لكل طفل بيئة سيكولوجية معينة تختلف عن بيئة الطفل الآخر، وهذا التباين يأتي من أن اهتمام الوالدين وخاصة الأم بكل واحد من أبنائها يختلف حسب ترتيبه في الأسرة، وبالنسبة لها فإن الطفل الأوسط في كثير من الأحيان طفل منسي. وينطبق هذا بصفة خاصة إذا كان الأخ الأكبر من نفس جنس الطفل الأوسط. وهذا ما لاحظته عندما كنت ازور صديقتي غادة، ولها من الأطفال أربعة: لانا، وتالا، وراما، واحمد، لانا هي الكبرى وهي تحظى بحب والديها واهتمامهم وافتخارهم بتهذيبها وتفوقها في الدراسة، أما تالا وهي البنت الثانية فقد ولدت في الوقت الذي كان الجميع يأملون بقدوم صبي، ثم ولد احمد ويعلم الجميع مقدار اهتمام الأهل بالولد الوحيد، أما راما فهي آخر العنقود وتحوز على اهتمام كبير، مجرد ساعتين في بيت غادة كانت كافية لرصد أسلوب التعامل المجحف بحق تالا (الطفل الأوسط) .
نلاحظ كثيرًا أنه عند إنجاب ثلاثة أطفال، يشعر دائماً الطفل الأوسط بأنه لا يحظى بالاهتمام والمكانة التي يحظى بها شقيقه الأكبر والأصغر، وهو ما يؤثر على شخصيته وتعامله.
تشير سهام حسن الأخصائية النفسية, إلى أنه لا يحظى الطفل الأوسط بالعناية اللازمة والمناسبة، كما يحظى بها أخواه الأكبر والأصغر، بل يعانى معظم الأطفال الذين يقعون فى مركز الطفل الأوسط بالإهمال بين أفراد العائلة، ليقعون فريسة حالة اسمها متلازمة الطفل الأوسط.
تضيف، أنه يواجه الطفل فى الغالب مشاعر الفراغ وعدم الكفاية والغيرة. وقد يعانى من التقليل من شأن نفسه ومن الانطواء الشديد، وتثير تلك المشاعر بيئة يجد نفسه فيها مضطرًا إلى التنافس للحصول على الاهتمام، إذ أنه من الطبيعى أن يشعر بانعدام الأمن والغيرة من الآخرين.
صفات الطفل الأوسط:
1- مفاوض ممتاز.
2- ماهر فى التلاعب بالألفاظ والتفاوض. يستطيع فى الغالب فهم جميع جوانب السؤال والموقف.
3- ويتميز بالتعاطف وردود الفعل العادلة فى الوقت نفسه.
4- يميل الطفل الأوسط إلى التمرد أكثر من أشقائه.
5- يعتبر الطفل الأوسط أكثر عرضة لمواجهة التغيير بين أشقائه.
6- يسعى الابن الأوسط لتحقيق العدالة إذ يبذل قصارى جهده ويركز مجهوداته على العدل والإنصاف، ويرى قبل غيره أى جور أو ظلم فى أسرته.
7- يميل الطفل الأوسط إلى المرونة والتفهم أكثر من أشقائه الأكبر والأصغر. ويتمكن من مشاركة أشقائه الأكبر عمرًا نشاطاتهم وأن عليه أن يراعى احتياجات أشقائه الأصغر وأن يهتم بهم.
كيفية مواجهة "متلازمة الطفل الأوسط":
1- رتبى وقت خاص لك مع كل طفل من أطفالك، كأن تخرجى مع كل منهم فى نزهة أو تشتركوا سويا فى نشاط ما.
2- أثناء مناقشات الأسرة، استمعى إلى رأى طفلك الأوسط. استمعى لكل الآراء حتى يشعر بالثقة فى النفس وأنه محور الاهتمام ورأيه له أهمية.
3- تأكدى أن كل من أطفالك يعرف جيدًا كم تحبينه، وكم هو مميز وصاحب شخصية فريدة عن غيره من أشقائه.
4- النصف الملىء من الكوب وبرغم أن الابن الأوسط قد يعانى من الإهمال من الوالدين، لأنه يحظى بأقل ضغوط للانصياع للأوامر الأبوية التربوية وهو فى يمتلك مشاعر ود جميلة، إذ يستطيع أن يصبح أكثر تعاطفًا.
قد يعجبك أيضاً:
دراسة: الطفولة البائسة قد تؤدي إلى لعب القمار
9 طرق لمساعدة طفلك على التوقف عن التبول في الفراش
3 نصائح هامة لزيادة شهية الطفل الرضيع
