هرمون قد يساعد على حماية ردود الفعل العاطفية

تاريخ النشر: 27 نوفمبر 2006 - 09:46 GMT

توصل مجموعة من العلماء في جامعة هارفارد الأمريكية إلى كشف علمي من شانه توفير رؤية افضل لعلاج الاختلال السلوكي عند البشر. فقد توصل العلماء إلى اكتشاف علاقة بين هرمون يسمى Secretin وطريقة استجابة الدماغ للتنبيه العاطفي. 

 

هذا الكشف قد يقدم أملا جديدا للتوصل إلى علاج لبعض حالات الاختلال السلوكي مثل الانفصام والاكتئاب والتوحد وغيرها من الأمراض النفسية. 

 

الدراسات السابقة كانت قد أشارت إلى أن الأشخاص يعانون من الاختلال السلوكي بسبب نشاط غير عادي لغدة تشبه حجم وشكل حبة اللوز تسمى amygdale بحيث تفرز كميات زائدة عند التعرض لأي تنبيه عاطفي. هذه الغدة تلعب دورا أساسيا في ردود الفعل العاطفية عند البشر وهي شديدة الحساسية حتى لتعبيرات وجوه الأشخاص الذين يراهم الإنسان. 

 

هذه الدراسة تشير أن هرمون secrrtin الموجود في خلايا الدماغ قد يساعد في السيطرة على ردود فعل هذه الغدة. كانت النتائج مشجعة جدا حيث نجح هذا الهرمون في التحكم في ردة فعل الإنسان عند تعرضه لأي تنبيه عاطفي. 

 

هذا ومن جانب آخر، أظهرت دراسة علمية نشرت في مجلة "سيكولوجيا الصحة"، أن شخصية الفرد قد تلعب دورا مهما وحيويا في قدرته على مقاومة الأمراض من خلال تأثيرها المباشر على استجابة جهاز المناعة في الجسم.  

 

وأوضح الباحثون في كلية الطب بجامعة بيتسبيره الأمريكية، أن شخصية الإنسان وصفاته تؤثران على قوة جهاز المناعة في جسمه وقدرته على مواجهة الأمراض والتخلص منها، مشيرين إلى أن الأشخاص المزاجيين والعصبيين أضعف الأفراد من حيث قوة المناعة.  

 

ولاحظ الباحثون بعد فحص ردود فعل 84 متطوعا واستجابتهم المناعة للقاح المضاد لمرض التهاب الكبد الوبائي الفيروسي، وجود استجابات مناعية وقتية أقل عند الأشخاص الذين يعانون من معدلات تنبه عصبي (نيوروتيسزم) عالية، كما أنهم لا يتمتعون بجهاز مناعة قوي يكفي للقضاء على المرض.  

 

ووجد العلماء بعد قياس الصفة الشخصية المعروفة بالتنبه العصبي وآثارها السلبي، عند المتطوعين، أن الأشخاص الذين يعانون من درجات تنبه عصبي عالية، أكثر مزاجية حادة، كما تسهل استثارتهم وتعرضهم للتوتر والضغط النفسي والاضطراب العصبي، مشيرين إلى أن اللقاح الذي ينشط جهاز المناعة في الجسم من خلال تعريضه لكمية صغيرة جدا من الفيروس، كان أقل فعالية وجودة عند ذوي التنبه العصبي العالي، الأمر الذي يزيد احتمالات إصابتهم بالأمراض.  

 

وترى الدكتورة مارشلاند، أن هذه الدراسة تدعم الارتباط بين الأثر السلبي للصفة الشخصية واستجابة الأجسام المضادة في الجسم، مما يزيد احتمالية أن الأفراد ذوي التنبه العصبي العالي يعانون من ضعف كفاءة جهاز المناعة واستجابات دفاعية أقل، فيكونون أكثر عرضة، واستعداد للأمراض بسبب التأثيرات السلبية للتوتر.  

 

وكانت دراسة اخرى في جامعة ولاية أوهايو الأميركية، بنيت أن قوة تأثير اللقاحات والعقاقير الطبية وفعاليتها في التهاب الرئة قلت عند المصابين بالتوتر وممن يعانون من الضغوطات والاضطرابات العصبية.  

 

من جانبها، فسرت الدكتورة كافيتا فيدهارا من وحدة البحوث والخدمات الصحية بجامعة بريستول البريطانية، أن هناك آليتين محتملتين لكيفية تأثير العوامل الفسيولوجية في الجسم على جهاز المناعة، أولاهما أن للتوتر والقلق النفسي تأثيرا مباشرا على مستوى الهرمونات في الجسم، مثل هرمون الكورتيزول الذي يعرف تأثيره على الوظيفة المناعة، أو أن التوتر يسبب تغيرات سلوكية كزيادة استهلاك الكحل مثلا، الذي يؤثر أيضا في جهاز المناعة.  

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن