بحث جديد يربط بين حجم الدماغ والحياة المديدة. قام باحثون من مركز للبحث البيئي وتطبيقات علم الغابات في برشلونة بدراسة حوالي 500 نوع من الثدييات في محاولة لفهم الصلة بين حجم الدماغ، وحجم الجسم ومدة الحياة.
واظهرت النتائج أن الثدييات ذات الأدمغة الكبيرة مقارنة مع جسمها كانت الاطول عمرا، بالرغم من أن تطور دماغهم استغرق وقتا أطولا.
وأهتم الفريق بشكل خاص بفرضية الحاجز الإدراكي، التي تقترح بأن الأدمغة الأكبر تساعد بعض الثدييات على التكيّف مع التغير في البيئة المحيطة وجعل عملية التعلم اسهل بالنسبة لهم، والتي تباعاً تسمح لهم بالبقاء لفترة اطول على قيد الحياة والنجاة في هذه الظروف البيئية.
هذا وصرح الدّكتور جيفري توماس، Cerebrovascular Neurosurgical ومدير مركز كاليفورنيا باسفيك الطبي، بأن هذه النظرية يمكن أن تكون ذات تأثير مشابه لدى البشر إذا ما قسنا عليها حجم الدماغ البشري.
نشرت الدراسة كاملة في مجلّة علم الأحياء المتطورة، هذا وذكرت التقارير بانه بالرغم من أن الثدييات الأكبر تعيش حياة أطول إلا أن بعض البحوث وجدت بأن حجم الدماغ يؤثر على فترة الحياة بغض النظر عن حجم الحيوان الثدي. على سبيل المثال، لاحظوا بأن الضباع بالرغم من صغر حجمها مقارنة مع الزرافات، إلا أنها تملك حجم دماغ أكبر مقارنة مع حجم جسمها وتعيش حياة أطول أيضا.
تستعمل الأدمغة الكبيرة طاقة أكثر بكثير من الأدمغة الأصغر لانها تستغرق وقتا اطول للوصول للتطوير الوظيفي والجنسي بشكل كامل، لكن الباحثين وجدوا بأن الطبيعة فضلت اصحاب الادمغة الاكبر من الثديات لأن حياتهم الاطول تعني فرصا اكبر للانجاب والتكاثر.
هذا وقد تم أُخذ عوامل اخرى، كان يمكن أن تساهم في فترات الحياة الطويلة، في الحسبان مثل الأيض والحمية والبيئة، ، لكن مؤلفي الدراسةَ لم يذكروا أي تغيير في النتائج. ولكن المتغيّر الوحيد الذي عدل على البيانات كان طبيعة حياة الحيوان سواء كان في الاسر أو عاش طليقا في البرية، حيث تبين أن الحيوانات التي تعيش في الاسر تعيش أطول.
أما بالنسبة إلى دماغ الإنسان، فيقول توماس بأنه وبشكل عام، فأن دماغ الذكر أكبر من دماغ النساء، بإستثناء بعض المناطق في الدماغ مثل hypothalamus والغدّة النخامية. وبأَن الإختلافات في الحجم لا تخبرنا الكثير عن حياتنا المستقبلية.
هذا ولا يوجد دليل علمي بعد يؤكد على أن حجم الدماغ لدى البشر يؤثر كثيرا على الحياة، الذكاء أو أي شيء أخر. بالرغم من أن بعض العلماء يرغبون في الوصول الى دليل ما ولكنه لا زال أمرا غير واضح.