يقول سام (13 عاماً)، أحيانا ادخل في مشاجرات عنيفة مع أبي وغالباً ما تنتهي بنهاية غير سعيدة، حيث يقوم بضربي بشدة كأنني كيس ملاكمة. وعلى الرغم من أنني أتشاجر مع أمي أحيانا ولكن لا يصل الأمر إلى حد العنف، وغالباً ما نتصالح ونضحك على ما تفوهنا به، أما أبي فأنا اكرهه ولن أسامحه أبدا، فهو يضربني أحيانا دون سبب. واعتقد بأنك إذا علمت ابنك أن يستعمل يديه للضرب فلن يتغير سلوكه بل سيبدأ بضرب الآخرين."
يقول داريو ماستربييري، أستاذ مساعد في جامعة شيكاغو "لا تزال الطبيعة البشرية تخفي العديد من الأسرار، ويقول الباحثون بأن السلوك العنيف غالباً ما يرتبط بالتجربة وليس بالوراثة".
وفي تجربة على الطبيعة السلوكية للقرود أجرتها جامعة شيكاغو، أظهرت النتائج بأن القرود الصغيرة التي تعرضت للعنف خلال الأشهر الأولى من حياتها أصبحت تتعامل بعنف مع بقية القرود. حيث بدا جلياً أن القرود تبنت نمط السلوك الذي اختبرته وهي صغيرة، يقول ماستربييري، "لا يمكن أن نلوم الجينات الوراثية فقط لهذا السلوك." وأضاف "يبدو أن الطبيعة السلوكية للقرود تشبه تلك عند الإنسان حيث قامت بعض الأمهات بجر أطفالها، وعضها ومحاولة تثبيتها على الأرض في محاولة للتنفيس عن غضبها، فهي تعاملها كأنها مجرد أشياء وفي حالات نادرة قد تقوم بقتلها أيضا، وغالباً لا يتدخل الذكور في هذه العملية أبدا حيث تقوم الأم بتربية الصغار."
وفي دراسة جديدة قام بها مركز أبحاث يركيز في ولاية جورجيا، لتحديد إذا كان للجينات الوراثية دور في العنف الأسري، تم اخذ قرود حديثة الولادة وإعطائها لمجموعة من الإناث العنيفات والهادئات، فتبين أن 9 فقط من أصل 16 قرد كبروا ليصبحوا عنيفين مثل أمهاتهم الأصليين. بينما بقيت القرود الأخرى التي لا تنتمي إلى عائلات عنيفة هادئة على الرغم من وضعها مع أمهات عنيفات.
يقول ماستربييري "قد تلقي هذه التجربة بالضوء على الطبيعة السلوكية للعنف عند البشر". وتخالفه بالرأي جون كوفمان، اختصاصية في العنف ضد الأطفال، ومساعدة بروفيسور في جامعة ييل. حيث تشير كوفمان إلى أن نصف القرود التي تمت معاملاتها بعنف لم تكن عنيفة مع أطفالها، فلعل السبب يكون جينية أكثر."
ومن ناحية أخرى تقول الدراسة بأن الأطفال الذين تعرضوا للعنف قد لا يصبحوا أباء وأمهات عنيفين في المستقبل. ويبقى السؤال لماذا يلجأ بعض الآباء والأمهات للعنف مع أطفالهم؟
