الأطفال لهم أمزجة مختلفة ، فبعضهم منفتح ومعشراني ويبني صداقات بسهولة ، بينما يكون البعض الآخر خجولا ولا يشعر بالارتياح بوجود الآخرين ويستغرق وقتا طويلا للتكيف مع أوضاع جديدة . بعض الأطفال يولدون خجولين وحساسين ، بينما يكتسب البعض الآخر هذه الصفة بسبب أحداث يمرون بها في البيت أو في المدرسة .
إن الخجل يختلف باختلاف ظروف كل طفل الخاصة به . قد يقلد الطفل أحد والديه (اللذان قد يكونان هما بنفسيها خجولين) ، أو قد يدأب أحد الأبوين (أو أحد أفراد الأسرة ) على انتقاد الطفل فينتاب الطفل شعور بعدم الثقة وبالخوف فينشأ عنده الميل إلى الخجل في حضرة الناس الآخرين . كما يجب عدم إغفال دور مدرس الطفل ، فمن الضروري جدا أن يعرف الأبوان علاقة طفلهما بمدرسه .
فمثلا ، هل يعطي المدرس اعتبارا لشعور الطفل ويتحاشى إحراجه وانتقاده أمام الناس ؟ قد يكون لرفقاء الطفل أيضا تأثيرا على سلوكه . إذا كان أغلب الأطفال الذين حول الطفل خجولين وهادئين ومنكمشين ، فالطفل يصرف في الغالب بنفس الطريقة.
يشعر الأبوان بالقلق عندما يكون طفلهما خجولا لأنهما يعزيان تصرفه إلى انعدام الاعتداد بالنفس . على كل حال ، هناك مجال واسع من الخجل الذي يعتبر طبيعيا . فمثلا ، من الطبيعي أن يحتاج الطفل وقتا ليتعود على الغرباء . كما يجب أن يعرف الوالدان أن الخجل ليس صفة سلبية . خجل الطفل قد يساعده على قضاء الوقت في مراقبة ما يدور حوله .
متى يمكن أن يصبح الخجل مشكلة ؟
قد يخلق الخجل مشاكل للطفل في حياته عندما يعيق مقدرته على إقامة صداقات ، أو عندما يجعل الطفل يشعر بالضيق والانزعاج في حضرة الناس ، أو قد يكون سبب أدائه السيء في المدرسة .
قد يلاحظ الوالدان أن طفلهما يجد صعوبة في الكلام ، أو يتلعثم ، أو يتأتئ ، أو يحمرّ وجهه ، أو يرتجف ، أو يعرق أثناء حضور الناس الآخرين . يكون الخجل مشكلة إذا كان ناتجا عن شعور الطفل بالعجز في جميع الأحوال والظروف . من الطبيعي أن يشعر الطفل بالتحدي في بعض الأوضاع الاجتماعية ، ولكن إذا امتد الخجل إلى البيت والمدرسة والعلاقات الاجتماعية أصبح مشكلة قد تتفاقم وتسوء .
في بعض الحالات يكون خجل الطفل نزعة شديدة تجعله يمتنع عن الكلام مع أي شخص من غير أفراد عائلته ، فيعيق ذلك أداءه الدراسي ونشاطه الاجتماعي . تسمى هذه الحالة " البكم الانتقائي " . تقول المستشارة كابونانمكك إن البكم الانتقائي عبارة عن قلق مضطرب يصيب الأطفال بصورة رئيسية . ويعتبر هذا المرض في هذه الأيام اضطرابا يرثه الطفل أو حالة يكتسبها .
من المهم جدا أن يميّز الوالدان بين الطفل الخجول قليلا والطفل الذي يدل سلوكه على مشكلة أعمق ، مثل "البكم الانتقائي" . بعض الأحيان يصنّف الأطفال المصابون بالبكم الانتقائي على أنهم شديدو الخجل ، ويفترض أهلهم أن هذه حالة مؤقتة سوف تزول . ولكن هذا التصنيف تصنيف خاطئ يجب عدم الاعتماد عليه .
من صفات الطفل المصاب بالبكم الانتقائي أنه لا يستطيع الكلام في الظروف الاجتماعية . في الواقع هذا العجز يمتد عادة إلى المدرسة فلا يستطيع الطفل إثبات نفسه والكلام عندما يطلب منه مدرسوه ذلك . قد يكون الطفل المصاب بالبكم الانتقائي صريحا في الكلام ، وحتى عدوانيا ، في البيت ولكنه لايستطيع رفع صوته - أو حتى الكلام – مع أنداده والأشخاص الغرباء .
ســـت نصائح لمساعدة طفلك على التغلب على الخجل
1) ساعد الطفل على التدرب على مخالطة الآخرين والتفاعل معهم واجعله يواجه أوضاعا لم يعتد عليها وأناسا لا يعرفهم ، واتح له الوقت الكافي ليعتاد هذه الأوضاع الجديدة ويرتاح إليها . كلما زاد تدريب الطفل الخجول على مخالطة أناس لايعرفهم والتفاعل معهم ، كلما خف الخجل بسرعة .
2) اجعل من سلوكك أنت نموذجا للسلوك المنفتح المعشراني كي يحتذيه طفلك فالأطفال يتعلمون بمراقبة سلوك آبائهم .
3) حدّث طفلك عن الأيام التي كنت فيها أنت نفسك خجولا . واشرح له كيف استطعت أن تصبح منفتحا وطيب العشرة والفوائد التي جنيتها من ذلك فكوّنت صداقات واستمتعت بالنشاطات المدرسية والاجتماعية .
4) لا تلصق صفة الخجل بطفلك ، لأن ذلك قد يجعله يستحي من نفسه . ولا تنتقده . احترم خجله ، وتحدّث معه عن شعوره .
5) أخلق في طفلك ثقته بنفســه . يجب على الوالدين امتداح أطفالهم وتحيّن
الفرص للتنويه بمنجزاتهم . تقول المستشارة كابونانمك إن الانجازات الصغيرة لها أهمية ، ويجب أن لا يقتصر الاهتمام على علامات آخر السنة الدراسية .
6) درّب أطفالك في البيت على القيام بأدوار معينة ، فتدريبهم على التصرف الصحيح في أوضاع معينة مفترضة تزيد ثقتهم بأنفسهم . فمثلا ، إذا كان خجل الطفل يمنعه من مقابلة طفل الجيران ، تستطيع مساعدته على ممارسة محادثات من النوع الذي قد تدور بينه وبين الطفل الآخر عندما يتقابلان .
