العمرة هي من الشعائر الدينية التي يؤديها كل مسلم بالغ عاقل راشد، بحيث يزور المسلم الحرم المكي في مكة المكرمة، وتعد العمرة من العبادات التي يتقرب بها المسلمون إلى الله سبحانه وتعالى، وفيها تُمحى الذنوب ويزيد الأجر والثواب، وسنتعرف من خلال هذا المقال على فضل العمرة في شهر رجب:
فضل العمرة في شهر رجب
شهر رجب أحد أشهر الحرم، حيث يشجع المسلمون على أداء العمرة في شهر رجب من أجل التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ويجب على المسلمين الالتزام بأداء الطاعات المختلفة والأعمال الصالحة في هذا الشهر.
يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من حج أو عمر في شهر رجب كتب له أجر حجة أو عمرة متى شاء"، وتشتهر العمرة في شهر رجب بأنها تأتي بثواب أعظم، مما يشجع المسلمين على تنظيم رحلاتهم خلال هذا الوقت.
فضل العمرة في شهر رمضان
عن ابن عباس رضيَ الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال لامرأةٍ من الأنصار يقال لها: أمُّ سنان: "ما منعكِ أن تكوني حجَجْتِ معنا؟"، قالت: ناضحان كان لأبي فلانٍ (زوجها) حَجَّ هو وابنه على أحدهِما، وكان الآخر نسقي عليه، قال صَلَّى الله عليه وسَلَّم: (فعمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي)؛ وفي لفظ آخر: (فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدِلُ حجَّة)؛ أخرجه البخاري ومسلم.
فضل العمرة في شهر رمضان كبير، وإن ثواب العمرة في شهر رمضان المبارك تعدل ثواب حجة، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على عباده، وكما أن الأجر والثواب للعمرة في رمضان يزيد عن الأجر الذي يُحصل عليه في غير رمضان لأن الأعمال الصالحة تتضاعف، ويكون للصائمين أجرٌ عظيمٌ على الصوم والقيام والتسبيح والتدبر والاستغفار وغيرها من الأعمال الصالحة.
فضل شهر رجب
يعتبر شهر رجب من الأشهر الهجرية المحرمة والتي سميت بهذا الاسم بسبب تحريم القتال فيها إلا أن يبادر العدو إليه، وكما أنَّ انتهاك المحارم في هذا الشهر الفضيل أشدّ من غيره من شهور السنة، لذلك نهانا الله سبحانه وتعالى عن ارتكاب المعاصي والظلم في هذا الشهر الفضيل، قال الله تعالى: "فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ "،والحق والصواب أنَّ شهر رجب ليس له فضيلة أو خصوصية على غيره من الشهور باستثناء أنَّه من الأشهر الحرم، كما أنَّ الروايات التي تفيد بنزول آية الإسراء والمعراج فيه لا تبرر وإن صحّت ابتداع عبادات معينة في هذا الشهر كما يفعل بعض الناس، وذلك أنَّ مثل هذه الأفعال لم تكن على عهد النبي عليه الصلاة والسلام أو عهد الخلفاء الراشدين أو التابعين.
فضل عمرة رجب عند الشيعة
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: أفضَلُ العُمرَةِ عُمرَةُ رَجَبٍ، ويقول الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام: المُعتَمِرُ يَعتَمِرُ في أيّ شُهورِ السّنَةِ شاءَ وأفضَلُ العُمرَةِ عُمرَةُ رَجَبٍ.
ويقول الشّيخُ الطّوسِيّ: رُوِيَ عَنهُم عليه الصلاة والسلام: أنّ العُمرَةَ في رَجَبٍ تَلِي الحَجّ فِي الفَضلِ.