وجهت السلطات النمساوية للواء السوري السابق خالد الحلبي تهما تتعلق بالتعذيب وجرائم حرب ارتكبت في سوريا إبان الثورة السورية للإطاحة بحكم الأسد.
ويأتي القبض على "جلاد الرقة" بعد 12 عاما من المطاردة، حيث اعتقل الحلبي أخيرا، بتهم تتعلق بالتعذيب وجرائم حرب ارتكبت في مدينة الرقة السورية بين عامي 2011 و2013.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تقريراً قالت فيه إن الحلبي كان "عميلا مزدوجا" للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) في سوريا، وظل متخفيا في أوروبا لسنوات طويلة بحماية عناصر من الاستخبارات الإسرائيلية والنمساوية، وقد اعتقل أخيرا هذا الشهر.
ولم يكن الحلبي الملقب بـ"جلاد الرقة"، وحده في دائرة الاتهام، إذ وُجّهت تهم مماثلة للعقيد مصعب أبو ركبة (53 عاما)، الذي شغل موقعا حساسا في فرع الأمن الجنائي بالرقة.
ونفى المتهمان عبر محاميهما أي علاقة لهما بالتعذيب أو إساءة معاملة المحتجزين.
من جهة أخرى، أكد الادعاء أن التحقيقات أثبتت مسؤوليتهما عن الانتهاكات التي وقعت أثناء قمع الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
من هو الحلبي "جلاد الرقة"؟
الحلبي من الطائفة الدرزية من مدينة السويداء، وقبل فراره من سوريا عام 2013، عمل ضابطا في المخابرات السورية.
تولى الحلبي في 2008 منصب رئيس فرع أمن الدولة رقم 335 في الرقة.
وبعد أن بدأت المظاهرات بالانتشار في أرجاء البلاد في مارس/آذار 2011، شنت أجهزة الأمن السورية بما في ذلك الفرع 335 حملات اعتقال واستجواب وتعذيب واسعة.
وعندما بدأ الوضع العسكري في الشمال يتغير مع تقدم فصائل المعارضة عام 2013، سارع الحلبي إلى الهروب، حيث وصل إلى باريس واعتُبر آنذاك منشقا يمكنه المساعدة في توثيق جرائم النظام.
الهروب نحو القبض
في العام 2015 اختفى الحلبي فجأة من باريس، لتكشف التحقيقات لاحقا أنه هُرّب عبر أوروبا بسيارات "الموساد الإسرائيلية" ونظراؤهم من المخابرات النمساوية، حتى وصل إلى فيينا، حيث حصل على اللجوء.
في يناير/كانون الثاني 2016، يتابع التقرير، قدم محققو "لجنة العدالة والمساءلة الدولية" ملف الحلبي إلى وزارة العدل النمساوية.
وكشفت الصحيفة أن ضحايا العميد السوري السابق، قرروا التعاون مع منظمات دولية لتجميع الأدلة وتقديم شهاداتهم.
وخلصت الصحيفة إلى أن قضية الحلبي لا تمثل نهاية الطريق، ولكنها تذكير مؤلم بأن العدالة، حين تتقاطع مع المصالح السياسية والاستخباراتية، تصبح معركة طويلة، لكنها تستحق أن تُخاض حتى النهاية.
المصدر: وكالات

