لا تتوقف المرأة في أول حملها عن التنبؤ والتوقع المُستمر حول نوع جنينها، وتعزم على متابعة أي تغيرات تطرأ عليها على الجانب الفسيولوجي أو النفسي من شأنها أن تكون إشارة إلى الحمل بنوع معين، وهو ما اقتبسته من خبرات الجدات، إلا أن الفحوصات الطبية قطعت الشك باليقين حول طرق معرفة نوع الجنين والوقت المحدد لاستخدام أي منها لتصل المرأة إلى نتائج أقرب ما يكون للدقة والحتمية، لكن هل يُمكن معرفة نوع الجنين من يوم الإخصاب؟ هذا ما بوسعنا أن نوافيكم به أدناه.
معرفة نوع الجنين من يوم الإخصاب
من المعلوم أنَّ الرجل هو المسؤول عن تحديد جنس الجنين لا المرأة، لأنه يحمل الكروموسوم الذكوري، حيث إنَّ الإخصاب يحدث في البويضة التي تحتوي على الكروموسوم X عند تلقيحها من السائل المنوي الذي يحتوي على كل من الكروموسوم X ،Y بكميات متساوية، وما يصل من الكروموسومات أولًا يكون هو المسؤول عن تحديد نوع الجنين، فما إن وصل الكرموسوم واي أولًا يكون الجنين ذكرًا، وما إن وصل الكروموسوم اكس يكون الجنين فتاةً، وبهذا يتسنى القيام بإجراء طبي من قِبل طبيب متخصص وهو الاختبار الجيني قبل زرع البويضة المخصبة، حيث يكون من شأنه معرفة نوع الجنين، والكشف عن إصابته بأي من التشوهات الصبغية أو الوراثية، وبالتالي نُجزم أنَّ هناك إمكانية بالفعل لمعرفة نوع الجنين من يوم الإخصاب.
التشخيص الوراثي السابق لانغراس الجنين
كما هو الحال في معرفة نوع الجنين من يوم الإخصاب نشير إلى أنه يتسنى معرفة جنس الجنين بعد التلقيح الصناعي عند القيام بالتشخيص الوراثي خلال تلك العملية، وهو الفحص اللازم للتحقق من وجود أية اضطرابات أو مشكلات جينية وكروموسومية عند الأجنة، وبطبيعة الحال تستهدف تحديد النوع، وتُعتبر من الطرق الدقيقة.
هل يُمكن التحكم في تحديد نوع الجنين؟
ثمَّة وسائل من شأنها أن تتدخل في نوع الجنين على الرغم من عدم ثبوت نجاحها بنسبة كبيرة، إلا أنّه علميًا يُمكن تعزيز فرصة إنجاب الذكور من خلال ممارسة الجماع في يوم التبويض، مع الحرص على توفير وسط قلوي للحيوانات المنوية والذي من شأنه تسهيل حركة الكروموسوم y فيكون أسرع من الكروموسوم x الذي يأخذ فترة أطول حتى يصل إلى البويضة، بيد أنَّ تعزيز فرصة إنجاب أنثى تعتمد على ممارسة الجماع قبل التبويض بثلاثة أيام أو يومين على أقل تقدير، مع الحرص على توفير وسط حامضي للحيوانات المنوية؛ بحيث يصل الكروموسوم X بصورة أكبر وأسرع من Y، وهو ما يُمكِّن من التحكم في نوع الأجنة عند الإخصاب.
هل يتغير نوع الجنين بعد الإخصاب؟

ذكرنا آنفًا أنَّ نوع الجنين يتحدد بالفعل منذ لحظة الإخصاب، وهو ما تم بيانه عند إمكانية معرفة نوع الجنين من يوم الإخصاب، ومن المعلوم أنه خلال الأسابيع الأولى من الحمل لا يختلف تكوين الذكر عن الأنثى، إلى حين أن يرتفع مستوى هرمون التستوستيرون مُعربًا عن تكوين الأعضاء التناسلية الذكرية ليُشير إلى الجنين الصبيّ، أو لا يرتفع الهرمون تمامًا حيث يتم تكوين الأعضاء الأنثوية كالرحم والمهبل والمبايض والشفرتان.
وعليه يكون من المُتاح تحديد نوع الجنين بعد تلك الفترة، ويظهر في السونار، إلا أنَّ وضعه أحيانًا لا يجعل هناك تيقنًا من تحديد نوعه بالضبط، وهو ما يؤدي إلى نسبة من الخطأ، فيظن الأبوان أنه فتاةً في بادئ الأمر ثم يكتشفان أنه ذكرًا –على سبيل المثال- وبالتالي لا يتغير نوع الجنين بعد تحديده من وقت الإخصاب إنما الأصحّ أن نقول إنَّ هناك نسبة من الخطأ لا زالت واردة تؤدي إلى الإخفاق في تحديد نوعه في شهور الحمل المختلفة.
معرفة جنس الجنين من تاريخ الدورة
كما تُتاح معرفة نوع الجنين من تاريخ الإخصاب من الإمكان أيضًا معرفة نوع الجنين من تاريخ آخر دورة شهرية للمرأة من خلال الجدول الصيني، فمثلًا إن كان موعد آخر دورة قبل الحمل بتاريخ 1/6 فإنَّ التبويض يكون بإضافة 14 يوم، أي 15/6 على أن يتم إدخال التاريخ الأخير مع تاريخ ميلاد الأم، ومن خلال الجدول الصيني يُمكن بيان نوع الجنين، فما إن كانت النتيجة باللون الأزرق يكون الجنين ذكرًا وما إن كانت باللون الأحمر يكون الجنين أنثى، مع العلم أنَّ تلك الطريقة -على النقيض من طريقة معرفة نوع الجنين من يوم الإخصاب- لا يُعوَّل عليها في الدقة والحتمية في بيان نوع الجنين.
معرفة جنس الجنين بالطرق الطبية
علمنا آنفًا أنه يتسنى من خلال بعض الاختبارات الجينية معرفة نوع الجنين من يوم الإخصاب، وهكذا يُمكن اتباع الفحوصات الطبية الأخرى في وقت مُحدد لتحديد نوع الأجنة، تحديدًا مع حلول الأسبوع الثامن عشر من الحمل، على النحو التالي:
1- استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية

رغم أنه لا يُمكن من خلاله معرفة جنس الجنين من يوم الإخصاب إلا أنه يُستخدم في الفترة من الأسبوع الثامن عشر من الحمل إلى الأسبوع الثاني والعشرين عند أغلب النساء، وما يُساعد الطبيب على الوصول إلى نتيجة أكثر دقة ومصداقية أن يكون الجنين في وضع يتناسب مع مُشاهدة أعضائه التناسلية.
فعادةً ما يتطور نمو الجنين في الأشهر الأولى، ويتشابه الجنسين في النمو إلى أن تنمو الأعضاء التناسلية لكل منهما مُفرقة بينهما في السونار، حيث يظهر القضيب عند الذكور غالبًا من الأسبوع الرابع عشر من الحمل، وهكذا الحال لشفرتي المهبل عند الإناث، وكلما كان وضع الجنين في رحم الأم مهيئًا للطبيب معرفة نوعه كلما كان السونار مُجديًا في استخدامه، وهذا لا ينفي احتمالية الخطأ، ناهيك عن أنَّ تحديد النوع بالسونار يعتمد على مدى سماكة جدار بطن الأم.
2- فحص الدم
يُمكن أن يُستخدم ذلك النوع من الفحوص للكشف عن احتمالية وجود أي من الاعتلالات الكروموسومية عند الأجنة، ويُمكن أن تخضع له الأم من الأسبوع العاشر من الحمل، ومن شأن فحص الدم استكشاف وجود الكروموسومات الذكرية في دم الأم، وهو ما يُعوَّل عليه في تحديد نوع الجنين.
هل يُمكن تحديد نوع الجنين دون سونار؟
تتسنى كما رأينا سلفًا معرفة نوع الجنين من يوم الإخصاب لكن هناك بعض الأقاويل التي تُشير إلى إمكانية معرفة نوعه دون الحاجة إلى استخدام السونار أو زيارة الطبيب، باللجوء إلى أي من العلامات التالية:
- الأمهات الحوامل بولد أكثر عُرضة للإصابة بُسكري الحمل.
- كلما زاد اشمئزاز ونفور المرأة من بعض الأطعمة التي كانت تُفضلها سابقًا تزيد احتمالية حملها بولد.
- تتناول المرأة المزيد من الطعام والسعرات الحرارية إن كانت حاملًا بولد، وهو ما يعزو إلى زيادة هرمون التستوستيرون.
- من يتكاثر لديها شعر الساقين أو الشعر عمومًا في أماكن من غير المعتاد كثافة الشعر بها، تكون حاملًا بولد.
- المرأة التي تزداد شهيتها إلى الأطعمة المالحة والحامضة تكون حاملًا بولد على خلاف ممن تشتهي الحلويات، والتي تزيد احتمالية حملها بفتاة.
هكذا يُمكن معرفة نوع الجنين من يوم الإخصاب وكذلك الخضوع إلى الفحوصات الطبية الأخرى في الشهر الخامس من الحمل، وهو ما يُلبي رغبة المرأة المُلحّة في تحديد جنس جنينها، مما يُساعدها على تهيئة اللازم لاستقباله.