طريقة جديدة لعلاج الاكتئاب عند المراهقين

تاريخ النشر: 13 أبريل 2005 - 10:01 GMT
البوابة
البوابة

توصل العلماء مؤخرا إلى أن استخدام نوعين من العلاج المضاد للاكتئاب يعطي نتائج أفضل في علاج حالات الاكتئاب عند المراهقين. 

 

فقد تبين أن ثلاثة من كل أربعة من المراهقين المصابين بالاكتئاب أشاروا بأنهم شعروا بتحسن اكبر بعد أن استخدموا خليطا من العقاقير المضادة للاكتئاب، وقد نشرت هذه النتائج في المجلة الطبية الأمريكية الصادرة عن نقابة الأطباء الأمريكيين. 

 

فقد أشارت النتائج السابقة إلى أن استخدام عقار البروزاك أعطى نتائج ايجابية في 60% من الحالات بينما كانت النتائج أفضل في حالة استخدام مزيج من العقاقير إذ أن كل عقار لوحدة يستخدم لعلاج نوع مختلف من الاكتئاب بحسب تأثيره على الإنسان. 

 

كذلك يشير الأطباء أن التركيبة الجديدة من العقاقير أدت إلى انخفاض في نسبة المراهقين المنتحرين وتم تسجيل انخفاض كبير في عدد المراهقين الذين يقدمون على إيذاء أنفسهم بسبب الاكتئاب بعد استعمال العلاج الجديد. 

 

وآلية عمل التركيبة الجديدة تتركز في أن علاج الاكتئاب عند المراهقين يجب أن يتم باستخدام مزيج من الأدوية لان استخدام مزيج الأدوية يؤدي إلى ثلاث نتائج: 

 

 علاج التفكير السلبي عند المراهقين ومساعدة المراهق على تحديد هذه الأفكار ومحاولة تغييرها. 

 محاولة تغيير السلوك الانطوائي عند المراهقين المصابين بالاكتئاب. 

 التثقيف وخاصة أفراد العائلة حول كيفية التفاعل مع المراهق المصاب بالاكتئاب. 

 

توصل العلماء بعد استخدام هذه الطريقة لمدة 12 أسبوع إلى نسب نجاح مرتفعة جدا بلغت 71% من الحالات بحيث تمثل هذه الطريقة البديل الأمثل لعلاج حالات الاكتئاب عند المراهقين بدل اللجوء إلى طرق العلاج التقليدية. 

 

هذا ومن جانب آخر، وحول علاقة المراهقين بذويهم فقد كشفت دراسة جديدة أن الآباء الذين يتعاملون مع أولادهم في سن المراهقة بطريقة جيدة ومناسبة يفسحون المجال أمامهم لعلاقات أفضل في المستقبل.  

 

من جانبها كشفت الباحثة مارتا روتر أن الآباء الذين يفصحون عن توقعاتهم بوضوح وبصورة مؤكدة، بالإضافة إلى استعدادهم لمكافأة السلوك الجيد من قبل أولادهم المراهقين، فإنهم بذلك يحسنون العلاقات الاجتماعية والعائلية لأطفالهم.  

 

ووجدت روتر أن استخدام هذه الأساليب تحث المراهقين الذين يعانون من المشاكل على تحسين مواقفهم بينما أن المراهقين وذويهم الذين لديهم بالفعل علاقات جيدة يتقربون أكثر من بعضهم ويحققون مزيدا من المنافع.  

 

ولكن دراسة روتر تشير إلى أن الآباء الذين يشرحون المسائل لأبنائهم ويستعينون بالمنطق فإنهم يساعدون أطفالهم على فهم أهمية الموقف مما يجعلهم متعاونين أكثر. وتظهر الدراسة أيضا أن الـتأثير ليس أحادي الجانب بل إن الأطفال أيضا يستطيعون التأثير على ذويهم.  

 

ووجدت روتر أن ذلك يتجلى بصورة أكبر حين تكون العلاقة بين الآباء والمراهقين متعثرة أو سلبية. فعلى سبيل المثال فإن معاملة المراهق بطريقة قاسية دون التقيد بالقوانين والمعايير الاجتماعية يعطل من قدرة المراهق على الصمود في وجه المصاعب.  

 

فالمراهقون الذين لديهم مشاكل دائمة مع ذويهم تكون قدرتهم على حل المشاكل ضعيفة ومهاراتهم في المدرسة والحياة أقل من غيرهم.  

 

من جانب آخر يعتبر اتباع النصائح الخاصة بالتعامل مع المراهقين ليس بالأمر السهل، وفقا للباحثين.  

 

ووجدت روتر أيضا أن التأثير المتبادل للمراهقين وذويهم على بعضهم البعض يتراكم مع مرور الزمن حيث أن المعاملة السلبية من قبل الآباء لأولادهم يخلق مقاومة لدى المراهقين ويزيد من التصرفات الإشكالية لديهم. ويمكن نتيجة لذلك أن يتأثر سلوك الآباء وبالتالي يؤثر مجددا على الأطفال.  

 

وبعكس ذلك وجدت روتر أن السلوك الإيجابي للآباء يميل لتعزيز العلاقة مع أطفالهم والتي تقوى مع الزمن. وأظهر البحث أيضا أن الأب ينبغي أن يتخذ الخطوة الأولى وليس الابن. ويعود سبب ذلك إلى أن سلوك الطفل الإيجابي لا يؤثر على سلوك الأب أو الأم السلبي، وهو النوع الوحيد من السلوك الذي وجدت روتر أنه غير ذي فعالية.  

 

ويشير ذلك إلى أن الآباء الذين يشعرون بإمكانية التحسن لديهم إذا تحسن سلوك أبنائهم وأصبحوا أكثر دعما لهم، فإنهم في الحقيقة يضعون عبئاً ومسؤوليات لا حاجة إليها على كاهل أبنائهم . وبدلا من ذلك ينبغي على الآباء التركيز على سلوكهم والحصول على استشارات إذا دعت الحاجة إلى ذلك.  

 

قالت روتر، "ليس من الصواب أن تحاولوا تعليم الأطفال المهارات لحل المشاكل ما لم تقوموا بتطبيق ذلك على آبائهم. وبخلاف ذلك فإنكم تكونوا كمن أعاد الطفل إلى المنزل حيث إنه في خلال مدة قصيرة سيفعل نفس المشاكل لأن شيئا لم يتغير في سلوكيات الآباء."  

 

والشيء المهم هو أن يعمل الآباء والمراهقين معا كي يكون التفاعل بينهم أفضل. قالت روتر، "يعتقد كثير من الناس أن سن المراهقة فترة تسوء خلالها العلاقات بين المرهقين وذويهم، ولكن الحقيقة أن المسألة ليست كذلك. إن ما يحدث هو أنه حين يصل الأطفال سن المراهقة وهم في وضع سيئ، فإن الأشياء تسوء بصورة أشد لأن الكثير من الأمور السلبية تجري في العائلة."  

 

والسبب الآخر يمكن أن ينجم عن النزعة الاستقلالية للأطفال حين يدخلون هذه السن. قالت روتر، "يتميز سن المراهقة بأن الطفل بدل تلقي الأوامر تصبح لديه طريقته في عمل الأشياء."  

 

ويضاف إلى النزعة الاستقلالية لدى المراهق إضافة المسئولية إليه. فعلى الرغم من اتفاق العلماء والباحثين على أن الآباء ينبغي أن يوفروا البيئة المناسبة لدعم وتربية أطفالهم، إلا أن ذلك لا يعني أن المسئولية يجب أن تقع على الأب بمفرده._(البوابة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن