على كل من يرى أن زيادة الوزن شيء له علاقة بسوء المنظر فحسب أن يعيد النظر، فالسمنة ليست مجرد الشكل القبيح.. إنها قاتلة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن زيادة الوزن والسمنة مسؤولتان عن ثلاثة ملايين حالة وفاة سنوياً في مختلف أنحاء العالم. وتحذر المنظمة حسب صحيفة البيان، من أنه ما لم يكن هناك تحرك سريع فإن ثمة مخاطر من ارتفاع الرقم إلى خمسة ملايين بحلول عام 2020 وهو رقم يعادل حجم سكان الدنمارك يختفي من على وجه الأرض كل 12 شهراً.
والواقع أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة والمتخصصة في شؤون الصحة تدرج زيادة الوزن والسمنة كواحد من بين العشرة مخاطر صحية الأكبر في العالم التي يمكن الوقاية منها وذلك إلى جانب التدخين والجنس غير الآمن وضغط الدم المرتفع.
ويعاني أكثر من مليار من البشر على مستوى العالم من زيادة الوزن، من بين هؤلاء هناك مالا يقل عن 300 مليون يعانون من سمنة مرضية.
وتقول منظمة الصحة العالمية ان السمنة صارت مشكلة «شبه وبائية» لا تعرفها الدول الغنية فحسب، بل تعرفها الدول النامية أيضاً.
وفيما يصنف أكثر من ثلث الأميركيين ونحن خمس الأوروبيين في فئة البدناء فإن نسبة من يعانون من زيادة الوزن بلغت 9 في المئة في البرازيل بل ترتفع هذه النسبة إلى 35 في المئة في الكويت. وترتبط الوجبات الغذائية غير المتوازنة إلى جانب قلة ممارسة الرياضة البدنية بعدد كبير من الأمراض المزمنة منها السكر وأمراض القلب والضغط المرتفع وبعض أنواع السرطان. بيد أن فشل الإنسان في العيش بأسلوب صحي لا يكلفه غالياً من الناحية الصحية فقط، ولكن أيضاً من الناحية الاقتصادية.
وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن السمنة تبتلع ما يتراوح بين 2 إلى 6 في المئة من إجمالي كلفة الرعاية الصحة في الدول المتقدمة.
كما أن للسمنة آثاراً خطيرة على القدرة الإنتاجية. وأثبتت دراسات متعددة وجود علاقة قوية بين السمنة وتراجع الأداء البدني وخفض الإنتاجية بشكل عام. ولا تقتصر آثار السمنة على الإنتاج بزيادة معدلات الوفاة فحسب، بل أيضاً من خلال زيادة الأمراض وذلك بحسب منظمة الأغذية والزراعة (فاو).
وجاء في تقرير للفاو كتبه دانيل جي هوفمان الباحث بمركز نيويورك لأبحاث السمنة بجامعة كولومبيا «إن زيادة الأمراض تخرج الأفراد من قوة العمل لكنهم يظلون قادرين في المجتمع على المطالبة باحتياجاتهم من الطعام والرعاية الصحية». ويمضي التقرير إلى القول «إن دراسة تتبعية أجريت على مدى 6 سنوات في الولايات المتحدة أثبتت أن الشخص البدين يقل إنتاجه بنسبة 50 في المئة عن الشخص السليم، كما انه يزور الطبيب أكثر منه بنسبة 88 في المئة».
كما يبدو أن تناول الطعام بين البدناء أمر غير مقبول من الناحية الأخلاقية في عالم يعاني فيه أكثر من 850 مليون نسمة من جوع مزمن.
وفي حين يقر الخبراء بأن العوامل الجينية تلعب دوراً مهماً في تحديد مدى قابلية الشخص للسمنة فإنهم يؤكدون أن توازن طاقة شخص ما تتوقف على كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها والنشاط البدني
مجمل القول ان السمنة وزيادة الوزن هما في الغالب نتاج نمط سيء للحياة. وتناشد منظمة الصحة العالمية الناس تناول الفاكهة والخضروات بشكل أكبر وبذل مجهود بدني معتدل لمدة 30 دقيقة على الأقل يومياً والتقليل مما يتناولون من كمية المواد الدهنية والأطعمة السكرية والتحول من الدهون الحيوانية المشبعة إلى الدهون التي تعتمد على الزيوت النباتية غير المشبعة. وبحسب القول المأثور فإن تفاحة ونزهة قصيرة كل يوم تقي الإنسان من الذهاب إلى الطبيب.