باراك يحذر من جمود عملية السلام ويدعو إلى عدم تجاهل حماس سياسيا

تاريخ النشر: 19 مايو 2011 - 10:13 GMT
البوابة
البوابة

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من جمود عملية السلام، ودعا إلى عدم تجاهل حركة حماس سياسيا.

وقال باراك في مقابلة مع صحيفة (لوس أنجلس تايمز) ردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستعمل مع حكومة تضم حركة حماس "الناس هنا يقولون.. هذه كارثة.انا اقول هذا لا معنى له.. يجب ان نقول بوضوح وبصوت عال انه اذا و عندما يشكل الفلسطينيون حكومة تكنوقراط فنحن نتوقع من الحكومة، أي فتح وخصوصاً حماس، أن تكون مستعدة للقبول علناً.. بالاعتراف بإسرائيل وقبول كل الاتفاقيات السابقة ونبذ الإرهاب".

وأضاف "لا يمكن القول إن (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس ليس شريك سلام حقيقيا لأن أية مفاوضات ستكون اتفاقاً يوضع على الرف لأنه لا يسيطر على نصف شعبه، وعندما يحاول استعادة هذه السيطرة (على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس) نقول انهم ضاعوا".

ورأى باراك أن التوصل إلى اتفاقية سلام مع الفلسطينيين أقرب الآن من أي وقت مضى، داعياً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سيزور البيت الأبيض ، إلى اتخاذ خطوات "جريئة" باتجاه السلام.

وقال إن تقدم نتنياهو بخطة سلام "جريئة" يعتبر أمراً حيوياً بالنسبة لأمن بلاده ووضعها الدولي، مضيفاً انه من دون مبادرة كهذه ستزداد عزلة إسرائيل والاحتجاجات الجماعية الشعبية.

وأوضح انه "لا بد من وضع شيء ما على الطاولة سواء وراء الأبواب المغلقة أو في العلن، لا بد من أن نكون مستعدين للتقدم باقتراح جريء يتضمن استعدادنا لتقديم إجابة على كل المسائل الأساسية".

وإذ أكد ان أمريكا ما زالت اللاعب الأهم في المنطقة، لفت إلى ان لا نتنياهو ولا الرئيس الأمريكي باراك أوباما ولا الرباعية الدولية يمكن أن تقوم بأي شيء بمفردها "ولا بد أن يكون هناك استعداد دائماً لتقديم الخدمات المطلوبة بغية مساعدة الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) على المضي قدماً".

ورأى ان نتنياهو قام "بتحرك واضح" في طرح رؤيته للسلام من خلال التركيز على إصرار إسرائيل على الحفاظ على المستوطنات وعلى الوجود العسكري على طول وادي الأردن، لكنه قال ان إسرائيل ما زالت تفتقر "لحس التوجه".

وأوضح انه لا بد أن تكون إسرائيل واثقة مما حققته "ونحن بحاجة لحس توجه واستعداد لاتخاذ القرارات.. لدينا مسؤولية والتزاما للتحرك"، و"يجب أن نوضح انه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق عند هذا التقاطع فالمسؤولية تقع على أكتاف الطرف الآخر".

وأضاف "يجب أن نكون مستعدين لـ3 احتمالات: اتفاق مهم أو حالة جمود أو اتفاق مؤقت وكل هذه الاحتمالات أفضل من البديل الذي يمكن أن يزيد من عزلة إسرائيل".

وأعرب باراك عن أمله في ألا يشتت الاستقبال الحار المتوقع أن يحظى به نتنياهو في واشنطن انتباهه عن العمل الجدي الذي لا بد من القيام به لوقف مبادرة السلطة الفلسطينية الرامية إلى اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل.

واعتبر انه بالرغم من حالة الجمود الراهنة، إلا ان اتفاقية السلام أقرب مما كانت عليه يوم كان رئيساً للوزراء خلال محادثات كامب ديفيد بالعام 2000، إلا انه حذر من ان رغبة إسرائيل في الحصول على دعم مادي أميركي أكبر قد يكون في خطر ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام.

ورداً على سؤال عما إذا كان الفلسطينيون مستعدين للتوصل إلى اتفاق، قال باراك ان "الأمر أكثر تعقيداً بالنسبة إليهم من الماضي، لكنني أعتقد ان (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) صادق و(رئيس الوزراء سلام) فياض صادق .. وثمة حرية وأمن أكثر ونسبة أقل من الإرهاب مما كان عليه الوضع في أية سنوات سابقة".

وسئل باراك إن كانت مشاركته في الحكومة أحدثت فارقاً بالنسبة لعملية السلام، فقال "أنا واثق انه من دوني ما كنتم لتسمعوا خطاب نتنياهو الذي أصبح فيه أول رئيس وزراء من حزب الليكود يؤيد حل الدولتين، وما كنتم لتشهدوا تجميداً للبناء الاستيطاني طوال 10 أشهر، وربما كنتم وجدتم إسرائيل أقل ضبطاً للنفس في بعض الأوقات الحساسة في ما يتعلق باستخدام القوة".

وشدد على أن قيام "حكومة يمينية يمكن أن يسرع عملية عزلة إسرائيل".

ورداً على سؤال عن احتمالات حدوث انتفاضة فلسطينية جديدة، شدد باراك على ان "التاريخ لا يعيد نفسه بالطريقة عينها والانتفاضة الثانية كانت مختلفة تماماً عن الأولى، الأولى كانت بالحجارة والعنف فيما الثانية بالتفجيرات الانتحارية، ومن الممكن أن نشهد طرقاً أخرى من الاحتجاج".

وسئل وزير الدفاع الإسرائيلي عما إذا كان يتوجب توقع تقلص المساعدات الأمريكية لإسرائيل في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام، فأجاب "من الواضح للجميع بما في ذلك إسرائيل ان إسرائيل هي المكان الأكثر استقراراً في هذه المنطقة المضطربة ، ومن السهل التبرير لأي كان الحاجة إلى الاستمرار في دعم إسرائيل... لكن بالتأكيد إذا لم نمض قدماً سيضعف تبرير طلبنا لمزيد من الدعم".