مشاعر الأم ليست سبباً لإصابة الطفل بالتوحد

تاريخ النشر: 12 ديسمبر 2005 - 10:29 GMT

على مر السنين، ظهرت عدة أسباب ونظريات محتملة لإصابة الطفل بالتوحد. ولقد تم دحض بعضها، ومنها نظرية "برودة مشاعر الأم اتجاه الطفل".  حيث تم إلقاء اللوم على الأم لعديد من السنوات واتهمت بعدم منح الطفل الحنان والحب. كما تم وصف علاج نفسي للأمهات للوصول إلى أساس شعورهن بالاستياء المفترض وكرههن للأطفال. وقد سببت هذه النظرية الألم الشديد للعديد من الأمهات، والأخطر من ذلك أهملت علاج الطفل. ومن المحزن حقاً، أن العديد من الناس لا يزالون يعتقدون بأن هذه النظرية حقيقة.

 

ولا تزال الأسباب الرئيسية وراء الإصابة بالتوحد مجهولة. ويعتقد الباحثون بأن هناك عدة أسباب مختلفة للتوحد. وتشمل النظريات المحتملة أسباب وراثية، أو التعرض لسموم بيئية، أو حتى التطعيم "اللقاح". بينما يقترح بحث جديد بأن التوحد قَد يكون نتيجة لمجموعة من الأسباب معاً.

 

الأسباب الوراثية:

اقترح العلماء بأن يكون التوحد متلازمة وراثية. وربطوا بينه وبين عدد من العلامات الوراثية مثل متلازمة الهشاشة x ومتلازمة انجلمان. ولا تزال الأسباب الوراثية للتوحد غير واضحة، كما يمكن أن تزيدها عوامل خارجية مثل الالتهابات، والتسمم البيئي.

 

الحصبة الألمانية والتهابات أخرى:

أن تعرض الأم للإصابة بالتهابات أثناء فترة الحمل يمكن أن يؤثر على الجنين، كذلك تعرضه للمرض أثناء السنوات الأولى من حياته. ومن الأمراض المزمنة التي قد تسبب التوحد الحصبة الألمانية، والايدز، والهربس. وعلى الرغم من أن عدد الحالات التي ربطت بشكل مباشر بين التوحد

والإصابات بهذه الامراض كانت قليلة إلا أن عدد كاف من الحالات قد تم الإبلاغ عنها، مما جعل هذا الاحتمال قائماً، خصوصاً عندما يندمج مع العلامات الوراثية.

 

الأسباب البيئية:

تشمل المسممات البيئية الكثير من المواد الكيماوية والسموم. وهذا العدد الهائل والمتزايد من هذه المواد يجعل دراستها أمراً صعباً، كما هو الحال مع الالتهابات والعلامات الوراثية، فلا يوجد سم بيئي يمكن أن يوضح كل حالات التوحد

.

 

التطعيم (التلقيح):

يدعي مقترحو نظرية التطعيم بأن ارتفاع حالات التوحد سببها برامج التطعيم، ورد فعل الجسم اتجاه اللقاحات. ولكن حتى الآن، لا يوجد دليل مؤكد يثبت الصلة بين الاثنان. على أية حال، لم يستثن التطعيم بعد

كسبب محتمل لعدد صغير جداً من حالات التوحد.

 

مؤشرات التوحد:

أولا يجب أن ندرك بأن التوحد

هو اضطراب نفسي، وليس مرضاً. ولذلك فهناك بعض المؤشرات والأنماط السلوكية الذي تشير إلى التوحد وليس من الدقة أن نقول عنها أعراضاً. تتطور أكثر أعراض التوحد قبل أن يبلغ الطفل ثلاث سنوات، بالرغم من أن الإشارات قَد تبدأ تقريباً من عمر سنة واحدة. وتغطي هذه المؤشرات مجموعة واسعة من مهارات التواصل، والأداء، والنقائص السلوكية.

 

مهارات التواصل والمهارات الكلامية:

تتطور مهارات التواصل والكلام بشكل تدريجي عند الطفل. ويبدأ الأطفال الرضع بتطوير المهارات الشفوية عن طريق إصدار أصوات مكررة ثم الثرثرة غير المفهومة التي تتطور بشكل تدريجي إلى كلمات وجمل قصيرة. وتشمل مهارات التواصل أيضاً استخدام تعابير الوجه، والإشارة باليدين، والنظر مباشرة إلى العيون، والابتسامة، ومحاولة اللمس بكل طرق الاتصال

.

 

بينما يضعف التوحد تطوير هذه المهارات الشفوية. وتظهر الأعراض التالية على الطفل:

·        مشاكل سمعية ظاهرة.

·        لا يستطيع توضيح حاجاته.

·        لا يرد على اسمه.

·        لا يبتسم.

·        فقدان مهارة التواصل والمهارات الشفوية في أي عمر.

·        لا ينظر مباشرة إلى عيون أهله.

·        تكرار لكلمات خارج السياق.

·        يبلغ ستة عشر شهر دون أن ينطق بكلمة.

·        لا يشير أو يومئ بحلول السنة الأولى من عمره.

·        لا  يثرثر بحلول السنة الأولى من عمره.

·        لا يتكلم بجمل واضحة بحلول السنتان.

·        يميل الطفل للانسحاب من التفاعلات الاجتماعية.

·        لا ينفذ الأوامر أو يوهمك بأنه لم يسمعهما.

·        يبدو غافلاً غير مهتم باللعب مع أقرانه.

·        فقدان الحس بالضحك والمرح.

 

ويمكن أن يصاحب ذلك التعرض لنوبات، وهي مؤشر أخر بنسبة 20 إلى 30 % على إصابة الطفل بالتوحد.

 

النقائص السلوكية:

·

        يبدو الطفل في أغلب الأحيان غافلاً عن الناس والأشياء في عالمه الخاص.

·        لا يملك القدرة على التعامل مع التغيرات، والتي تثير لديه نوبات من الغضب العنيف.

·        نشاط مفرط أو قلة النشاط.

·        التحفيز الذاتي مثل تكرار الكلمات دون مبرر أو معنى.

·        تحفيز الذاتي للجسم مثل ضرب اليدين بالأرجل، أو هز الرأس أو ضرب الرأس في الجدران أو الأبواب. وإذا وصل الطفل إلى هذه المرحلة فيجب أن تراقبه الأم وتشجعه على ارتداء خوذة حتى لا يؤذي نفسه.

 

الصعوبات الحسية:

·

        يواجه الأطفال نقائص حسية في أغلب الأحيان تكون على شكل حساسية مفرطة، مثلاً مجرد لمسهم قد يكون مؤلماً لهم.

·        لا يريدون أن يحملهم أو يحضنهم أحد.

·        يبدون حساسية اتجاه الضوضاء، والروائح، والإضاءة أو العكس قد تعجبهم هذه الأمور.

·        المشي على الأصابع، قد يكون مؤشراً أيضاً على الصعوبات الحسية حيث يحاول الطفل أن يقلل من لمس قدميه للأرض.

 

الأداء الذهني:

يتفاوت الأداء الذهني بين الأطفال. فالبعض ذكائه متوسط ، ولكن ثمانون بالمائة من الأطفال المصابين بالتوحد

يعانون من صعوبات في التعلم، ويحتاجون إلى تعليم خاص. مثلاً الأطفال المصابون بمتلازمة Asperger قَد يتمتعون بذكاء ذهني فوق المعدل. وهذه حالات نادرة حيث يبرز الطفل في مهارة معينة على حساب المهارات الأخرى، مثلاً يبدع في الرياضيات ولكنه يخفق في باقي المواد إخفاقاً شديداً.

 

ويبقى أن يولي الوالدين اهتماماً بالطفل، ويراقبا سلوكه بشكل جيد، فالطفل الهادئ جداً والطفل المشاكس جداً يريدان نفس الشيء من الأهل وهو الاهتمام والرعاية واستشارة الطبيب المختص في حالة لاحظاً سلوكاً غريباً عند الطفل.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن