تعبير الانهيار العصبي ليس تعبيرا طبيا بحتا. بل هو مستعمل من قبل الجمهور لوصف أيّ أمراض أو حالات إجهاد يمكن أن تؤدّي إلى عدم القدرة على العمل بشكل طبيعي، الميول الانتحارية، أو الامتناع عن التواصل مع العالم. لذا فإن الإصابة بانهيار عصبي يعني بأنّك لا تستطيع المشاركة مطلقا في الحياة، الانهيار العصبي الحقيقي قد يتبعه محاولة جدية للانتحار. ولا يجب أن تهمل المشاعر بالمعاناة والخذلان العقلي كليّا أو يقلل من قدرها، وأكثر الناس الذين يعانون حقا من هذه الحالة يحتاجون إلى العلاج بالمستشفى تحت رعاية طبية نفسية، أو على أقل تقدير، الحصول على مساعدة فورية من محترف صحة عقلي.
في الحسّ العام، يعتبر الانهيار العصبي في أغلب الأحيان تعبيرا مبالغا به. فجملة مثل، "لقد أصبت بانهيار عصبي عندما عرفت نتيجة الامتحان." غير حقيقة. والناس قد يستعملون هذا التعبير للإبداء بأنّهم تعرضوا لإجهاد عصبي أو وادهوا الكثير من التوتّر. أحيانا، يستعمل الناس تعبير "الانهيار العقلي للتمييز عن التعبير الشائع للانهيار العصبي.
كلمة "عصبي" في الانهيار العصبي تدلّ على القلق أو الرعب. بينما في الحقيقية فأن الرعب أو هجمات القلق العديدة يمكن أن تؤدّي إلى انهيار عصبي وكآبة أيضا. هناك أسباب بسيطة أخرى لتعرض الفرد للانهيار العصبي. مثل الناس الذين يتعاملون مع الحزن، خسارة العمل لمدة طويلة، المشاكل في المدرسة، الطلاق، الاهتمام بشخص مصاب بمرض عضال. العواطف القوية التي يمكن أن تظهر أثناء أيّ هذه الحالات يمكن أن تسبّب ردّ عاطفي يكون كبيرا ومجهدا جدا.
مع ذلك يوصف الانهيار العصبي في أغلب الأحيان بالمفاجئ والحادّ، وهو عادة ليس كذلك. يتراكم الإجهاد عندما لا يحصل الناس على المساعدة الكافية في المراحل المبكّرة لحالات الإرهاق أو الرعب أو الكآبة. الشخص الذي فقد عمله، على سبيل المثال، لربما مرّ بالعديد من شهور البطالة ولكن عندما يخسر وظيفته،فأن الإجهاد قد يبدو ساحقا جدا له.
التردّد لحصول على المساعدة من محترفي صحة عقلية في المراحل المبكّرة لحالات الإجهاد العالية يمكن أن يساهم في الوصول إلى "انهيار عصبي." بالمقابل، الناس القادرون على استعمال علاج الكلام مع الدواء في البداية أو قرب بداية حالة الإرهاق قد يتمكنون من صد الانهيار العصبي لأنهم قاموا ببناء نظام دعم صحّي. قد يساعد الحصول على دعم أو مساعدة من شخص خارج نطاق العائلة أو الأصدقاء.
المرض العقلي قد يسبّب انهيار عصبي. تتضمّن شروط الانهيار العصبي الكآبة، القلق، اضطرابات القطبين، وداء الفصام. مرة ثانية هذه الشروط طبيعية لدرجة ما قبل حدوث الإنهيار العصبي، ومعالجة هذه الشروط، خصوصا خلال العلاج والدواء قد يساعد. يجب ملاحظة أن الحاجة للعلاج بالمستشفى أو التدخّل النفسي يجب أن لا يتجاهل دائما في هذه الشروط لأن المعالجة الفورية لا تعمل دائما. أي شخص قد يحتاج عدّة تعديلات لوصفة الدواء قبل أن تنجح بالكامل، والبعض عندهم مقاومة قوية للدواء.
في الحالات النادرة , قد يكون الانهيار عصبي حدثا مفاجئا. أي شخص مصاب باضطرابات القطبين التي تتأرجح فجأة إلى حالة هوسية أو كئيبة يمكن أن يعاني من انهيار عقلي. كذلك يمكن أن يسبّب داء الفصام إنهيار عقلي حادّ دون سابق إنذار، خصوصا في بداية المرض.