هل سكر الحمل يؤثر على الجنين بعد الولادة؟

سكري الحمل يعد من أكثر المشاكل شيوعًا التي تعاني منها العديد من الأمهات الحوامل، وهو عبارة عن زيادة مستويات الجلوكوز في الدم أثناء فترة الحمل ولا سيما في الثلث الأخير من الحمل، ولا يقتصر التأثير السلبي لسكر الحمل على الأم فقط بل يؤثر على الجنين أيضًا، فهل سكر الحمل يؤثر على الجنين بعد الولادة؟ نعم فقد يعرضه للتشوهات أو زيادة نسبة الماء حول الجنين أو زيادة في حجم الجنين كما يؤثر على صحة الأم فربما يعرضها لولادة مبكرة في الشهر السادس أو السابع، فما هي أعراض سكر الحمل؟ وما أسبابه وطرق العلاج والوقاية منه؟

هل سكر الحمل يؤثر على الجنين بعد الولادة؟

أثناء فترة الحمل تفرز المشيمة هرمون (Human Placental Lactogen) منذ بداية الأسبوع الخامس ويزداد باستمرار حتى نهاية الحمل، يعمل هذا الهرمون على تفكيك الدهون والحموض الدهنية من أجل تأمين الجلوكوز الضروري لتغذية جنين الأم، لكن هذا الهرمون يعمل في بعض الأوقات على ارتفاع سكر الدم في جسم الأم الحامل، وإن نسبة الأمهات التي تصاب بسكر الحمل تتراوح بين 4-10%، ولأن في معظم الحالات لا تظهر أعراض هذا المرض يجب على النساء عمل اختبار السكر بشكل دوري لإبعاد المرض أو إثباته والتعامل معه، فهل يؤثر سكر الحمل على الجنين بعد الولادة؟

إن إصابة الأم الحامل بسكر الحمل تعرض الجنين للإجهاض أو الولادة بوزن كبير نسبيًا وقد تعرضه لأمراض القلب والمخ، وزيادة كمية الماء حول الجنين.

أعراض سكر الحمل التي تظهر على الأم الحامل

في أغلب الأوقات لا تشعر المرأة الحامل بأعراض ظاهرة لسكر الحمل أو قد تتشابه مع الأعراض الاعتيادية التي تحدث في مرحلة الحمل، ورغم ذلك تشمل الأعراض:

1. وهن وتعب عام.
2. التبول بكثرة مع وجود سكر بالبول.
3. زيادة في كمية ماء السلى الذي يحيط بجنين الأم مما يؤدي إلى إحساس الأم الحامل بالثقل والتعب.
4. العطش والجوع الشديدين وبشكل متكرر وتغبيش الرؤية وعدم وضوحها.
5. تكرر الالتهابات في المثانة، والمهبل، والجلد أيضًا.

وبعد كل هذه الأعراض سنجيب عن هل سكر الحمل يؤثر على الجنين بعد الولادة، بأنه احتمال وارد جدا أن يتأثر الجنين بعد ولادته بتلك الأعراض المصاحبة لارتفاع السكر.

أسباب سكر الحمل

رغم الاختبارات التي يقوم بها العلماء للتوصل إلى الأسباب خلف حدوث سكر الحمل عند بعض الأمهات إلا أنهم لم يتوصلوا إلى الأجوبة الكافية والمحددة لارتفاعه، ففي أثناء إصابة المرأة الحامل بداء سكر الحمل تنخفض نسبة هرمون الأنسولين في الدم، وذلك بسبب إفراز المشيمة الموجودة في رحم الأم لبعض أنواع الهرمونات التي تعيق وظيفة هرمون الأنسولين في تنظيم معدلات سكر الدم وإبقاء الجسم صحي وآمن.

وعندما لا يكون جسم الأم الحامل قادر على إفراز هرمون الأنسولين بشكل كافي يرتفع السكر في الدم ويسبب مشاكل عديدة تعاني منها المرأة الحامل، فهل سكر الحمل يؤثر على الجنين بعد الولادة؟ سنذكر بعض الأسباب التي تساهم في الإصابة بالسكري الحملي ونذكر منها:

1. السمنة: حيث يؤدي الوزن الزائد للمرأة قبل فترة الحمل إلى زيادة خطر الإصابة بسكر الحمل، كما يعرضها للجلطات وصعوبة التنفس وزيادة نسبة الإجهاضات المبكرة وولادة طفل بوزن زائد ومع أمراض في القلب والدماغ.

2. خلل هرموني: يعد الخلل الهرموني من الأسباب الرئيسية التي تسبب سكر الحمل، وذلك لزيادة الجلوكوز في الأوعية الدموية الناتج عن تفكيك الأنسجة والحموض الدهنية بواسطة الهرمونات التي تفرزها المشيمة أثناء الحمل لتوفير غذاء الجنين، والتي تجعل من الصعب على الجسم تأمين الكمية الكافية من الأنسولين للحفاظ على معدلات السكر في الدم.

3. قلة النشاط البدني: في فترة الحمل يجب على المرأة ممارسة التمارين الرياضية، لأن الأم الحامل التي تعاني من قلة النشاط البدني هذا يسبب السمنة وزيادة الوزن لديها والذي ينقص من حساسية الجسم للأنسولين ويصعب عليه استهلاك الجلوكوز بشكل صحيح وبالتالي جعلها أكثر عرضة للإصابة بسكر الحمل ومشاكل صحية أخرى.

4. تكيس المبايض: يرتبط تكيس المبايض بنمو وتطور حويصلات صغيرة في المبيض ناتج عن اختلال هرموني لدى النساء، وهذا التكيس يجعل فرصة حدوث سكر الحمل أكبر لدى المرأة ولاسيما في مرحلة الحمل، لأنه مرتبط بارتفاع الهرمونات الذكرية في الجسم على سبيل المثال هرمون التستوستيرون الذي له تأثير على عملية إنتاج الأنسولين واستهلاكه في الجسم.

5. الحمل المتأخر: عندما يسبق للمرأة إصابتها بالسكري الحملي في حمل سابق هذا يزيد فرصة الإصابة به مجددًا، كما يزيد هذا الخطر بشكل رئيسي الحمل المتأخر (أي الحمل بعد سن الثلاثين) وله تأثير واضح على حدوث سكر الحمل، فهل سكر الحمل يؤثر على الجنين بعد الولادة؟ نعم حيث يسبب زيادة حجم الجنين وزيادة خطر الوفاة أثناء الولادة وأمراض الشرايين والدماغ والتهابات الرحم وأضرار بالجهاز العصبي للجنين.

علاج داء سكر الحمل

في حال الإصابة بسكر الحمل ومعرفة هل سكر الحمل يؤثر على الجنين بعد الولادة، يجب الانتباه واتباع تعليمات الطبيب المختص واستشارته في حال حصول أي تغيير على الجسم، كما يجب مراقبة معدلات السكر في الدم بشكل مستمر ومتكرر، وتتمثل طرق العلاج في:

1. النظام الغذائي الصحي

عند الإصابة بسكر الحمل يجب اتباع نظام غذائي للحفاظ على معدل سكر الدم الطبيعي، ويتجلى ذلك بالابتعاد عن بعض المواد الغذائية مثل (السكريات، والمشروبات الغازية، والحلويات المصنوعة من السكر المكرر، والطعام الدهني أو المقلي أو المصنوع من الدقيق الأبيض والمعكرونة، والوجبات السريعة والأطعمة المعلبة والتجارية، والتي تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات المعقدة) والاعتماد على الطعام الصحي والمتوازن الذي يحتوي على الألياف والبروتينات والدهون الصحية مثل ( الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والأسماك، والمكسرات، واللحوم الخالية من الدهون).

2. التمارين الرياضية

من المهم ممارسة التمارين الرياضية غير المجهدة عند الإصابة بسكر الحمل، فهي تقوي حساسية الجسم للأنسولين وتحفز العضلات على استعمال السكر كوقود للجسم بدلًا من الدهون، وبالتالي الحفاظ على المعدل الطبيعي لسكر الدم ثابت، كمثال المشي إلى السوبر ماركت بدلًا من قيادة السيارة إليها وركوب الدراجة الهوائية وممارسة تمارين اليوغا بشكل يومي وغيرها من التمارين.

3. جرعات الأنسولين

يجب مراقبة معدل سكر الدم بشكل متكرر وبانتظام، كما ينصح الأطباء المختصين بأخذ جرعات الأنسولين لخفض ارتفاع سكر الحمل في حال فشل النظام الصحي والتمارين الرياضية المعتمدين في ذلك أو إلى جانبهم.

وبعد البحث في الكثير من تجارب مريضات السكر مع الحمل استنتجنا أن سكر الحمل من المشاكل التي تواجه مرضى السكري في مرحلة الحمل، ومن المهم جدًا الفحص الدوري للسكر لديهم لتجنب ارتفاعه أو انخفاضه، وممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وأخذ جرعات الأنسولين عند الحاجة إليها وتناول الأدوية بإشراف طبيب مختص، ويجب على مرضى السكري البقاء تحت رعاية طبية وإشراف الطبيب واتباع تعليماته وإعلامه بجميع التغييرات التي تحدث لحماية الجنين والحفاظ على سلامته.

لقد كان هذا كل شيء يخص سؤالنا لليوم، هل سكر الحمل يؤثر على الجنين بعد الولادة؟ فباختصار يمكننا القول أن سكر الحمل هو حالة صحية شائعة تحدث خلال فترة الحمل، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة للأم والجنين إذا لم يتم التحكم فيه بشكل صحيح، ولكن مع التشخيص المبكر والالتزام بتوصيات الطبيب المعالج واتباع النصائح الصحية يمكن أن تتحسن جودة الحياة للأمهات والأطفال مما يضمن سلامة الجنين ونموه السليم.