رفضت السلطة الفلسطينية مجددا اقتراح الحلول المؤقتة والمرحلية في الوقت الذي بدات واشنطن ممارسة ضغوط على اميركا اللاتينية لعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تحدث بشأن إمكانية اللجوء لحل مرحلي يستثني القدس واللاجئين إذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، واكدت السلطة الفلسطينية نيتها اللجوء لمجلس الأمن الدولي لوقف الاستيطان الإسرائيلي.
وقالت اللجنة المركزية لحركة فتح في بيان لها عقب اجتماع برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن "الموقف الفلسطيني من وقف الاستيطان بما يشمل القدس للعودة إلى المفاوضات موقف ثابت" مشددة على رفض الحلول الانتقالية والمرحلية وتمسكها بضرورة الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي للضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان.
وأكدت اللجنة "ضرورة حل كافة قضايا الوضع النهائي التي تشمل القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والمياه فضلا عن الإفراج عن الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية معتبرة أن هذه القضايا "لا تتجزأ استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
وأثنت اللجنة المركزية لحركة فتح على جميع الدول التي اعترفت بدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك في إشارة إلى البرازيل والأرجنتين وبوليفيا.
في هذه الاثناء قال وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي اليوم الثلاثاء إن ثمة "ضغوطا أميركية" على دول أميركا اللاتينية لعدم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وذلك في وقت أفادت فيه وثائق أميركية رسمية سربها موقع ويكيليكس بأن فرنسا قد طرحت على واشنطن فكرة الاعتراف بدولة فلسطينية بغض النظر عن نتائج المفاوضات مع إسرائيل.
وأضاف المالكي في تصريحات صحافية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيتطرق إلى الضغوط الأميركية المبذولة على دول أميركا اللاتينية لعدم الاعتراف بدولة فلسطينية خلال الجولة التي سيقوم بها في تلك الدول خلال الأسبوع القادم.
وأكد المالكي أن "هناك المزيد من الدول التي تستعد للاعتراف بالدولة الفلسطينية" مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية "قامت في الأيام الأخيرة بالاتصال مع كل من أوروغواي وباراغواي ووعدت الأولى بأن تعترف رسميا بدولة فلسطينية خلال الشهر المقبل، بينما قالت باراغواي إن الاعتراف سيتم خلال الربيع القادم."
يذكر أن مجلس النواب الأميركي كان قد صادق في وقت سابق من الشهر الجاري على قرار يعارض أي خطوات أحادية لإنشاء دولة فلسطينية وطالب إدارة الرئيس أوباما بعدم الاعتراف بأي دولة فلسطينية بمنأى عن المفاوضات.
في سياق آخر، أشارت مذكرة دبلوماسية أميركية نشرها موقع ويكيليكس إلى أن وزير الخارجية الفرنسية السابق برنار كوشنير أبلغ المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في شهر يناير/كانون الثاني الماضي بفكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية بغض النظر عن نتائج المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وذكرت صحيفة جيروسليم بوست أن المذكرة كتبها السفير الأميركي في باريس شارلز ريفكين خلال الاستعداد لأول زيارة تقوم بها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى فرنسا بعد استلام منصبها.
وجاء في المذكرة أن "الفرنسيين يتفقون معنا بشأن ضرورة مساعدة الرئيس عباس على العودة إلى طاولة المفاوضات من خلال تقديم برامج مساعدات وضمانات إلى جانب دعم القادة العرب له في الوقت ذاته، غير أن كوشنير أشار للمبعوث الخاص ميتشل إلى فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية الآن وبحدود غير محددة، مهما كانت نتيجة المفاوضات."