طالما نصح خبراء التغذية بتناول الطعام الصيني حيث انه يعد من الوجبات الصحية. أما الفائدة الأكثر وضوحا الآن بالنسبة لهؤلاء الخبراء فهي صلصة الصويا المستخدمة في الطهي حيث أن البعض قد يجدها ذات مذاق مالح بعض الشيء ، إلا أن الكشف الطبي المثير يتمثل في مادة موجودة في الصويا تسمى (monosodium glutamate) .
هذا المادة الموجودة في صلصة الصويا تعد المفتاح الرئيسي في مكافحة بعض اشد آفات العصر التي تصيب البشر وهي سرطان البروستات عند الرجال والصلع بشكل عام.
بينت الدراسة الأمريكية أن الصويا تقوم بإفراز مركب غامض في داخل الأمعاء بحيث يقوم هذا المركب بوقف عمل الهرمون المعروف باسم (DHT) وهو المسؤول عن زيادة نمو حجم البروستات عند الرجال كما يؤدي إلى الصلع كما يعتقد العلماء أن هذا الهرمون مسؤول أيضا عن رفع نسب إصابة الرجال في الإصابة بالنوبات القلبية.
توصل العلماء أن هذا المركب و المسمى (equol) لا يقوم بوقف إفراز هرمون (DHT) بل انه يقوم بوقف عمله فقط. كان هناك في السابق الكثير من المحاولات لصنع دواء يؤدي هذا الغرض إلا أن كل المحاولات كانت تنتج أدوية لها مضاعفات جانبية سيئة جدا.
الأمر الغريب أن الإفراط في شرب الكحول يعطي نتائج فعالة في مقاومة الصلع وسرطان البروستات، حيث لاحظ العلماء أن هناك نسبة قليلة من مدمني الكحول الذين يعانون من الصلع، الأمر الأخير الذي هدى العلماء للصويا هو أن نسبة الصلع منخفضة جدا لدى الرجال الصينيين مما يعطي مؤشرا قويا إلى أن هناك علاقة مباشرة بين ما يقومون بتناوله وبين إصابتهم بالصلع.
أشارت النتائج إلى أن هناك عاملين أساسيين في البرنامج الغذائي هي التي تؤدي إلى الوقاية من الصلع وبعض أنواع السرطان. العامل الأول هو صلصة الصويا المستخدمة مع معظم أنواع الطعام الصيني حيث أنها تخفف من نسب الصلع و الإصابة بسرطان البروستات. أما العامل الثاني فهو الشاي الأخضر الصيني إذ اثبت أنه فعال جدا في مقاومة اللوكيميا إضافة إلى فوائدة الطبية الأخرى.
هذا وبالإضافة للصويا فقد اكتشف العلماء في دراسة جديدة أن البرسيم الأحمر أيضا الذي يحتوي على عناصر مهمة من الغذاء الآسيوي التقليدي، يحافظ على سلامة نسيج البروستات عند الرجال ويحميه من الإصابة بالأورام.
ولاحظ الباحثون وجود معدلات إصابة أقل من سرطان البروستات بين الرجال الآسيويين, مقارنة بالرجال الأميركيين، ولكن هذا الخطر يزيد بشكل مثير عند انتقال الآسيويين إلى الولايات المتحدة، مما يدل على أن الغذاء الآسيوي التقليدي قد يشكل عامل حماية بسبب احتوائه على مركبات "آيزفلافون" المتوافرة في أطعمة الصويا، كمكونات مهمة وحاسمة في الوقاية.
ويعتبر سرطان البروستات من أكثر أنواع الأمراض السرطانية شيوعاً بين الرجال الأميركيين والأوروبيين وهو أيضاً شائع في البلدان الشرقية إلا أن معدل الإصابة بالنوع المميت والقابل للانتشار منه أقل بكثير في هذه البلدان، الأمر الذي يقترح وجود أساس غذائي أو عوامل بيئية معينة تحدد نوعية السرطان.
هذا و توصلت دراسة جديدة أجريت في الصين إلى أن التناول اليومي للثوم والبصل يحمي الرجال من الإصابة بسرطان البروستات. حيث قامت الدراسة التي نشرتها صحيفة لو جورنال سانتيه الفرنسية، بمقارنة العادات الغذائية لـ 238 رجلا يعانون من سرطان البروستات و 471 رجلا يتمتعون بصحة جيدة .
وأظهرت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من 10 غرامات من الثوم في اليوم ينخفض لديهم خطر الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 53 بالمائة وأن الذين يتناولون أكثر من 10 غرامات من البصل يوميا ينخفض لديهم خطر الإصابة بنسبة 70 بالمائة._(البوابة)
