اقترحت دراسة جديدة بأن بذور أمراض القلب قد تنمو مبكراً لدى الأطفال. يقول الباحثون بأنهم قد يكونوا قد توصلوا إلى حقيقة أن نمط نمو الأطفال في سنوات حياتهم الأولى قد يزيد من احتمال تعرضهم لخطر الإصابة بمشاكل قلبية لاحقاً.
وأصبح هذا الاكتشاف محتملا بسبب السجلات الدقيقة التي حافظ عليها نظام الصحة الفنلندي، والذي تابعت حالة أكثر من 8,700 طفل ولد في هلسنكي بين 1934 و1944، ويوضح الدكتور ديفيد ج . ب . باركر، مؤلف رئيسي في الدراسة التي نشرت في 27 أكتوبر/تشرين الأول في مجلة نيو إنجلند الطبية. الأمر بقوله " أظهرت المراجعة الطبية لـسجلات 357 رجل و87 امرأة أصيبوا بأمراض القلب في سن البلوغ عام 2003 نمطاً واضحاً لما تقترحه الدراسة."
ويضيف باركر " تميز الأشخاص الذين طوروا مرض القلب بصغر حجمهم عندما الولادة، كما أنهم لم ينمو بشكل سريع خلال أول سنتين من عمرهم لسبب أو للآخر ثم بعد السنة الثانية، أزداد وزنهم بسرعة، مما سبب تراكم لطبقات الدهون بدلا من تكوين العضلات بين عمر 2 و 13 عاما"ً. ويضيف "كما أن الأطفال الذين شملهم هذا النمط ازداد لديهم احتمال مقاومةَ الأنسولين، وهو عامل محتمل للإصابة بأمراض القلب. كما كَانوا معرضين لتطوير مرض القلب كبالغين تقريباً ثلاث مرات أكثر من أولئك الذين نمو بطريقة طبيعي."
ويعتبر الأطفال الذين يزنون أقل من 3 كيلوغرامات (6.6 باوند) عند الولادة، وتبلغ كتلة جسمهم اقل من 16 تحت عمر سنتان، وأكثر من 17.5 بعمر 11 عاماً. الأكثر تعرضاً للإصابة بأمراض القلب.
وتختلف نتائج هذه الدراسة عن الدراسات الأخرى حيث ركزت هذه الدراسة على وجود صلة بين النمو في فترة الطفولة وخطر الإصابة بأمراض القلب عند البلوغ. بينما أظهرت دراسات أخرى صلة بين السمنة في سن المراهقة وأمراض القلب عند البلوغ. والتي تقترح بأن الأطفال الذين يعانون من البدانة قَد يكونوا في خطر متزايد.
يعلق باركر "من ناحية تحديد المجموعة المستهدفة، فأنت لا تستطيع حصر المشكلة بالسمنة فقط عن طريق التلميح بأن الأطفال البدينين في خطر أكبر من غيرهم." وأضاف، "بالطبع هم مجموعة مستهدفة، ولكن مرحلة النمو الأولى تحدد الأطفال الذين هم في خطر حقيقي مقارنة مع أين كَانوا سابقاً."
وبينما حصرت الدراسةَ الأطفال من الوزن المنخفض عند الولادة، فأن النتائج يمكن أن تنطبق على أي طفل، حتى إذا ولد بديناً. يعلق باركر "إذا لم ينمو الطفل بشكل طبيعي بعد ولادته بعامين لأي سبب، ستتراكم الدهون في جسمه بدلاً من العضلات، وينتهي بهم المطاف بجسم مليء بالدهون وضعيف في العضلات."
ويضيف باركر، "قد يكون لدى هؤلاء الأطفال قابلية للإصابة بأمراض القلب، ولكن هذه ليست نهاية الطريق. حيث يمكن تقليل خطر إصابتهم بأمراض القلب عن طريق تقليل عوامل الإصابة بأمراض القلب مثل تقديم الغذاء المناسب لهم وحثهم على القيام بالتمارين الرياضية.
كما ينصح كنت ثورنبيرغ، مدير مركز بحوث القلب الأهل بتوفير الغذاء الصحي المناسب للأطفال وحثهم على التمتع بأكبر قدر ممكن من النشاط الجسدي لمنع تراكم الدهون وبالتالي إصابتهم بأمراض القلب في سن الرشد.
فيما يشدد باركر على أن نتائج هذه الدراسة يجب أن توعي الأهل بشأن مراقبة أطفالهم والـتأكد من أنهم ينمون بشكل طبيعي.