ما هو الإنفاق الإلزامي – هل هو مرض أو مجرد عادة سيئة؟

تاريخ النشر: 24 يناير 2009 - 06:50 GMT

أحيانا تحكم العواطف تصرفات البشر. هذه لأن العواطف تأتي أسرع من  التفكير المنطقي وبالتالي فهم يتبعون هذه العواطف بصورة عمياء. وغالبا ما يكون الفشل في الحياة بسبب هذا الاعتماد الأعمى على العواطف. ويبدأ المصابون بالبحث عن طرق وعادات غالبا ما يعرفونها على أنها هواية. ومن هذه العادات التي غالبا ما تنجم عن أسباب عاطفية اضطراب الإنفاق الإلزامي.

 

يُعرف الإنفاق الإلزامي بأنه حالة من الإنفاق المفرط بدون أيّ سبب رئيسي. ويبرّر الأشخاص المغمسون في هه الحالة تصرفهم على أنه تلبية لحاجاتهم ويبدءون بالإنفاق المفرط في تسوّقهم. دون أن يفهموا سبب ذلك التسوّق المجنون.

 

في بعض الحالات قد يكون سبب الإنفاق الإلزامي الشعور العميق بالأنا الشخصية. فيبدءا الشخص بالبحث عن الأشياء التي يمكن أن تجعله متفوق أمام الآخرين، سواء كانت سيارات جديدة، هواتف نقالة، أجهزة الكترونية، حقائب وأحذية جلدية، ومجوهرات. من ناحية أخرى قد يلجأ بعض الأشخاص للإنفاق الإلزامي عندما يشعرون بالقلق أو الكآبة فقط.

 

وغالبا ما يشعر الشخص بأنه مصاب بحالة غريبة من الإنفاق الإلزامي، ولكنه ينكر ذلك أمام الآخرين ويبدأ بالشجار معهم إذا ما انتقدوا تصرفه. فيبدءا بالصراخ على أي شخص ينتقد تصرفه أو يحاول توضيح التأثيرات السيئة للإنفاق الإلزاميِ. فهو لا يستطيع أن يتخيل عدم قدرته على استعمال ماله أو بطاقته الائتمانية مرة أخرى.

 

ويعتبر اضطراب الإنفاق الإلزامي في الغالب مأوى للأشخاص الذين يشعرون بالذنب من أخطائهم. فهم يختارون التسوق عندما يشعروا بأنهم لا يملكون شيئا جديدا يتفاخرون به أمام الآخرين. وهم يستمرون في التسوق حتى ينفذ مالهم أو توقف بطاقتهم.

 

في عالمِ اليومِ الذي يدور حول الثروة. لا أحد راضي عن ما يملك. وليس كل شخص في العالمِ مولود وفي فمه ملعقة ذهبية باستثناء بعض الحالات حيث يولد الشخص لعائلة تملك حياةَ مسرفةَ مثل المنازل الفاخرة، والجزر، والفنادق و المطاعمِ. لكن بالنسبة لعامة الشعب مثلنا قد يكون الثراء حلم نعتقد بأننا نستطيع تحقيقه يوماً ما. وهذه أحلام وليست أهداف للكثيرين. المال لا يأتي مشيا إلى الناس بل يجب أن يؤخذ بجد وبالتالي يجب أن لا يسرف على التسوّق الإلزاميِ!

 

هذا ويمكن معالج اضطراب التسوق الإلزامي بالتنويم المغناطيسي. فالتنويم المغناطيسي يمكن أن يحقق تغييرات ملحوظة، لأنه يساعد الشخص على مواجهة نفسه، وأخطائه دون تدخل الآخرين وبالتالي يشعر بالراحة والاسترخاء عند محاسبة نفسه. ولكن يجب أن تتم المعالجة لدى شخص موثوق به أو تدريجيا باستعمال الأقراص المدمجة المنزلية.

 

وهكذا يمكننا أن نستخلص بأن الإنفاق الإلزامي مرض وليس عادة سيئة. لأن سببه غالبا ما يكون نفسيا او عاطفيا. وهذه النتيجة يمكن أن تساعد الناس على فهم أهمية الشفاء من اضطراب الإنفاق الإلزامي.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن