ذكرت مجلة متخصصة في علم النفس أن الأطفال في العام الأول من عمرهم يمكن أن يدركوا تعبير المشاعر في الأفلام أو على شاشات التلفزيون.
ونشرت المجلة دراسة قام بها علماء من جامعة توفتس في ولاية ماساتشوسيتس الأميركية وجامعة ستانفورد في كاليفورنيا، شاهد خلالها الأطفال أفلام فيديو تصور أشياء مثل كرة.
ويظهر الممثلون في الفيلم ردود أفعال مختلفة تجاه الأشياء. وعندما يظهر الممثلون وهم يرفضون اللعب بالكرة، تجد الأطفال المشاهدين يرفضون أيضا بالتبعية اللعب بالكرة. ويقول المتخصصون إنه في ضوء نتائج الدراسة، يجب على الآباء الاهتمام بتحديد برامج التلفزيون التي يشاهدها أطفالهم.
هذا وبالإضافة إلى ما سبق فقد وجد العلماء في جامعة شفليد البريطانية، أن قدرات تمييز الوجوه تزداد ضعفاً مع التقدم في السن، كما هي الحال بالنسبة للقدرة على تعلم لغات جديدة التي تتراجع مع مرور الزمن، موضحين أن الإنسان يدرب دماغه على الوجوه التي اعتاد رؤيتها باستمرار، خلال السنة الأول من حياته، ويطبع قالب تصوري لمقارنة الوجوه الجديدة.
واكتشف الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة "العلم" أن الأطفال في عمر ستة أشهر استطاعوا التمييز بين أفراد البشر وأفراد القرود بسهولة، ولكن الأطفال الأكبر سناً بثلاثة أشهر فقط، والكبار، ووجدوا صعوبة كبيرة في تمييز القرود ولكنهم تمكنوا من تمييز الوجوه البشرية.
وبمراقبة الموجات الدماغية والاستعانة بنتائج البحوث السابقة التي أظهرت أن البالغين أفضل في تمييز وإدراك وجوه البشر عن وجود القرود والحيوانات، والقرود أيضاً أفضل في تمييز أبناء جنسها عن غيرهم، أكد الباحثون أن الأطفال الصغار فقط يستطيعون تمييز وجوه القرود عن بعضها إلى جانب وجوه البشر.
وقال الباحثون في معهد صحة الأطفال بكلية لندن الجامعية، أن السنة الأولى من حياة الإنسان مهمة وحرجة في نظام معالجة الوجوه، والتعرف إلى الوجوه وإدراكها يعتبر مثالا على قدرة الدماغ على تقسيم مناطقه ومراكزه العصبية للقيام بوظائف مختلفة.
ومن جانب آخر، أكد خبراء التربية وعلماء نفس الطفل أن الأجنة يستطيعون التعرف على لغة أمهاتهم، وأنهم يستطيعون تمييز لغة جديدة بعد أيام قليلة على ولادتهم، وأنهم ينجذبون إلى الخدع التصويرية منذ سن صغيرة جدا.
حيث أشارت نتائج الأبحاث إلى أن ذاكرة صغار المواليد وقدرتهم على التعرف أكثر تطوراً في سن أصغر مما كان معتقداً.
وقد استطاع تود بيلي الأخصائي النفسي في جامعة كارديف البريطانية عن طريق تركيب أجهزة قياس الجهد الذي يبذله المواليد في عملية الامتصاص التعرف على درجة الانتباه الذي يوليه الرضع لحديث الأمهات.
ووجد العلماء أنه عندما تحدثت الأم بلغتها الأصلية فإن انتباه الطفل يظل منصبا على ما تقوله ومن ثم يتلاشى، وعندما تحدثت الأم بلغة أخرى فإن انتباه الطفل تركز ثانية على حديثها.
وقال الدكتور بيلي إن الأطفال يستطيعون منذ اليوم الرابع من العمر تمييز مثل تلك الاختلافات في إيقاع اللغة، إذ عندما يستمع الرضيع للغة مختلفة يجدها أكثر مدعاة لاهتمامه، ونستطيع أن نعرف مدى اهتمامه من خلال تحول طريقة مصه للحليب، ويستطيع الطفل الاستماع لصوت أمه وهو داخل الرحم، رغم أن الصوت يكون قد مر بمرحلة تنقية كبيرة.
وأكد البروفيسور بيلي على أن الآباء والأمهات الطموحين يجب أن لا ينظروا إلى الاكتشافات الجديدة على أنها مؤشر لإمكانية تعليم أبنائهم لغة جديدة قبل ولادتهم.
كما أن الرضع أكثر قابلية من الأطفال الأكبر سناً في التعرف على الاختلافات الواضحة في نطق الكلمات، فقد وجد العلماء في دراسة أجروها في جامعة أوكسفورد البريطانية أن الأطفال في سن ثمانية عشر شهراً لم يتطلعوا طويلا في صورة لم ينطق اسم صاحبها جيدا وأطالوا النظر عندما لفظ الاسم جيدا. _(البوابة)