الخرطوم تعلن التعبئة العامة… البرهان يدعو السودانيين لحمل السلاح

تاريخ النشر: 14 نوفمبر 2025 - 05:33 GMT
_

جدّد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، اليوم الجمعة دعوته إلى التعبئة العامة داخل صفوف القوات المسلحة، مطالباً جميع السودانيين القادرين على حمل السلاح بالانضمام للعمليات القتالية الجارية ضد قوات الدعم السريع.

وخلال كلمة أمام حشد جماهيري في بلدة السريجة بولاية الجزيرة، أكد البرهان أنه لن يقبل بما وصفهم بـ"المتمردين ومن وقف معهم"، مشدداً على أن حقوق المدنيين الذين قُتلوا على يد قوات الدعم السريع "لن تذهب هدراً". وأضاف أن الشعب السوداني "سيقتص من المتمردين"، وأن المعارك لن تتوقف إلا بعد القضاء الكامل على التمرد، مؤكداً تصميم الجيش على إنهائه.

وأشار البرهان إلى رفضه أي وساطة قبل أن تقوم قوات الدعم السريع بـ"تسليم أسلحتها ونزعها بالكامل".

ميدانياً، أعلنت قوات الدعم السريع مؤخراً السيطرة على مدينة بارا في شمال كردفان، مما يفتح الطريق باتجاه مدينة الأبيض، العاصمة الإستراتيجية للولاية. وفي تطور آخر، صوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالإجماع على تشكيل بعثة تحقيق في الانتهاكات التي وقعت في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها عليها.

ومنح المجلس فريق التحقيق صلاحية تحديد المسؤولين عن الفظاعات التي يُشتبه بارتكابها في الفاشر، تمهيداً لمساءلتهم قضائياً.

وفي السياق، دعت تركيا اليوم إلى وقف فوري لإطلاق النار في الفاشر ومحيطها بولاية شمال دارفور، ووقف الهجمات على المدنيين، وضمان ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات، وسط اتساع نطاق القتال في غرب السودان وكردفان. وجاءت الدعوة خلال كلمة المندوب التركي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، براق أكتشابار، أمام الجلسة الاستثنائية الـ38 لمجلس حقوق الإنسان.

وفي موازاة ذلك، حذّرت الأمينة العامة للمجلس الدانماركي للاجئين، شارلوت سلينتي، من أن "نصف سكان السودان" — أي ما يزيد على 30 مليون شخص — يحتاجون اليوم إلى مساعدات إنسانية عاجلة بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب. وذكرت، عقب زيارة ميدانية للحدود السودانية التشادية، أن حجم المعاناة "يفوق الوصف"، مشيرة إلى التدفق الكبير للفارين باتجاه الأراضي التشادية، حيث تستضيف تشاد 1.5 مليون لاجئ سوداني في مخيمات مكتظة على طول الحدود.

وانتقدت سلينتي ما وصفته بـ"سلبية المجتمع الدولي"، مؤكدة أن البيانات وحدها لم توقف العنف أو الحد من الكارثة الإنسانية. وأضافت أن السودان أصبح يضم "أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم"، مع تسجيل انتهاكات جسيمة تشمل القتل الجماعي، والعنف الجنسي، والاعتقالات، والخطف، والإخفاء القسري.

وتحدثت عن تصاعد العمليات العسكرية في الأسابيع الأخيرة، لاسيما بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر وامتداد القتال إلى مناطق واسعة من كردفان، حيث تُحاصر مدن كادوغلي ودلنغ، بينما تتواصل الهجمات على بابنوسة.

ووفق الأمم المتحدة، خلّفت الحرب المندلعة منذ أبريل/نيسان 2023 عشرات آلاف القتلى، وأجبرت 12 مليون شخص على النزوح داخلياً وخارجياً، لتُصنّف الأزمة بأنها "الأسوأ على مستوى العالم".