وتقول العودات: "علي الوحيد من أبنائي يكره المدرسة، فجميعهم يحبونها وينتظرون قدومها بفارغ الصبر عقب العطلة الصيفية".
وتضيف :"أحياناً أضع اللوم على نفسي بسبب دلالي الزائد له فهو أخر العنقود ، وقد تعلق بي كثيراً ، وأحياناً أخرى لا أدري من ألوم وماذا أفعل ؟، ومهما فعلت كي يحب المدرسة تبوء محاولاتي بالفشل فمنذ أن دخل المدرسة وهو يكرهها والسبب برأيه أنها تبعده عني لذلك أنا حائرة ماذا أفعل كي أجعله يعتمد على نفسه ويحب المدرسة ؟".
5 طرق لتشجيع الأطفال على القراءة
أساليب تعامل المعلمة مع طلابها داخل القاعة الصفية تؤثر على حبهم للمدرسة أو كرهها ، وتقول ربة المنزل أم حسن: "للأسف إبنتي شذى ذات العشرة أعوام تكره المدرسة منذ الصف الثالث بسبب الأسلوب المنفر الذي تتعامل به معلمة اللغة العربية داخل القاعة الصفية ، فهي دائمة الصراخ عدا عن إحباطها للطلبة والتقليل من شأنهم عند ذكرهم لإجابة خاطئة مثلاً".
وتضيف أم حسن: "هذا الأسلوب جعل شذى لا تحب المدرسة وتكره مادة اللغة العربية والمعلمة ، لذلك أحاول جاهدة أن أضعها في مدرسة أخرى كي أراها سعيدة تحب المدرسة".
وتبين التربوية المتخصصة في مجال الإرشاد والصحة النفسية نجوى حرزالله أسباب كره الطلبة للمدرسة فتقول: "إن الدلال والحماية الزائدة من قبل الأهل تجعل الطفل يكره المدرسة ويقلق من الانفصال عن أهله فهم مصدر الأمان بالنسبة له ، عدا عن كره الطفل لأجواء المدرسة وخاصةً إذا كان أسلوب المعلمة منفراً في التعامل مع الطلبة".
وترى أن: "توقعات الأهل وطموحهم العالي من أبنائهم وهم غير قادرين على الإنجاز ، وعدم إعطاء الأهل أهمية للتعليم هذه جميعها أسباب تؤدي إلى ذلك".
ولكن كيف يمكن أن تجعل القراءة ممتعة لأطفالك من جديد؟
وتدعو حرز الله الأهل إلى: "تحميل المسؤولية للطفل منذ البداية وقبل دخوله المدرسة حتى يعتاد على ذلك ، عدا عن ضرورة إنسحاب الأهل من حياة طفلهم لفترات قصيرة حتى يعتمد على نفسه ، وعليهم أيضاً دمج الطفل قبل المدرسة باللعب إما بالحضانة أو مع أطفال الحي".
وتشير إلى أن: "إختيار مدرسة تناسب عمر الطفل أمر ضروري فهناك مدراس مختلطة للكبار والصغار".
وتضيف أيضاً أن: "إعطاء الأهل أهمية للتعليم تجعل الطفل يثق بأن هذا الإهتمام ينبع من حبهم للمدرسة ، عدا عن متابعة الطفل دراسياً فإن كان يعاني من مشاكل دراسية فيجب أن تبدأ المدرسة والعائلة بحلها ، وفي المقابل لا بد من تعزيز نقاط القوة لدى الطفل وإعطاء المكافآت للإنجاز الذي يقوم به ، وتعليم الطفل الثقة بالنفس ليتمكن من حل مشاكله في المستقبل ، بالإضافة إلى ضرورة الإبتعاد عن مقارنة الطفل بغيره وخاصة المقارنة بالدراسة ، بالإضافة لتوفير جو نفسي سوي وتلبية احتياجات الطفل النفسية من حب وتقبل غير مشروط ".
ووفقاً للمتخصصة في مجال الإرشاد النفسي بدرجة الماجستير مها الطاهات فإن: "مشكلة كره الطفل للمدرسة لها جذور قد تكون نفسية أو إجتماعيه فالعنف الأسري والمدرسي له دور كبير في كره الطفل للمدرسة ، عدا عن العلاقة بين الأم والأب التي تؤثر على الطفل عند مقارنة نفسه مع أقرانه بحرمانه من أحدهم ، بالإضافة إلى الروتين المدرسي الذي يقتل الألفة والمحبه بين الطالب والمدرسة ، وقلة الأنشطة والفعاليات في المدرسة ".
وترى أن:"نفور الطفل من بعض المواد الدراسية والصعوبات التي يواجهها في بعض المواد وتشدد المعلمون في الحصص تجعله يكره المدرسة، عدا عن عقاب الطفل بشكل متكرر من قبل المعلمات والأهل، وكثرة الواجبات المدرسية".
وتدعو الطاهات الأهل إلى ضرورة معرفة السبب الرئيسي لذلك وايجاد الحل، وتقول: "لابد من التحدث مع الطفل بكل هدوء ومعرفة أسباب عدم حبه للمدرسة، عدا عن تعزيز الطفل أثناء أداء الواجبات، وضرورة اهتمام الأهل والمعلمة بالطفل وإظهار روح الحماسة والنشاط في المدرسه وإبعاد الطاقه السلبية عنه ، و إعطائه الحرية الكاملة في التعبير عن مهاراته وقدراته ".
وتضيف: "يجب عدم إجبار الطفل على الدراسه في أوقات معينة وطويلة، وضرورة تحسين العلاقات بين الطفل والمعلمة والإداره وخلق جو أكاديمي أسري مريح".
الأطفال الذكور يواجهون مشاكل أكثر في القراءة
وترى أن :" جميع الأطفال يحتاجون إلى فتح باب الحوار والمناقشة لإبداء آرائهم ، ويحتاجون للإبتعاد عن أسلوب التهديد كتهديد المعلمة للطفل بأهله والعكس فهذا يخلق عداوة بين الطفل والدراسة ، وضرورة التواصل المستمر مع الإدارة والإطمئنان على الطفل وإظهار هذا الإهتمام ، وعلى الأهل أن يكونوا قدوة للطفل بالقراءة وإظهار حب المطالعة والنقاشات الهادفة".
وتبين الطاهات طرق جعل أطفال ما قبل المدرسة يحبونها فتقول:"لابد من تهيئة الطفل تهيئة كاملة بوضعه في نادي صيفي يهتم ببعض النشاطات كالرسم واللعب بالرمال، وضرورة التحدث مع الطفل عن أهمية الدراسة وتحقيق أحلامه عن طريق الدراسة مثلاً كي تصبح طيارا يجب أولاً أن تذهب الى المدرسة ، عدا عن أهمية التحدث مع الطفل عن إيجابيات المدرسة ونشاطاتها كالرحلات والألعاب وهذا ما يحبه الأطفال، وقراءة قصص يومية قبل النوم.
ويؤكد المختصون في علم نفس الإنسان عامة، والطفل خاصة، ان تجارب الطفولة بكل أنواعها، تضع حجر الأساس للتوجهات العاطفية والفكرية لدى الإنسان فيما بعد، فإن كانت التجارب (سعيدة) تكون داخل الطفل إحساساً بالود والايجابية نحو الظروف المحيطة به.