بينما يقضي العديد منا ساعات طويلة في العمل، لا يريد الكثيرون ترك عبادتهم في موقف السيارات بل يريدون أخذها معهم إلى مكان العمل حيث يمضون معظم أذا لم يكن كل وقتهم؟ فهل بالإمكان أن يتعايش العمل والعبادة معاً بسلام؟
يقول ديفيد ميلير، دكتوراه، ومدير المركز للإيمان والثقافة في مدرسة يايل، كونيكتيكت "يزداد الشعور بعدم الاقتناع بالقيام بالواجب الديني في عطل نهاية الأسبوع، ويحاول عدد متزايد من الموظفين ممارسة معتقداتهم الدينية طوال الأسبوع أيضاً. بالنسبة للعديد من الموظفين أصبح المكتب هو مجتمعهم الوحيد، وعائلتهم، وهم يريدون أن يصبح إيمانهم جزءاً منه أيضا." ويضيف ميلير"لا يريد الناس أن يتركوا دينهم في موقف السيارات عند التوجه إلى العمل."
"لقد أصبح الموظف يكدح أكثر من السابق، ويمضي معظم وقته في الوظيفة" تقول جوديث أي . نيل، دكتوراه أستاذة في الأعمال في جامعة نيو هافين، كونيكتيكت، مؤسسة جمعية الإيمان في مكان العمل، وتضيف "ذلك يعني بأن مكان العمل، سواء كان قاعة الدرس، أو المصنع، أو المكتب محور الحياة. حتى أصبحنا نشتاق للوجود ضمن مجتمع، فإذا كنا نقضي كل وقتنا في وظائفنا، فمتى سنجد الوقت لارتباطات الروحانية؟."
ورداً على ذلك فقد سمحت العديد من الشركات الكبرى لموظفيها بممارسة معتقداتهم الدينية أثناء العمل، وليس للمسيحيين فقط، بل لليهود، والمسلمين، والبوذيين ، وغيرهم. واليوم آلاف الشركات الرائدة مثل إنتيل وفورد، تسمح للموظفين بأداء طقوسهم الدينية في غرفة مخصصة للصلاة والعبادة في موقع العمل. وقد زاد عدد هذه الشركات التي تشجع على إنشاء غرف العبادة من حوالي 25 إلى 1,350 في العقد الأخير.
التمييز أَو المضايقة الدينية؟
ولكن على الرغم من سياسة حرية الأديان إلا أن بعض المدراء قد استغلوا هذه الخطوة للترويج الإجباري لمعتقدات خاصة بهم، مما جعل العديد من الأشخاص الذين ينتمون لديانات مختلفة بالشعور بالاضطهاد والتمييز الديني. ومع تزايد أعداد الديانات المختلفة بنسبة 77% في أمكان العمل، تزداد الحاجة لوضع قوانين تحكم غرف العبادة والشركات التي تشجعها بحيث تسمح للجميع بممارسة شعائرهم بحرية وشفافية.
ولحين ذلك الوقت، لا ضير من أن تأخذ إيمانك معك على مكان العمل بشرط أن تحافظ على حرية الآخرين في اخذ معتقداتهم معهم.