او اضرار.
من جانبها اعلنت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس الاربعاء يوم حداد على سقوط تسعة شهداء في غارات شنتها اسرائيل على قطاع غزة الثلاثاء.
وقال حسن ابو حشيش رئيس مكتب الاعلام الحكومي في الحكومة المقالة ان حكومته "تعلن اليوم حدادا على ارواح الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الصهيوني" امس الثلاثاء.
ودعت الحكومة المقالة المواطنين للمشاركة في تشييع جثامين القتلى ظهرا، بحسب ابو حشيش. وسيشيع الشهداء الثمانية من المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة.
واستشهد تسعة فلسطينيين بينهم اربعة مقاتلين من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي التي تبنت الاربعاء اطلاق صاروخين من نوع "غراد" على اسرائيل.
وقال الجيش الاسرائيلي ان صاروخا اطلقه نشطاء فلسطينيون في قطاع غزة أصاب مدينة في عمق اسرائيل الاربعاء متسببا في سقوط جريح.
واعلنت سرايا القدس في بيان انه "في تمام الساعة الخامسة و25 دقيقة من فجر الاربعاء تمكنت الوحدة الصاروخية من قصف مدينة بئر السبع المحتلة بصاروخ غراد وقد اعترفت المصادر الصهيونية بسقوط الصاروخ في احد المنازل واصابة عدد من المستوطنين".
واوضحت "سرايا القدس" انها اطلقت ايضا صاروخا من نفس الطراز على مدينة اشدود في جنوب اسرائيل.
وقال البيان ان هذه الهجمات حصلت "ردا على المجازر الصهيونية" حيث قتل ثمانية فلسطينيين في قصف اسرائيلي بينهم اربعة من عناصر "سرايا القدس" في غارة جوية استهدفتهم مساء الثلاثاء في حي الزيتون شرق مدينة غزة.
وتوعدت "سرايا القدس" بان الرد على مقتل اربعة من عناصرها سيكون "بحجم الجريمة..والعدو سيرى ذلك قبل ان يسمعه".
وقال مسؤولون طبيون ان ثلاثة شبان اعمارهم 12 و15 و17 عاما كانوا يلعبون بكرة القدم ورجلا قريبا لهم استشهدوا في القصف المدفعي الاسرائيلي ولاقى خمسة نشطاء حتفهم في غارتين جويتين منفصلتين في وقت لاحق في قطاع غزة.
وتصاعد التوتر على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة في الاسابيع القليلة الماضية. وعدد القتلي يوم الثلاثاء هو الاكبر في يوم واحد منذ شهور. وقوبل ذلك بدعوات من النشطاء للانتقام وادانة من مسؤول للامم المتحدة ودعوة من رئيس الوزراء الفلسطيني لتدخل اجنبي لانهاء العنف.
واعتذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن سقوط قتلى بين المدنيين وقال ان اسرائيل لا تريد السعي لمزيد من التصعيد للصراع لكنها ستدافع عن نفسها من الهجمات الصاروخية التي تستهدف مواطنيها.
وكثفت حماس هجماتها الصاروخية على اسرائيل بعد توقف منذ اشتبك الجانبان في حرب قبل عامين قائلة ان مقاتليها اطلقوا ما يزيد على عشرين قذيفة هاون وصاروخا في مطلع الاسبوع.
وقال مسؤولون من حماس ومسعفون ان اسرائيل قتلت في غارات يوم الثلاثاء خمسة نشطاء من حركة الجهاد الاسلامي في غارتين جويتين وقعت احداهما شرق مدينة غزة.
وقالت اسرائيل ان مجموعة من النشطاء كانت تعد لاطلاق صاروخ وان الرجال انفسهم كانوا قد اطلقوا صاروخا اصاب منزلا في مدينة بئرسبع الشهر الماضي.
وقالت القوات المسلحة الاسرائيلية انها اطلقت قذائف هاون على النشطاء الذين يطلقون النار على اسرائيل. وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون ان القذائف الاسرائيلية أصابت منزلا وقتلت اربعة اشخاص.
وقال شهود ومسعفون ان صاحب المنزل كان بداخله وان الشبان كانوا يلعبون كرة القدم بالخارج.
وأصدر نتنياهو بيانا يعبر عن الاسف "للهجوم الخطأ على مدنيين أبرياء."
وهدد أبو عبد الله الحرازين القيادي في جماعة الجهاد الاسلامي في بيان بان "الدم سيولد مزيدا من الدم وبهذا الدم سنقاتل اسرائيل مرارا وتكرارا."
وقال اسماعيل رضوان المتحدث باسم حماس بموقع الحركة على الانترنت ان هذه " المجزرة" لن تمر بسهولة وانه يتعين على "الكيان الصهيوني ( اسرائيل") ان يتهيأ لرد قاس.
وفي وقت لاحق سقط صاروخ من طراز جراد قالت الجهاد الاسلامي انها اطلقته بالقرب من مدينة اشدود الاسرائيلية التي تبعد نحو 40 كيلومترا الى الشمال من غزة وهي واحدة من اعمق الهجمات على اسرائيل منذ الحرب قبل عامين. ولم يصب احد بسوء.
وناشد وزارة الخارجية الفرنسية الجانبين التحلي بضبط النفس بعدما اصيب 19 فلسطينيا في ست غارات جوية اسرائيلية يوم الاثنين.
وأدان منسق الامم المتحدة لدبلوماسية الشرق الاوسط روبرت سري الجانبين كليهما ودعا الى "توقف فوري لكل اعمال العنف."
وحث رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض على تدخل فوري للمجتمع الدولي لحمل اسرائيل على الحد من هجماتها.
وربط محللون فلسطينيون تزايد العنف بدعوات للرئيس محمود عباس لرأب صدع عمره اربعة اعوام مع حركة حماس التي سيطرت على القطاع عام 2007 بعد صراع دام مع حركة فتح التي يتزعمها عباس ويدعمها الغرب.
ويرى محللون أن بعض مسؤولي حماس قلقون خشية ان تتسبب المصالحة بين الحركتين في استعادة فتح لسيطرتها على القطاع.