قد يختلط الأمر على البعض في معرفة الفرق بين داء السكري ومرض سكر الحمل، وقد رأينا توضيح هذا الفرق بشكل طبي من خلال تجارب مريضات السكر مع الحمل، فالأول عبارة عن داء كانت مصابة به السيدة الحامل قبل حملها بسبب عوامل وراثية أو بسبب بدانتها المفرطة وعدم التزامها لنظام غذائي صحي، بينما سكر الحمل عبارة عن خلل هرمونات أصاب السيدة أثناء شهور حملها، مما نتج عنه زيادة نسبة السكر في الدم، ومع المتابعة الطبية الجيدة تتخلص الأم من هذا العارض المرضي بعد الولادة، لكنها إن لم تهتم بصحتها وبنظامها الغذائي تصبح عرضة فيما بعد لخطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
تجارب مريضات السكر مع الحمل
في مقال طبي يخص الموضوع أكد الطبيب أنه كان يقوم بمعالجة سيدة مصابة بالفعل بداء السكري، وكانت حامل في الشهر الثاني، وأشار الطبيب أن مريضته كانت تشعر بالخوف على جنينها من مرضها، حتى أنها ظلت تسأله العديد من الأسئلة التي تخص وضعها حتى تطمئن، وكانت معظم أسئلتها تخص سلامة جنينها وصحته، ومن بين أسئلتها ما يلي:
في أي شهر يؤثر ارتفاع السكر على الجنين؟
من الناحية الطبية ولسلامة الأم يتوجب عليها إن كانت تعاني من داء السكري قبل الحمل أن تقوم بالفحوصات اللازمة، للتأكد أنها مهيأة بالفعل لحمل جنين صحيح البدن، وقد أكدت الأبحاث الطبية أن زيادة نسبة السكر خلال شهور الحمل الأولى تعرض الجنين للتشوهات، وبصفة عامة إن لم تحافظ المرأة على صحتها ومعدل السكر لديها أثناء أي شهر من الحمل يصبح الجنين مهددًا أما بالإجهاض أو بالتشوهات الخلقية.
لذلك يفضل أن تقوم السيدة بعمل تحليل هيموجلوبين الغليكوزيلاتي قبل التوقف عن وسيلة منع الحمل أولًا بنحو شهر ونصف على الأقل، كي يطّلع الطبيب على معدل السكر والتأكد أنه مستقر نسبيًا وليس مرتفعًا بمبالغة.
هل ممكن مريض السكري يورث لأولاده المرض؟
للأسف عندما سألت السيدة طبيبها عن مقدار احتمالية أن يصاب جنينها بداء السكري فيما بعد أم لا، أكد له الطبيب أن هذا من المحتمل حدوثه بالفعل، وأكد لها من جانبه وفق تجارب مريضات السكر والحمل أن الجنين يصبح معرض للإصابة بهذا المرض بمعدل 25% إن كان أحد أبويه مصابًا به، وبنسبة 50% إن كان أبويه مصابين بداء السكري بالفعل.
من هنا يتوجب على الأم أو الأب المصاب القيام بالفحوصات الدورية خاصةً تحليل السكر للتأكد من حالته الصحية، وتلك الخطوة بالذات هامة للغاية قبل تفكيرهما في الإنجاب، لكن على الصعيد الآخر أكدت إحصائيات أخرى أنه ليس بالضرورة إصابة الطفل بداء السكري مثل أمه أو والده، لكنه يظل معرضًا للإصابة به في أي مرحلة من حياته.
هل ارتفاع السكر في الدم عند الحامل يسبب تشوه الجنين؟
أجمع الأطباء أن هذا أكثر سؤال تكرر في تجارب مريضات السكر مع الحمل، فالأم تخشى تعرض جنينها لتشوه يعرضه للموت وهو في أحشائها، أو يجعل حياته قصيرة وكلها معاناة بعد الولادة، من هنا اهتم الأطباء بعمل كثير من الأبحاث الطبية والإحصائيات التي أكدت أن الجنين الذي تعاني أمه من داء السكري معرض لتشوه في جهازه الهضمي أو العصبي أو في القلب بمعدل 8%.
كما أكد الأطباء أن هذا التشوه يحدث إن أهملت الأم صحتها خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، فيزداد مثلًا معدل السكر لديها بشكل متكرر أثناء تلك الفترة، أما إن حافظت الأم على نصائح طبيبها والتزمت حرفيًا بما يُطلب منها فإن جنينها سيكون سالمًا بإذن الله.
ما هي اعراض ارتفاع السكر عند الحامل؟
قد تتساءل المرأة عن العلامات التي تشير إلى أن معدل السكر مرتفع على غير العادة أثناء الحمل، وتتمثل تلك الأعراض الشائعة في التالي:
- رغبتها في شرب الكثير من الماء، ورغم ذلك يتكرر شعورها بالعطش.
- تكرار إصابتها بالتهابات المهبل.
- شعورها بالخمول الشديد، وعدم المقدرة على إنجاز مهام منزلها بنشاط.
- عدم وضوح الرؤية لديها أحيانًا، وتكرار هذا الأمر.
- رغبتها في التبول كثيرًا رغم مرور وقت قصير على دخولها المرحاض.
هل اللي عندها سكر حمل تولد طبيعي؟
أشارت معظم تجارب مريضات السكر مع الحمل أن الجنين في الغالب يزيد وزنه عن حجم المولود الطبيعي، وقيل أن حجمه في الشهر الأخير من الحمل يزيد عن 3 كجم، حتى أن بعضهم يصل وزنه إلى 4كجم كاملة، وهذا يعني صعوبة نزوله من رحم أمه بولادة طبيعية، مما يستدعي هنا تدخلًا جراحيًا لتلد الأم جنينها ولادة قيصرية، أما عن مخاطر ولادة الأم المصابة بالسكري طبيعيًا ما يلي:
- ليس من السهل مرور جنين بحجمه من المهبل، حيث تصبح الأم معرضة لمخاطر صحية كبيرة.
- يتعرض الجنين لما يعرف بـ تعسر ولادة الكتف، وهذا يعني بقائه عالقًا في رحم أمه وعدم نزوله إلا بتدخل جراحي.
- الولادة الطبيعية تكون متعسرة نظرًا لحجم المولود، مما يكبد الأم المزيد من الألم، ويعرض الجنين لخطر الموت.
- كما أن السيدة تصبح معرضة للولادة قبل موعدها نظرًا لحالتها الصحية وعدم انتظام السكر في دمها.
كيف أسيطر على معدل الجلوكوز في الدم قبل الحمل؟
من واقع تجارب مريضات السكر مع الحمل نصح الأطباء كل سيدة تفكر جديًا في الحمل أن تستشير طبيبها أولًا قبل كل شيء حتى يساعدها في وضع برنامج صحي ليكون حملها آمن، وهذا يتم قبل الحمل بطبيعة الحال، ثم يرشح لك طريقة تساعدك في التحكم بنسبة الجلوكوز في دمك من بينها:
- اتباع حمية غذائية محددة.
- القيام بمجموعة تمارين رياضية معينة.
- تغيير نوعية دواء السكر المستخدم.
- زيادة جرعة الأنسولين حسب ما يناسب حالتك ووفق تشخيص الطبيب.
- عدم الانسياق خلف شهوتها في تناول المزيد من الأطعمة بشراهة.
- تناول خضراوات مشهورة بوجود الألياف بها، حتى تساعد السيدة في الحد من شهيتها، واستمرار شعور الشبع لديها أكثر.
هل الحمل يتسبب في انخفاض نسبة السكر؟
توجهت السيدة بهذا السؤال لطبيبها والذي أكد لها أن هذا العارض طبيعي للغاية أثناء فترة الحمل، وأنه عندما تتعرض الأم الحامل لانخفاض في نسبة السكر فإن الطبيب يعالج ذلك من خلال جرعات قصيرة من الأنسولين، فإن حدث أن كانت شهية السيدة في أواخر الحمل على أوجها فإن السكر يرتفع أكثر من اللازم بالتبعية، مما يدفع الطبيب لزيادة جرعات الأنسولين ذات المفعول القصير.
موعد ولادة مريضة السكر
في الواقع أكدت الإحصائيات الطبية بالاستناد إلى تجارب مريضات السكر مع الحمل بشكل عام، أن الأم التي تنضم إلى تلك الفئة إن أهملت المتابعة الطبية، ولم تلتزم بنظام غذائي معين، ولم تتناول أدويتها الموصوفة لحالتها بشكل منتظم تصبح معرضة لخطر الولادة المبكرة، وربما أدى الأمر إلى فقدانها للجنين والعياذ بالله.
فإن رغبت في مزيد من الإيضاح فإن الأطباء أكدوا أن مريضة السكري الحامل تتعرض لمشكلة الولادة المبكرة إن كان معدل السكر لديها غير منتظم، ورغم احتمالية زيادة وزن وحجم الجنين داخل رحمها إلا أنها تظل معرضة لخطر وضع الجنين بولادة طبيعية قبل موعده، وهذا يعني أنها في خطر والجنين كذلك.
لكن إن كانت في شهور الحمل الأولى أو المتوسطة تكون السيدة الحامل معرضة للإجهاض كأمر حتمي إن لم تكن مهتمة بمتابعة حالتها مع طبيب مختص مُلمّ بحالتها الصحية.
طريقة تنزيل سكر الحمل
بالعودة مرة أخرى إلى تجارب مريضات السكر مع الحمل صرحت امرأة أمريكية حامل تعاني من داء السكري أن طبيبتها النسائية الخاصة نصحتها بعدة إرشادات أثناء فترة حملها، حتى تتحكم في معدل السكر، وكي لا تتعرض لأي مضاعفات هي والجنين، وكانت النصائح الطبية كالآتي:
- لابد أن تواظب الأم على زيارة الطبيب المختص حتى تتدارك أي مضاعفات قبل تفاقم وضعها الصحي.
- يفضل أن تلتزم الأم الحامل المريضة بداء السكري بممارسة الرياضة الخفيفة المناسبة لحملها ولحالتها الصحية.
- الاستعانة بطبيب تغذية جيد ليرشح لها نظام غذائي يناسب صحتها وحملها.
- الانتظام في تناول أدوية تنظيم السكر الغير ضارة بالحمل حتى يساعد في التحكم بمستوى السكر مع الرياضة والنظام الغذائي.
- مبادرة الأم فورًا لإخبار الطبيب النسائي بأي عارض صحي أثناء الحمل مهما كان بسيط.
من واقع ما ذكرنا عن تجارب مريضات السكر مع الحمل نتمنى أن يكون الله قد وفقنا في عرض كافة الأسئلة التي تحير كل امرأة ينطبق عليها تلك الحالة الصحية مع إجاباتها، متمنين لها شهور حمل هادئة تخلو من التعب وولادة سالمة بإذن الله، وسوف نكون أكثر من سعداء حينما تخبريننا عن تجربتك مع الحمل مع وجود داء السكري شفاكِ الله منه وعافاكِ.
