أجريت دراسة بواسطة مجموعة من الباحثين بمعهد كارولينسكا في السويد، بالإضافة إلى مجموعة أخرى في أستراليا، على 20.6 مليون طفل تمت ولادتهم بعمليات قيصرية، وأشارت النتائج إلى أن هناك ثمة علاقة بين الولادة القيصرية وتطور مرض التوحد عند الأطفال.
بحسب صحيفة "ميديكال ديللي" ليس هناك سبب واضح لزيادة خطر الإصابة بالتوحد، بغض النظر عما إذا كانت العملية نتيجة حالة طارئة أم بطريقة طبيعية، لكن هناك عوامل أخرى تسهم في خطر تعرض الطفل لهذا المرض، منها عمر الأم ووضعية الطفل داخل الرحم، فضلا عن الولادة المبكرة.
ويأتي ذلك علاوة على تأثير المضادات الحيوية بعد العملية، الأمر الذي يستنكره بعض العلماء، بحجة افتقار هذه الدراسات، إلى التحليل العلمي الثابت، وتتضمن الدراسة معدلات عالية من الاصابة مرض التوحد، دون تقديم دلائل قاطعة لا تدع مجالاً للشك.
ويؤكد جيفري كيلان، نائب مدير مؤسسة أبحاث النساء والرضع في جامعة أستراليا الغربية، أن الدراسة تحقق نتائج رائعة، بالرغم من عدم تقديم بيانات كافية؛ لشرح العلاقة بين التوحد والولادة القيصرية.
ووفقًا لرأي الخبراء، يلجأ الأطباء للولادة القيصرية عندما يزيد عمر الأم عن الحد المسموح به للولادة الطبيعية، أو بسبب زيادة وزن الأم، ما يجعلهم يرفضون النتائج التحليلية التي خلصت إليها الدراسة المشار إليها آنفا.
يقول أندرو شنان، أستاذ التوليد في الكلية الملكية في لندن: "لا داعي للقلق بشأن الولادة القيصرية، فهي الخيار الأمثل للحد من المخاطر الصحية على الأطفال، كما يلجأ إليها الأطباء عندما تحدث بعض المشاكل التي ستؤثر على صحة الطفل لا محالة".
وأضاف شينان: "تعد المشيمة الضعيفة من المشاكل التي تؤثر على وظائف المخ، وبالتالي يستحيل أن تؤدي الولادة القيصرية إلى مرض التوحد، ونستدل على ذلك بالعرض التحليلي، الذي يؤكد على أنه ليس هناك علاقة وثيقة بين الولادة القيصرية، والتوحد ونقص الانتباه واضطراب فرط الحركة عند الأطفال".
في هذا الشأن، يبين الدكتور بات أوبراين، استشاري التوليد والمتحدث الرسمي باسم الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد، أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى الاصابة بالتوحد، ويتوجب على الباحثين التحقق منها، فالدراسة لا توضح مدى العلاقة بين الولادة القيصرية ومرض التوحد والحالات العقلية الأخرى، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، كما ينبغي إجراء أبحاث مستقبلية لتحديد السبب الكامن وراء ذلك.
ويشدد أوبراين على أن الولادة القيصرية إجراء جراحي آمن تمامًا، يخلو من هذه المزاعم، لذلك لا بد أن تطمئن كل النساء المقبلات على مثل هذا الإجراء، الذي يعد بمثابة طوق النجاة للعديد من الحالات الخطرة، للاحتفاظ بحياة الأم والجنين في الوقت ذاته.
في نفس السياق، يوضح الدكتور جيمس فيندون، المحاضر في معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب بالكلية الملكية في لندن بقوله: "على الرغم من وجود بعض الدلائل التي تؤكد العلاقة بين الولادة القيصرية واضطرابات النمو العصبي، إلا أنه ليس هناك نتائج قاطعة، تشير إلى أن الولادة القيصرية تسبب نمو مرض التوحد.
نخلص مما سبق، إلى عدم وجود أدلة تجزم بوجود علاقة بين الولادة القيصرية، وإصابة الطفل بالتوحد أو حتى تزايد خطر الإصابة به، وعلى الوالدين الاطمئنان التام لهذا الإجراء الطبي الآمن.
المزيد من الحمل والأمومة:
5 أطعمة تسبب زيادة الوزن خلال فترة الحمل
ماهي أسباب تأخر الحمل الثاني؟
فوائد الزيت زيتون للحامل أهمها تسهيل عملية الولادة