منظمة الصحة العالمية تدعو للحد من العمليات القيصرية

تاريخ النشر: 19 فبراير 2018 - 03:58 GMT
الحد الأقصى الأفضل هو اتساع عنق الرحم بمقدار خمسة سنتيمترات خلال الـ12 ساعة
الحد الأقصى الأفضل هو اتساع عنق الرحم بمقدار خمسة سنتيمترات خلال الـ12 ساعة

دعت منظمة الصحة العالمية إلى منح النساء وقتا أطول للمخاض والحد من التدخل الجراحي فضلا عن تشريكهن بدرجة أكبر في عملية اتخاذ القرار.

ومن بين 26 توصية جديدة، رفضت المنظمة المقياس التقليدي الذي تعتمده المستشفيات في أنحاء العالم وهو اتساع عنق الرحم بمعدل واحد سنتيمتر في الساعة قائلة إن ذلك "غير واقعي" ويؤدي في الغالب إلى اللجوء للجراحات القيصرية بشكل مفرط.

وقال الدكتور أولوفيمي أولادابو الخبير في وحدة الصحة الإنجابية والأبحاث في المنظمة "ما يحدث خلال العقدين الأخيرين هو أننا نرى الكثير والكثير من عمليات التدخل (الجراحي) دون داع".

وأضاف في إفادة صحافية "أمور مثل الجراحات القيصرية باستخدام عقار أوكسيتوسين لتسريع الطلق أصبحت شائعة بشدة في الكثير من المناطق اليوم".

ويشير المسؤول الدولي إلى شكل تركيبي من هرمون طبيعي تحقن به الحامل عبر الوريد لزيادة التقلصات والطلق بهدف تسريع الولادة وتفادي أي مضاعفات.

وفي الخمسينات من القرن الماضي، درس خبير الولادة الأميركي إيمانويل فريدمان عملية المخاض ووضع مقياسا إرشاديا يقول إنه ينبغي اتساع عنق الرحم بمعدل سنتيمتر واحد في الساعة خلال المرحلة الأولى من الولادة.

لكن أولادابو قال إن أبحاثا خلال الخمسة عشر عاما الماضية ومنها دراسة أعدتها منظمة الصحة وشملت 10 آلاف سيدة في نيجيريا وأوغندا أظهرت أن هذا المعدل يمكن أن يكون أبطأ دون أي خطر على حياة الأم أو الوليد.

الجراحات القيصرية باستخدام عقار أوكسيتوسين لتسريع الطلق أصبحت شائعة بشدة في الكثير من المناطق اليوم . وأضاف قائلا "هذا ليس مقياسا جيدا. إنه لا يناسب كل النساء. نعتقد أن كل سيدة مختلفة عن الأخرى".

وقالت المنظمة إن الحد الأقصى الأفضل هو اتساع عنق الرحم بمقدار خمسة سنتيمترات خلال الـ12 ساعة الأولى للحامل في أول مولود و 10 ساعات للولادات التالية منبهة إلى ضرورة مراقبة العلامات الحيوية المهمة للأم وخفقان قلب المولود جيدا طوال هذه الفترة.

وقال متين غولميز أوغلو، الخبير في منظمة الصحة، إن مناطق متوسطة الدخل من العالم مثل أميركا اللاتينية وتركيا والصين وإيران تسجل معدلات مرتفعة في عمليات الجراحة القيصرية وكذلك بعض دول أفريقيا جنوب الصحراء مشيرا إلى أن ذلك يجري "في الغالب دون أسباب وجيهة".

وقالت برنسيس نوثيمبا سيمليلا، التي تترأس قطاع صحة الأسرة بمنظمة الصحة العالمية إن "زيادة الإجراءات الطبية في عملية الولادة الطبيعية تضعف قدرة المرأة الخاصة بها على الولادة وتؤثر سلبا على قدرتها على الإنجاب".

وشددت على أنه إذا كانت عملية الطلق تجري بشكل طبيعي وكانت المرأة والطفل في حالة طيبة، فليس هناك حاجة لخطوات إضافية. ووفقا للمنظمة، تتم ولادة معظم المئة والأربعين مليون طفل سنويا دون أي سلبيات للأمهات وأطفالهن.

وأفادت نتائج دراسة اتحادية أميركية شاملة مستقاة من بيانات شهادات الميلاد أن الأميركيات اللائي أنجبن أطفالا بالولادة القيصرية كن أكثر عرضة لمضاعفات طبية منها الاضطرار إلى استئصال الرحم ونقل الدم.  كما ان معدل اللجوء إلى استئصال الرحم يزيد بواقع خمس مرات بين اللائي أنجبن قيصريا عمن ولدن ولادات طبيعية.

وتوصلت الدراسة إلى أن الأميركيات اللائي أنجبن أطفالا بطريقة قيصرية لأول مرة كن أكثر عرضة بواقع ثلاث مرات لضرورة نقل الدم عمن أنجبن من خلال الولادات الطبيعية -ممن لم يخضن تجربة الولادة القيصرية- كما أنهن كن أكثر عرضة بواقع ثماني مرات للإصابة بتمزق في الرحم.

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن