لقد تعلمنا بطريقة ما أو بأخرى، بأن لا أحد يمتلك الحق في إيذاء الناس الآخرين سواء بضربهم، أو مضايقتهم، أو شتمهم، أو نشر الإشاعات عنهم أو القيام بأي شئ آخر بقصد ازعاجهم أو إلحاق الاذى بهم. ومع ذلك نشاهد، ونسمع، ونرى العديد من القصص التي يتعرض فيها الاطفال كما الكبار الى حالات اشبه ما تكون بالارهاب الاجتماعي. وكما هو متوقع يبرر هؤلاء الاشخاص أعمالهم بالقول بإِن السبب هو الضحية لأنه مختلف عن الباقيين. مع انهم قد يعتدون بالكلام أو بالفعل على شخص ما لأنه ببساطة طويل أو صغير، أو سمين أو نحيل، أو لأنه يرتدي ملابس مختلفة أو عنده لهجة مختلفة، أو دين آخر، أو لأنه خجول أو ذكي، أو وسيم، أو معوق أو لأي عذر كان، وإذا لم يكن هناك إختلافا حقيقي فسوف يخترعون سببا ما.
ولكن إذا كان هذا يحدث لك، فيجب ان تعلم بأنه ليس عيبك، وبأن على الآخرين الذين لا يعجبهم شكلك أو دينك أو معتقداتك أن يقبلوك كما أنت.
ما العمل:
• تكلم مع شخص تثق به مثل معلم، صديق أو قريب أكبر منك سناً.
• كن مثابرا. إذا لم يعر الشخص الذي تحدثت معه اهمية لموضوعك، انتقل للتحدث مع شخص آخر.
• حاول كتابة، وتسجيل تواريخ، واسماء الاشخاص الذين يقومون بايذائك، واشرح تأثيرها على مشاعرك. كن صادقا، واكتب فقط ما حدث. فقد تكون دليلاً عندما تتحدث مع شخص ذو نفوذ.
• إذا كنت تجد صعوبة في التعبير عن ما يحدث لك، اطلب المساعدة من أحد اصدقائك الذين شهدوا احدى هذه المضايقات.
أما أهم نقطة، فهي أن تقوم بعمل شيء ازاء هذه المضايقات. فأحياناً يتوقف الإرهاب الاجتماعي بسرعة إذا قمت بالعمل على ايقافه أو قد يستمر حتى يتعرض شخص ما للأذى. وعلى الارجح بأن هذا الشخص سوف يكون أنت. لأن الاشخاص الذين يقومون بهذه المضايقات لا يهتمون لأمرك، وإذا كنت ضعيفا فسوف يقضون عليك وينتقلوا الى شخص أخر.
لا تقم بالتالي:
• لا تحاول أن تتعامل مع المشكلة لوحدك، من الافضل أن تجد الدعم، والمساعدة، فلو لم تبدو ضعيفا منذ البداية لما تجرأ الاخرون عليك.
• لا تقم بضرب أو شتم الاخر، حتى لا تدع له عذرا فيقوم بقلب الامور لصالحه.
• دائما قل الحقيقة, الصدق يعني أن الكثيرين سوف يقفون معك وفي صفك.
• لا تصدق الاكاذيب التي يطلقها الاخر عليك، وحاول تكذيبها بالقيام بعكسها.
• لا تخفي ما يحدث معك عن الاصدقاء والمسؤولين عنك سواء في المدرسة أو العمل.
• لا تتحول على واحد منهم، لا تقم بمضايقة الاخرين لأنك تعرضت للمضايقة من قبل، بل تعلم من تجربتك وساعد المستضعفين على معرفة حقوقهم.
الارهاب الاجتماعي عند البالغين:
تعتبر المضايقات أمرا مرفوضا في اي عمر واي فئة، لذا لا تسمح لاحد أن يضايقك أو يقوم باستغلالك عن طريق الارهاب الاجتماعي لتقوم بأمور لصالحه تنافي مبادئك. إذا كنت تشك في أنك تتعرض للارهاب الاجتماعي، قم باستشارة أحد الاصدقاء أو المسؤولين في العمل عن هذه التصرفات وحتما ستعرف إذا ما كنت تتعرض للمضايقة. لا تحاول أن تخبئ الموضوع، قم باخبار احد الاشخاص الذين تثق بهم، ولا تخشى التحدث عن ذلك أو مناقشته مع الاهل أو الاصدقاء أو المسؤولين.
وتذكر لست مضطرا لأن تكون الضحية، لا تسكت عندما يحاول الآخرون أن يستضعفوا شخصا أمامك، ولا توافق على ما يقومون به، فهؤلاء الاشخاص يأخذون قوتهم من صمت الاخرين، وموافقتهم أو تشجيعهم على مضايقة الأشخاص الآخرين. بل يمكنك ان تساعد في القضاء على ظاهر الارهاب الاجتماعي عن طريق:
• تحدى تصرفات الارهاب الاجتماعي.
• علم الاطفال أن لا يصمتوا عندما يشعرون بأنهم يتعرضون للمضايقة أو عندما يتعرض اصدقائهم للمضايقة.
• تحدث عن ظاهرة الارهاب الاجتماعي مع الاهل والاصدقاء.
أو يمكنك أن تقوم بنشاطات في المدرسة أو العمل تنتقد فيها ظاهرة الارهاب الاجتماعي
• قم بعمل مسرحيات للاطفال تنتقد هذا السلوك.
• ضع ملصقات تحث على التآخي والصداقة بين كل الفئات والمعتقدات.
• قم بعمل استطلاعات في المدرسة والعمل عن ظاهرة الارهاب الاجتماعي.
من ناحية أخرى، لا تساهم في إنشاء اطفال يحبون مضايقة الاخرين، ولا تكن قدوة لهم في هذا. علم الاطفال أن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات في المجتمع، وبأنهم سوف يقابلون الطويل والقصير، والسمين، والنحيل، والاسود والابيض، وبأن شكل الشخص أو دينه أو لغته ليست موضوع للهو أو التحقير أو المضايقة.
أما اهم شيء يستطيع المسؤولون القيام به للحد من هذه الظاهرة فهو وضع سياسة واضحة ضد ظاهرة الارهاب الاجتماعي، ومنع أي شخص من تخطيها ومعاقبة الاشخاص الذين يقومون بمضايقة زملائهم بطريقة مناسبة ورادعة.