محاربة التدخين.. ولكل أسلوبه!

تاريخ النشر: 28 نوفمبر 2004 - 12:11 GMT

أعلنت مدينة اولويارفي الفنلندية مؤخرا أنه يتعين ‏ ‏على موظفي المدينة التوقف التام عن التدخين في ساعات الدوام الرسمي وذلك اعتبارا ‏من مطلع العام المقبل.‏

وقال احد مسؤولي المدينة ويدعى ماتي بيلتوماكي، حسب وكالة الانباء ‏ ‏الكويتية أن "المنع يأتي ضمن خطة مجلس المدينة الرامية الى ايجاد بيئة ‏ ‏صحية أفضل لمواطنيها وموظفيها".‏ ‏

وأضاف أن "هذا سيوفر ايضا ساعات عديدة من وقت الدوام اذ انه من المعروف ان ‏ ‏التدخين ممنوع نهائيا داخل المكاتب في كل فنلندا. وهو ما يجعل الموظفين يدخنون في ‏ ‏الشوارع المحيطة بمكاتبهم وذلك يهدر وقت العمل".‏ ‏

وقال بيلتوماكي ان قرار منع الموظفين من التدخين هو قرار نهائي ولا رجعة فيه ‏ ‏وانه سيطبق من الاول من يناير 2005 بعد عودة الموظفين من اجازات اعياد الميلاد ‏ ‏ورأس السنة.‏ ‏

وأضاف بيلتوماكي أن "هذا القرار يساعد هؤلاء الذين يرغبون في الاقلاع عن ‏ ‏التدخين في التوقف نهائيا عن هذه العادة غير الصحية".‏ ‏

وأوضح أن "هذه هي الخطوة الاولى اذ ستتبعها خطوات تربط راتب الموظف بلياقته ‏ ‏الصحية العامة والمدينة اذ توفر الوسائل اللازمة للحفاظ على اللياقة لموظفيها ‏ ‏سيكون من حقها مكافاة الملتزمين ومعاقبة غير الملتزمين".‏ ‏

واكد بيلتوماكي ان مجلس المدينة قرر صرف ما يقرب من مائة الف يورو لاستخدامها ‏ ‏في تزويد الموظفين المدخنين ببدائل النيكوتين.

هذا وعلى صعيد آخر، فقد كشفت دراسة جديدة أن التدخين يؤثر بشكل كبير على عملية الانتصاب لدى الذكور، حيث أفاد باحثون في كلية الصحة العامة بجامعة تيولين أن الرجال الذين يدخنون أكثر من 20 سيجارة يوميا يتعرضون لخطر الإصابة بعدم الانتصاب بمعدل يزيد على 60 بالمائة مقارنة بغير المدخنين.

وفي الوقت الذي كان خطر الإصابة متدنيا بين المدخنين الذين يدخنون سجائر أقل فإن معدل هذا الخطر لا يزال أعلى منه بين غير المدخنين .

قال الدكتور جيانغ، أستاذ الأوبئة في الجامعة، "لم تكن هذه الدراسة هي الأولى التي توثق العلاقة بين التدخين وعدم الانتصاب، على كل حال، كانت دراستنا فريدة جدا من نوعها لان بإمكانها أخذ المسببات الأخرى بعين الاعتبار بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، الكولسترول والسكري".

ويرتبط عدم الانتصاب لدى الذكر عادة بتضييق أو تصلب الشرايين. وفي تلك الحالة تحول صفائح الدهون المتراكمة دون تدفق الدم في الشرايين. ومن المعروف أن التدخين عامل مهم في خطر الإصابة بأمراض القلب.

كذلك أظهرت الدراسات أن هناك مخاطر كثيرة يشترك فيها المدخنون بما في ذلك أمراض الشرايين التاجية، تصلب الشرايين وعدم الانتصاب لدى الذكور.

قام الباحثون بدراسة 4764 رجلا صينيا تبلغ معدلات أعمارهم 47 عاما. وشملت الدراسة أسئلة حول وضع المشتركين في الدراسة من ناحية التدخين وتاريخ ونوعية العلاقات الجنسية لديهم.

وأفاد كافة الرجال بأنه كانت لديهم علاقات جنسية خلال الشهور الستة التي سبقت البحث.

كانت معدلات ضغط الدم ومستويات الكولسترول لدى الرجال في الحدود المسموح بها وكانت المجموعة بمجملها غير بدينة. وكان 62.1 بالمائة من المشاركين في الدراسة من المدخنين بينما كان 9.2 بالمائة منهم مدخنين سابقين.

وبشكل عام أفاد 14.6 بالمائة من الرجال بأنهم يعانون من حالة عدم الانتصاب. وكان لدى المدخنين الحاليين والسابقين معدلات متساوية بلغت 15.1 بالمائة أما النسبة بين غير المدخنين فكانت 11.5 بالمائة.

وبعد بحث البيانات الإحصائية الخاصة بالعوامل الأخرى وجد الباحثون أن المدخنين الحاليين كانوا معرضين لخطر الإصابة أكثر بنسبة 31 بالمائة زيادة على الرجال الذين لم يدخنوا أبدا.

ووجد تشابه مماثل بين المدخنين السابقين الذين كانت نسبة خطورة الإصابة لديهم 35 بالمائة أعلى من غيرهم.

قال كبير الباحثتين ،"لم نجد فرقا بين المدخنين الحاليين والسابقين. ومن جانب آخر كان عدد المدخنين السابقين قليل في هذه الدراسة".

أما الرجال الذين ذكروا أنهم يدخنون أقل من 10 سجائر يوميا فقد كانت نسبة خطر الإصابة لديهم أعلى بنسبة 16 بالمائة مقارنة مع الرجال الذين لم يدخنوا على الإطلاق.

وزاد الخطر إلى 36 بالمائة بين الرجال الذين أفادوا أنهم يدخنون بين 11 إلى 20 سيجارة يوميا وارتفع الخطر إلى 60 بالمائة بين من يدخنون أكثر من 20 سيجارة يوميا.

قال الدكتور روبرت بونو، رئيس الجمعية الأميركية للقلب، "تعطي هذه الدراسة سببا آخر للمدخنين كي يتخلصوا من هذه العادة وتوفر مساحة أخرى للتأكيد والتعليم ضمن البرامج الهادفة لمحاربة التدخين".

هذا ومن الجدير بالذكر ما وجده الباحثون في كلية لندن الجامعية، أن المدخنين يظهرون تدهورا سريعا في أدائهم في فحوصات واختبارات الذاكرة اللفظية والكلمات خلال فترة الأربعينات إلى الخمسينات من حياتهم، مقارنة بغير المدخنين.

وأشار الخبراء في المجلة الأمريكية للصحة العامة، أن العلاقة بين التدخين وفقدان الذاكرة ظهرت أقوى وأوضح بين الأشخاص الذين دخنوا أكثر من 20 سيجارة يوميا، وبقيت هذه العلاقة موجودة حتى عندما ضبطت عوامل مؤثرة أخرى مثل الحالة الاقتصادية والاجتماعية والجنس والحالة الصحية والمرضية.

ومن جانب آخر، يخير الباحثون الأميركيون من جامعتي ستانفورد وبوسطن المدخنين بين السجائر وآلام المفاصل والشلل الناجم عن نزف الدماغ. فهناك كما يبدو علاقة واضحة بين التدخين والتهاب المفاصل والسكتة الدماغية.

ويقول أطباء جامعة ستانفورد إن روماتيزم المفاصل يصيب المدخنين أكثر مما يصيب غير المدخنين، لكن العجيب في الأمر هو أن هذا الأمر لا ينطبق على المدخنات وإنما على المدخنين فقط. وتوصلوا إلى هذه النتيجة بعد دراسة شملت 2600 متطوع وعملوا خلالها على مقارنة "تاريخهم النيكوتيني" بنسبة تعرضهم لعوامل الإصابة بالتهاب المفاصل. والمعني بعوامل الروماتيزم هي الأجسام المضادة التي تحفز نظام المناعة ضد جسم الإنسان.

وثبت للباحثين أن عوامل الروماتيزم في دماء المدخنين هي أعلى بشكل ظاهر منها في دماء غير المدخنين. لكن هذه النسبة لم تفرق بين النساء المدخنات وغير المدخنات. وفسر الباحثون هذه الظاهرة باحتمال أن تقوم الهورمونات النسائية بقطع سلسلة عملية تكون عناصر الروماتيزم في الجسم._(البوابة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن