البوابة - يُنظر إلى العقل اللامع على أنه العقل الذي يستوعب المفاهيم المعقدة بسهولة، ويحل المشكلات الصعبة، ويولد أفكارًا مبتكرة. يغوص علم النفس بشكل أعمق قليلاً، ويكشف أن التألق لا يتعلق فقط بالذكاء أو النجاح الأكاديمي. ويشمل عادات فريدة وأنماط تفكير وحتى خصائص غير عادية تميز هؤلاء الأفراد. فيما يلي بعض الطرق الرائعة التي يصف بها علم النفس العقل اللامع، مع تسليط الضوء على السمات والعادات التي قد تفاجئك!
ما هي صفات العقل اللامع وفقا لعلم النفس؟
المخ
واحدة من أبرز خصائص العقل اللامع هي القدرة على الانخراط في التفكير التباعدي. على عكس التفكير التقاربي، الذي يركز على إيجاد حل واحد صحيح لمشكلة ما، يتضمن التفكير التباعدي توليد حلول أو أفكار متعددة من نقطة بداية واحدة. تسمح هذه السمة للأفراد الأذكياء بالتفكير خارج الصندوق، والتعامل مع المشكلات من زوايا مختلفة والتوصل إلى حلول إبداعية.
وضعت دراسة أجراها جي بي جيلفورد في الخمسينيات من القرن الماضي الأساس لفهم التفكير التباعدي. اقترح جيلفورد أن الإبداع، وهو السمة المميزة للتألق، ينبع من قدرة الفرد على التفكير التباعدي. وهذا يفسر سبب تفوق العديد من العقول اللامعة في المجالات التي تتطلب الابتكار، مثل الفنون والعلوم والتكنولوجيا.
العزلة للتفكير العميق
خلافًا للاعتقاد السائد، فإن العقول اللامعة تزدهر في العزلة. في حين أن التفاعلات الاجتماعية أمر بالغ الأهمية، فإن فترات العزلة تسمح لهؤلاء الأفراد بالانخراط في التفكير العميق والتأمل. هذه العادة في البحث عن العزلة ليست علامة على الانسحاب الاجتماعي، بل هي تفضيل للوقت المتواصل لمعالجة الأفكار المعقدة.
يسلط البحث الذي أجراه عالم النفس ميهالي سيكسزنتميهالي، الذي طور مفهوم "التدفق"، الضوء على أن الأفراد يشعرون بحالة من الإبداع والإنتاجية الأمثل عندما ينغمسون بالكامل في نشاط ما. بالنسبة للعديد من العقول اللامعة، توفر العزلة البيئة المثالية لتحقيق حالة التدفق هذه، حيث يمكن للأفكار أن تزدهر دون تشتيت انتباه خارجي.
أنماط نوم غير تقليدية
غالبًا ما تعرض العقول الذكية أنماط نوم غير تقليدية، وهي خاصية قد تبدو غير بديهية بالنسبة للإنتاجية. في حين أن التوصية النموذجية هي الحصول على 7-8 ساعات من النوم في الليلة، فإن بعض الأشخاص الأذكياء يعملون بمعدل أقل بكثير. وتُعرف هذه الظاهرة باسم "النخبة التي لا تنام"، وهو مصطلح أشاعته الصحفية لورا فاندركام.
أظهرت الدراسات أن نسبة صغيرة من السكان، المرتبطين بمستويات عالية من الإبداع والذكاء، يمكنهم العمل على النحو الأمثل بعد 4-6 ساعات فقط من النوم. وهذا يتيح لهم الحصول على المزيد من ساعات الاستيقاظ لتكريسها لعواطفهم ومساعيهم.
الهوس بالتعلم
نادراً ما يكون العقل اللامع راضياً عن الوضع الراهن. يمتلك هؤلاء الأفراد فضولًا لا يشبع ورغبة لا هوادة فيها في التعلم. إنهم يبحثون باستمرار عن المعرفة الجديدة، سواء من خلال القراءة أو التجربة أو الانخراط في المناقشات الفكرية. هذا الهوس بالتعلم ليس مدفوعًا بمكافآت خارجية، بل بدافع جوهري لفهم العالم من حولهم.
يسلط البحث الذي أجرته عالمة النفس كارول دويك حول "عقلية النمو" الضوء على هذه السمة. وفقًا لدويك، يعتقد الأفراد ذوو عقلية النمو أن قدراتهم يمكن تطويرها من خلال التفاني والعمل الجاد.
القدرة على الاستمتاع بعدم اليقين
أخيرًا، واحدة من أكثر السمات الرائعة للعقل اللامع هي القدرة على تقبل الغموض. في حين أن معظم الناس يبحثون عن الوضوح واليقين، فإن الأفراد الأذكياء يشعرون بالراحة مع عدم اليقين والتعقيد. إنهم يدركون أنه ليس لكل المشاكل حلول واضحة وأن أفضل الأفكار تظهر في بعض الأحيان من مواقف غامضة.
وجدت الأبحاث المنشورة في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي أن الأفراد الذين يشعرون بالارتياح تجاه الغموض هم أكثر عرضة لإظهار مهارات الإبداع وحل المشكلات. هذه القدرة على التعامل مع عدم اليقين تسمح للعقول اللامعة بالاستكشاف والتوصل إلى اكتشافات وابتكارات رائدة.
المصدر: toi
اقرأ أيضاً:
7 عادات بسيطة للغاية يمكنها شحذ الدماغ ومنع تلفه
هل أنت شخص انطوائي شديد الذكاء ؟ إليك ما يقوله علم النفس
