2020.. لن يكون من السهل إيجاد زوجة في الصين!!

تاريخ النشر: 09 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

حذر مسئولون صينيون من أن عدد الرجال الذين قد لا يجدون لهم زوجة في الصين قد يتراوح عددهم ما بين الثلاثين والأربعين مليون بحلول عام 2020 0 

 

ويرجع سبب تراجع عدد النساء في الصين إلى تفضيل الأسر إنجاب البنين على البنات 00 وقيام بعض الأسر بعمليات إجهاض للأجنة إذا كان المولود القادم أنثى مما أدى إلى ارتفاع المواليد الذكور مقارنة بالإناث 0 

 

وفى هذا الصدد أوضح أحد المسئولين الصينيين، حسب وكالة الأنباء القطرية، أن كثيرا من الأزواج يجهضون الأجنة الإناث بعد معرفة نوع المولود من خلال الاختبارات الطبية، مما أدى إلى ارتفاع عدد المواليد الذكور، وتوقع أن يتسبب ذلك في موجات من الجرائم والقلاقل الاجتماعية. 

 

ونظرا لانتشار إجهاض الأجنة الإناث في الصين منعت الحكومة منذ سنوات قليلة الأطباء من تحديد جنس الأجنة بعد أن أوضحت المؤشرات ارتفاع عدد المواليد الذكور على حساب الاناث0 

 

كما أن التقاليد الصينية تعد سببا في هذا الخلل لأنها تحبذ إنجاب البنين لأنهم يعتبرون اكثر قدرة على إعالة الأسرة ويكونون سندا للوالدين في سنوات الشيخوخة واستمرار اسم العائلة بينما تصبح الابنة جزءا من أسرة زوجها0 

 

وتطبق الصين التي يبلغ عدد سكانها حوالي 3ر1 مليار نسمة سياسة مثيرة ، للجدل منذ سنوات طويلة تسمح لكل أسرة بإنجاب طفل واحد فقط . 

 

هذا ومن الجدير بالذكر أن العلم الحديث قد تمكن من تحديد جنس المولود مسبقا وهناك العديد من الطرق التي يلجأ إليها الأزواج لتحديد جنس المولود وهناك أيضا الكثير من الجدل حول الفكرة بحد ذاتها، ومن طرق تحديد هوية المولد، قالت الباحثة الأميركية شيريل روزنفيلد، أن بالإمكان تحديد جنس الجنين سلفا من خلال الحمية. وقالت عالمة البيولوجيا أن التجارب على الفئران أثبتت أن تحديد نوعية الغذاء يمكن أن يحدد إلى حد بعيد جنس الجنين.  

 

وحسب معطيات روزنفيلد، فإن إناث الفئران المخبرية التي تمت تغذيتها على الطعام الغني بالدهون والقليل من الكربوهيدرات ولدت من الذكور ضعف ما ولدته من الإناث. والعكس صحيح حيث تبين من التجارب أن إناث الفئران التي تغذت على الطعام القليل الدهن ولدت من الإناث اكثر بكثير مما ولدت من الذكور.  

 

ويعتقد العلماء، أن تقنين نوعية الطعام وبرمجة التغذية يمكن أن يؤثر في التركيب الهرموني لإناث الفئران. ومن الممكن أيضا تفسير تأثير الطعام على جنس الوليد من خلال تغيير قابلية البيضة على استقبال المني الحامل لكروموسوم "اكس" أو "واي".  

 

هذا ومن جانب آخر، أثار طبيب متخصص في علم الوراثة جدلاً كبيراً في المجر بعدما عرض تحديد جنس المولود خلال عملية التلقيح الصناعي في الأنابيب وذلك بهدف وقف التراجع في معدل الولادات في هذا البلد.  

 

وقال الدكتور اندريه تشيزيل المدير السابق لمكتب منظمة الصحة العالمية في المجر والرئيس السابق لقسم الوراثة في المعهد القومي للصحة أن "تحديد جنس الطفل قبل مولده يمكن أن يزيد معدل الولادات بنسبة 20%".  

 

وقال سابقا "لدي بالفعل أكثر من ألف ومئتين طلب لكنني لا أستطيع تلبيتها لأن القانون المجري لا يسمح باختيار جنس المولود مسبقا". وقد تمكن الدكتور تشيزيل من ابتكار تقنية لانتقاء الحيوانات المنوية وفقا لصبغيتها (كروموزوم) يمكن تطبيقها خلال عملية تلقيح البويضة في الأنابيب.  

 

وتدين وزارة الصحة بشدة هذه العملية وقال ميهالي كوكيني وزير الدولة للصحة "إننا لا نقر هذا الأمر أبدا واعتقد أنني هنا أتحدث باسم الشعب كله" مضيفا أن "التشريعات المجرية والأوروبية تحظر بشدة هذا النوع من الممارسات".  

 

بالإضافة لما ذكر سابقا فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن لتغذية المرأة تأثيرا كبيرا في عملية اختيار جنس المولود، وذلك من خلال تأثير الغذاء على المستقبلات التي ترتبط بها الحيوانات المنوية في جدار البويضة، والتي عن طريقها تخترق الجدار ويحدث التلقيح. ‏  

 

وأوضح العلماء أن زيادة نسبة الصوديوم والبوتاسيوم في الغذاء وانخفاض نسبة الكالسيوم والمغنيسيوم يسبب تغييرات على جدار البويضة لجذب الحيوان المنوي الذكري (Y) واستبعاد الحيوان المنوي الأنثوي (X) فتكون نتيجة التلقيح ذكرا. والعكس صحيح. ‏  

 

وجاءت هذه الدراسة لتعزز دراسة بريطانية سابقة أكدت أن نوع الأطعمة التي تتناولها الأمهات تساهم في تحديد جنس المولود، إذ خلصت باحثتان في جامعة نوتينغهام في بريطانيا إلى أن امتناع النساء عن تناول اللحوم والأسماك يؤدي إلى إنجابهن إناثا.  

 

وقالت الباحثتان إن النباتيات اللواتي يمتنعن عن اللحوم والأسماك تزداد فرص إنجابهن إناثا. وأشارتا إلى أن دراستهما بنيت على مراقبة حوالي ستة آلاف حامل في مستشفى نوتنغهام خلال عام 1998، وكان عشرون في المائة من الحوامل نباتيات.  

 

وانسجمت نسبة الإنجاب لدى غير النباتيات مع المعدل العام للمواليد في بريطانيا وهو 106 أولاد في مقابل كل مائة بنت. لكن في أوساط النباتيات انخفضت النسبة إلى 85 ولدا في مقابل كل مائة بنت. ولم تجد الباحثتان سببا مباشرا لهذه الظاهرة سوى ما ورد في دراسة أخرى خلصت إلى أن الأطعمة الغنية بالمغنيزيوم والبوتاسيوم والكالسيوم تساعد الأمهات على إنجاب ذكور، علما أن لا دليل طبيا على انخفاض معدلات هذه المواد في الأطعمة النباتية.  

 

وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن الأمهات اللواتي لا يدخن قبل الحمل وبعده، أكثر ميلا إلى إنجاب الذكور علما أن معظم النباتيات أكثر قدرة على إنجاب أطفال أصحاء. إضافة إلى كونهن أكثر قدرة على إرضاع أطفالهن.  

 

هذا وأفادت وسائل الإعلام البلجيكية مؤخرا أن طبيبا بلجيكيا متخصصا في الخصب سيعرض على الأزواج أن يختاروا، مع بعض الشروط، جنس طفلهم المقبل في مقابل نحو 6000 أورو. ونقلت وكالة "بيلغا" عن الطبيب فران كومهير الذي يعمل في المستشفى الجامعي في غاند أنه تولى رعاية خمس نساء من دول أوروبية مختلفة ليتمكنّ من اختيار جنس مواليدهن.  

 

ففي بريطانيا مثلا تحظر الهيئة المسؤولة عن تنظيم عمليات الإخصاب والأجنة من تحديد جنس الجنين مسبقا إلا إذا كان السبب الحظر هو تجنب مخاطر وراثية يحملها أحد الجنسين مثل مرض نزف الدم الوراثي أو ضمور العضلات التي يحملها الذكور.  

 

ولا يمنع ذلك من وجود عدد من العيادات الخاصة في بريطانيا التي تقوم بهذه العمليات ولكن لا يزال معظمها يستخدم تقنيات بطيئة نسبة نجاحها غير مضمونة.  

 

وقال الدكتور ستيرن إن الآراء المعارضة لعمليات تحديد جنس المولود تقول إنها تمييز ضد ولادة إناث، ولكن معظم الطلبات التي تلقاها المعهد حتى الآن كانت طلبا لإناث، وسجلت التقنية المستعملة في المعهد نجاحا أكبر في تحديد الإناث بنسبة تقدر باثنين وتسعين بالمائة في تحديد الحيوانات المنوية التي تحمل كرموزوم الإناث، بينما تقدر نسبة تحديد الحيوانات المنوية التي تحمل كرموزوم الذكور باثنين وسبعين بالمائة.  

 

وكان حوالي ثمانين بالمائة من طلبات الأزواج الذين شاركوا في التجارب التي قام بها معهد فيرفاكس سببها تحقيق توازن في عائلاتهم، وعشرين بالمائة سببها تجنب انتقال أمراض وراثية عبر أحد الجنسين.  

 

ولكن عدد من الجماعات الدينية والجماعات المدافعة عن الاختيار الطبيعي في عملية الإخصاب في الولايات المتحدة يعارضون هذه العمليات ويعتبرون أي تدخل في عملية الإخصاب أمرا غير صحيحا._(البوابة)